صحيفة: واشنطن تعتزم تخفيف القيود على المساعدات لسوريا

واشنطن - ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستعلن اليوم الاثنين تخفيف القيود على المساعدات الإنسانية إلى سوريا وتسريع تسليم الإمدادات الأساسية بدون رفع القيود التي تكبل مساعدات أخرى للحكومة الجديدة في دمشق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف عن هويتهم، أن الخطوة المحدودة التي وافقت عليها الإدارة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، تخول وزارة الخزانة إصدار إعفاءات لمجموعات المساعدات والشركات التي تقدم الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والإمدادات الإنسانية الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار يؤكد حذر البيت الأبيض بشأن رفع العقوبات الشاملة المفروضة على سوريا حتى يتضح الاتجاه الذي يتخذه قادتها الجدد، بقيادة مجموعة تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وبحسب المسؤولين، فإن الإعفاء، المتاح مبدئياً لمدة ستة أشهر، سيعفي موردي المساعدات من طلب التصريح في كل حالة على حدة، لكنه يأتي بشروط لضمان عدم إساءة استخدام سوريا للإمدادات.
وتسعى الإدارة الجديدة في سوريا منذ وصولها إلى السلطة إلى تعزيز علاقاتها الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى إلغاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول غربية، خلال سنوات حكم رئيس النظام السابق.
وأسقطت الولايات المتحدة بالفعل مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لاعتقال أحمد الشرع، الملقب بـ"أبي محمد الجولاني"، قائد هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح بنظام بشار الأسد، والمصنفة على لوائح الإرهاب الأميركية.
وقال الرئيس بايدن في ديسمبر بعد فرار الأسد من البلاد "لا تخطئوا، فبعض الجماعات المتمردة التي أسقطت الأسد لديها سجل قاتم خاص بها من الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان. إنهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن، لكن مع توليهم مسؤولية أكبر، سنقيم ليس فقط كلماتهم، بل أفعالهم أيضاً".
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة منفتحة على تخفيف العقوبات عن سوريا، ولكن ليس بعد.
وأوضح أنه في حال مضت العملية الانتقالية قدما "سننظر من جانبنا في عقوبات مختلفة وإجراءات أخرى سبق أن اتخذناها، ونرد بالمثل."
ومن المقرر أن يعقد أن بلينكن لقاء في روما الخميس مع وزراء خارجية أوروبيين بشأن سوريا، في الوقت الذي يسعى فيه الغرب للتواصل مع القيادة السورية الجديدة التي يقودها إسلاميون.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأميركية صدر خلال زيارة بلينكن لسيول الاثنين، أن وزير الخارجية الأميركي "سيلتقي بنظراء أوروبيين لدعم انتقال سياسي سلمي وشامل بقيادة وملكية سوريين".
ولم تحدد الخارجية الأميركية بشكل فوري الوزراء الأوروبيين المشاركين في اللقاء.
وبلينكن الذي يقوم حاليا بجولة تشمل اليابان وفرنسا، سينضم لاحقا إلى الرئيس بايدن في زيارة وداعية لروما تتضمن لقاء مع البابا فرنسيس.
وأطاحت فصائل معارضة يقودها إسلاميون بالرئيس السوري بشار الأسد في هجوم خاطف الشهر الماضي بعد حرب دامية استمرت 13 عاما.
ومذاك، تأمل القوى الغربية بحذر في أن يتحقق استقرار أكبر في سوريا، خاصة بعد أزمة اللاجئين الكبرى التي تسببت بها الحرب السورية ووصلت ارتداداتها إلى السياسة الأوروبية.
وزار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو برفقة نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك سوريا الجمعة، لكن الزيارة طغى عليها مصافحة قائد الادارة السورية الجديدة أحمد الشرع لبارو فقط واحجامه عن مصافحة بيربوك لأسباب دينية كونها امرأة.
والشهر الماضي، التقت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف بالشرع، حيث أعلنت عن رفع واشنطن مكافأة مالية كانت مخصصة لمن يقدم معلومات عنه.
كما رحبت ليف بـ"الرسائل الإيجابية" التي وجهها الشرع، بما في ذلك تلك المتعلقة بحماية الأقليات، قائلة إنه تعهد بأن سوريا لن تشكل تهديدا للدول المجاورة.