واشنطن تنفي اعتزامها إنشاء قاعدة عسكرية في كوباني السورية

نائبة المتحدث باسم البنتاغون تؤكد أن منطقة عين العين العرب خالية من الجنود الأميركيين وأن بلادها تدعم سلامة الأراضي السورية وعملية الاستقرار السياسي.
السبت 2025/01/04
تقارير تتحدث عن تعزيزات أميركية في كوباني لاستكمال بناء القاعدة

نيويورك - أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، على عدم وجود أي خطط أو نويا لإقامة قاعدة أميركية في منطقة عين العرب التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.

وقالت نائبة المتحدث باسم الوزارة سابرينا سينغ، خلال أول مؤتمر صحافي لهذا العام تعليقا على أنباء متداولة عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في عين العرب، "اطلعت على بعض تلك الأخبار، لا توجد خطة لبناء قاعدة عسكرية في كوباني (عين العرب)".

وأكدت مجددا أن الجنود الأميركيين موجودون في سوريا لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي بشكل دائم.  مضيفة أن "عين العرب تخلو من الجنود الأميركيين".

وقالت "لا توجد حاليا خطة أو نية لإنشاء أي قاعدة في كوباني، لست متأكدة من مصدر هذه الأنباء".

وشددت سينغ، أن الولايات المتحدة تدعم سلامة الأراضي السورية وعملية الاستقرار السياسي، "لكن هذا لن يكون ممكنا إلا من خلال القضاء على داعش والجماعات الإرهابية الأخرى".

والجمعة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات "التحالف الدولي"، استقدمت تعزيزات عسكرية تتألف من 13 مدرعة إلى مدينة عين العرب (كوباني) قادمة من قاعدة قسرك بريف الحسكة لتعزيز القواعد العسكرية.

وأشار المرصد إلى أن القوات الأميركية أرسلت مزيدا من صهاريج الوقود والعربات العسكرية ظهر الجمعة من قاعدتيها في تل بيدر وقسرك إلى عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي استكمالا لبناء القاعدة العسكرية التابعة للولايات المتحدة.

والخميس، نقلت قناة "الحدث" السعودية عن مصادر في قوات "سوريا الديمقراطية"، قولها إن الولايات المتحدة و"التحالف الدولي" يقومون بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في سوريا، بالقرب من مدينة كوباني.

وأفادت القناة الإخبارية بتوجه نحو 300 شاحنة محملة بالكتل الإسمنتية والمولدات الكهربائية وخزانات الوقود والذخيرة إلى هذه المنطقة وذلك منذ نهاية ديسمبر 2024، وأشارت إلى أنه عبر نقطة تفتيش "الوليد" على الحدود السورية العراقية، وصلت إلى هناك الأربعاء الماضي قافلة مكونة من 50 شاحنة تحمل معدات عسكرية ومباني جاهزة وجرافات.

وأفاد المرصد السوري بأن القافلة شوهدت على طريق الحسكة-الرقة، متجهة نحو كوباني، وترافقها مركبة عسكرية من قوات قسد.

وأضاف المرصد، أن هذه التحركات تأتي في إطار تعزيز القواعد الأميركية في المنطقة، في وقت يشهد تصاعدا في التوترات العسكرية والأمنية.

وتضمنت الإمدادات الجديدة 14 طائرة شحن محملة بالمعدات العسكرية والجنود، بالإضافة إلى 233 مركبة عسكرية تشمل شاحنات ومدرعات وناقلات جنود.

وكان التحالف قد أرسل أيضا، في وقت سابق، قافلة تضم تجهيزات لوجستية إلى كوباني، شملت غرفًا مسبقة الصنع، كاميرات مراقبة، آلات لحفر الخنادق، صهاريج وقود وكتلاً خرسانية.

وتشهد المنطقة اشتباكات مستمرة بين القوات الكردية وتركيا والفصائل التابعة لها، التي تسعى إلى السيطرة على مدينة كوباني وسد الفرات الاستراتيجي.

والشهر الماضي، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن هناك 2000 جندي أميركي في سوريا، وهو رقم أعلى من الرقم المعلن سابقا وهو 900 جندي.

وعقب سيطرة المعارضة السورية على دمشق، شدد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، على أن قوات بلاده ستبقى في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب، تركز على تدمير تنظيم الدولة.

وأضاف خلال مقابلة بمؤتمر "رويترز نكست" في نيويورك، أن "هذه القوات موجودة لسبب محدد ومهم للغاية، وليس كورقة للمساومة بطريقة ما".

وأشار إلى أن القوات الأميركية "موجودة هناك الآن منذ ما يربو على عقد من الزمان أو أكثر لمحاربة تنظيم الدولة"، مؤكدا "ما زلنا ملتزمين بهذه المهمة".

وقال مسؤولون أميركيون، إنه من غير المرجح أن يتخلى دونالد ترامب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة عن مواقع الجيش الأميركي في سوريا، كما أراد أن يفعل خلال فترة ولايته الأولى، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة، أن "اعتقاد هؤلاء المسؤولين ينبع من حقيقة أن ترامب كثيرا ما ينسب لنفسه الفضل في هزيمة تنظيم الدولة، من خلال الانتهاء من تحرير الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في حملة بدأت في أثناء إدارة سلفه باراك أوباما، وأن التهديد بعودة التنظيم المحتملة سيكون أكبر من أن يتحمله ترامب".

وأضاف المسؤولون، أن العراق، الذي أبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة في سبتمبر، ينص على انسحاب التحالف الذي تقوده واشنطن ضد داعش من البلاد العام المقبل، يلمح الآن إلى أن الظروف قد تجبره على تعديل هذا الجدول الزمني.