حملة حوثية ضد الإعلام المستقل للتعتيم على ممارسات الجماعة

صنعاء - حجبت جماعة الحوثي المدعومة من إيران موقع “ديفانس لاين” المستقل داخل اليمن، في إطار حملة شاملة تشنها على وسائل الإعلام التي تنشر تقارير تفضح ممارساتها في البلاد، حيث كشف الموقع أن قادة الأجهزة الأمنية التي تمارس الانتهاكات ضد الإعلام كانوا يمارسون العمل الصحفي كغطاء لإخفاء نشاطهم الاستخباراتي.
وقالت إدارة موقع “ديفانس لاين” وهو موقع مستقل متخصص في الشأن العسكري والأمني في اليمن والمنطقة، إن الجماعة قامت بحجب الموقع عبر خدمة الإنترنت السلكية واللاسلكية داخل اليمن. معتبرة أن هذا الإجراء التعسفي الحوثي تعبير جديد عن وحشية الجماعة ونزعتها القمعية ضد الصحافة والصحافيين، ومحاولتها تكميم الأفواه ومنع المواطنين من حق الحصول على المعلومات، وهو المسار الذي دأبت على اتباعه مع مختلف وسائل الإعلام المستقلة.
وذكر "ديفانس لاين" أن جماعة الحوثي قامت قبلها بحجب موقع شبكة “النقار” الإخبارية، واعتبرت هيئة تحرير الشبكة في بيان لها إن هذا “التصرف يعد تعديا واضحا على حرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومة”.
ودعت إدارة الموقع المنظمات والهيئات الصحفية والحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذا الانتهاك الحوثي الصارخ، مشيرة إلى أن استمرار الجماعة في “نهجها العدائي” تجاه الصحافة تذكير لكل المعنيين بالدفاع عن حرية الصحافة بمسؤوليتهم في حماية الصحافة والصحافيين اليمنيين.
وذكرت نقابة الصحافيين اليمنيين في تقريرها السنوي لعام 2023 عن حجب الحوثيين أكثر من 200 موقع اخباري محلي وخارجي عن المتابعين في اليمن، ضمن حملة وحشية قادتها الجماعة ضد الصحافة والصحفيين أدت إلى تهجير مئات الصحافيين والإعلاميين إلى خارج البلاد وخارج مناطق سيطرة الجماعة وإغلاق قرابة 163 صحيفة ومجلة وإذاعة.
وأوضح “ديفانس لاين” أنه من بين الأجهزة الأمنية الحوثية المتورطة في حجب المواقع واستهداف الصحافة، يبرز جهاز الأمن والمخابرات الذي يتولى مسؤوليته القيادي الحوثي عبدالحكيم الخيواني، وهو من صعدة ومدرج على لائحة العقوبات الدولية ولوائح المطلوبين للقضاء اليمني والعسكري.
ونوه الموقع أن وكيل الجهاز للمعلومات والتحليل فواز حسين قائد نشوان الأشول، هو صحافي اشتغل سابقا في شبكة “المسيرة” التابعة للحوثيين ووسائل إعلامية أخرى موالية للجماعة، وكان عمله الإعلامي غطاء لعمله الأمني والاستخباري لصالح الجماعة.
قادة من الجهاز الأمني المسؤول عن الانتهاكات ضد الصحافة عملوا سابقا كصحافيين للتستر على حقيقة عملهم الاستخباري
وأضاف أنه قبل تعيينه وكيلا لجهاز الأمن كان مسؤولا عن الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب عبدالغني عبدالله يحي الحوثي، الذي عينته الجماعة مدير دائرة مكتب رئيس الجهاز.
وأشار “ديفانس لاين” بأن من يتولى المسؤولية المباشرة عن انتهاكات جهاز الأمن والمخابرات ضد الصحافة القيادي حسن علي أحمد المهدي المعين مسؤولا لدائرة الصحافة والإعلام بالجهاز برتبة عميد.
وجاء بعض قادة الجهاز من الوسط الإعلامي وكانوا يعملون سابقا كصحافيين وإعلاميين وناشطين، استغلوها كلافتات للتستر على حقيقة عملهم الاستخباري مع الجماعة. مثل عبدالله قاسم عبدالله علي المتميز المعين مديرا للشؤون الإدارية بالجهاز. وكذلك القيادي محمد الوشلي. بالإضافة إلى جهاز “الأمن الوقائي الجهادي” وهو جهاز الأمن والمخابرات الخاص بالحوثيين، الذي يتولى مسؤوليته القيادي أحسن عبدالله أحسن علي الحُمران، المقرب من زعيم الجماعة.
ويستغل الحوثيون سيطرتهم على منظومة الاتصالات وخدمات الإنترنت في اليمن منذ تمردهم على الدولة في سبتمبر 2014.
وكشف الموقع عن قيام الجماعة حاليا، بتعيين القيادي محمد أحمد محمد المهدي، وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات، وهو مقرب لحسن المهدي. وهو المسؤول التنفيذي عن حظر المواقع والمنصات الإعلامية.
وبين القيادات الحوثية المتورطة في الانتهاكات القيادي هاشم شرف الدين، الذي عينته الجماعة وزيرا للإعلام، وقبله كان ضيف الله الشامي (صعدة)، إضافة إلى القيادي عبدالرحمن الأهنومي، المعين رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، ونائبه نصرالدين عامر.