واشنطن تنفي خططا لإقامة قاعدة أميركية في كوباني

نيويورك - أكدت وزارة الدفاع الأميركية على عدم وجود أيّ خطط أو نوايا لإقامة قاعدة أميركية في منطقة كوباني (عين العرب) شمالي سوريا. وجاء ذلك على لسان نائبة المتحدث باسم الوزارة سابرينا سينغ، خلال أول مؤتمر صحفي لهذا العام. وتعليقا على أنباء متداولة عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، قالت سينغ “اطلعت على بعض تلك الأخبار، لا توجد خطة لبناء قاعدة عسكرية في كوباني (عين العرب).”
وأكدت مجددا أن الجنود الأميركيين متواجدون في سوريا لهزيمة تنظيم داعش بشكل دائم. وقالت “لا توجد حاليا خطة أو نية لإنشاء أيّ قاعدة في كوباني، لست متأكدة من مصدر هذه الأنباء،” وأن المنطقة لا يوجد فيها جنود أميركيون.
وشددت سينغ أن الولايات المتحدة تدعم سلامة الأراضي السورية وعملية الاستقرار السياسي، “لكن هذا لن يكون ممكنا إلا من خلال القضاء على داعش والجماعات الإرهابية الأخرى”. لكن، بالتوازي مع النفي الأميركي تأتي إشارات أخرى تناقضه من خلال استمرار تدفق الأسلحة إلى المنطقة، ما يوحي بوجود تغييرات عسكرية ميدانية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان نشره على موقعه، إن الطائرة التي هبطت ليل الجمعة/السبت كانت محمّلة بمعدات عسكرية ولوجستية وانطلقت من العراق، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار استمرار تعزيز القواعد العسكرية في المنطقة. ووفق المرصد “تواصل قوات التحالف الدولي استقدام تعزيزات عسكرية برا وجوا إلى مناطق شمال وشرق سوريا”.
◙ تنتشر في سوريا تسع قواعد أميركية الأولى في منطقة التنف بريف حمص الشرقي واثنتان في ريف دير الزور وست في محافظة الحسكة
ولفت إلى أن ذلك يأتي بعد ساعات من وصول معدات عسكرية وأسلحة متطورة على متن طائرة شحن برفقة مروحية عسكرية إلى قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة، قادمة من العراق، في إطار تعزيز القواعد الأميركية وإرسال دعم إضافي إلى كوباني.
وتنتشر في سوريا تسع قواعد أميركية الأولى في منطقة التنف بريف حمص الشرقي واثنتان في ريف دير الزور وست في محافظة الحسكة. والجمعة، أفاد المرصد بأن قوات “التحالف الدولي” استقدمت تعزيزات عسكرية تتألف من 13 مدرعة إلى مدينة عين العرب (كوباني) قادمة من قاعدة قسرك بريف الحسكة لتعزيز القواعد العسكرية.
وأشار إلى أن القوات الأميركية أرسلت مزيدا من صهاريج الوقود والعربات العسكرية ظهر الجمعة من قاعدتيها في تل بيدر وقسرك إلى عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي استكمالا لبناء القاعدة العسكرية التابعة للولايات المتحدة. والخميس، نقلت قناة “الحدث” السعودية عن مصادر في قوات “سوريا الديمقراطية” قولها إن الولايات المتحدة و”التحالف الدولي” يقومون بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في سوريا بالقرب من مدينة كوباني.
وأفادت القناة الإخبارية بتوجه نحو 300 شاحنة محمّلة بالكتل الإسمنتية والمولدات الكهربائية وخزانات الوقود والذخيرة إلى هذه المنطقة وذلك منذ نهاية ديسمبر 2024، وأشارت إلى أنه عبر نقطة تفتيش “الوليد” على الحدود السورية العراقية، وصلت إلى هناك الأربعاء الماضي قافلة مكونة من 50 شاحنة تحمل معدات عسكرية ومباني جاهزة وجرافات.
وأفاد المرصد السوري بأن القافلة شوهدت على طريق الحسكة – الرقة، متجهة نحو كوباني، وترافقها مركبة عسكرية من قوات قسد. وأضاف المرصد أن هذه التحركات تأتي في إطار تعزيز القواعد الأميركية في المنطقة، في وقت يشهد تصاعدا في التوترات العسكرية والأمنية. والشهر الماضي، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن هناك 2000 جندي أميركي في سوريا، وهو رقم أعلى من الرقم المعلن سابقا وهو 900 جندي.
وعقب سيطرة المعارضة السورية على دمشق، شدد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر على أن قوات بلاده ستبقى في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب، تركز على تدمير تنظيم الدولة. وأضاف خلال مقابلة بمؤتمر “رويترز نكست” في نيويورك، أن “هذه القوات موجودة لسبب محدد ومهم للغاية، وليس كورقة للمساومة بطريقة ما”. وأشار إلى أن القوات الأميركية “موجودة هناك الآن منذ ما يربو على عقد من الزمان أو أكثر لمحاربة تنظيم الدولة،” مؤكدا “ما زلنا ملتزمين بهذه المهمة”.