وسط تفاؤل بتنشيط النمو.. النفط فوق أعلى مستوى في شهرين

سنغافورة – واصلت أسعار النفط مكاسبها الجمعة بعد أن أغلقت عند أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين في الجلسة السابقة على أمل أن تزيد الحكومات في مختلف أنحاء العالم دعم السياسات لتنشيط النمو الاقتصادي الذي يرفع الطلب على الوقود.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت سنتا واحدا إلى 75.94 دولارا للبرميل بحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش بعد أن وصلت الخميس عند التسوية إلى أعلى مستوياتها منذ 25 أكتوبر.
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتا واحدا إلى 73.14 دولارا للبرميل. وكان سعر التسوية أمس الخميس هو الأعلى للخام الأميركي منذ 14 أكتوبر. ويتجه الخامان لتحقيق ثاني زيادة أسبوعية لهما مع عودة المستثمرين من العطلات.
واختتم نشاط المصانع في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة عام 2024 ضعيفا وسط توقعات غير إيجابية عن العام الجديد في ظل مخاطر تجارية متزايدة من رئاسة دونالد ترامب الثانية والتعافي الاقتصادي الهش للصين.
70
دولارا للبرميل سعر النفط المرجح خلال عام 2025 وفق استطلاع رأي أجرته رويترز
وقال محللون في كابيتال إيكونوميكس في مذكرة “كانت مؤشرات مديري المشتريات لشهر ديسمبر في آسيا متباينة، لكننا نستمر في توقع أن يظل نشاط التصنيع ونمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة ضعيفين في الأمد القريب.” وأضافوا أنه “مع تباطؤ النمو وبقاء التضخم دون المستهدف في معظم البلدان، نعتقد أن البنوك المركزية في آسيا ستواصل تخفيف سياساتها.”
ومن المتوقع أن تحفز أسعار الفائدة المنخفضة المزيد من النمو الاقتصادي، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود. ويتطلع المستثمرون إلى المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) هذا العام. في حين تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بسياسات استباقية لتعزيز النمو في 2025.
وقال أليكس هودز المحلل في ستون إكس “نظرا لأن المسار الاقتصادي للصين على استعداد للعب دور محوري في عام 2025، فإن الآمال معلقة على تدابير التحفيز الحكومية لدفع الاستهلاك المتزايد وتعزيز نمو الطلب على النفط في الأشهر المقبلة.”
ووفقا لمسح كايشين/ستاندرد اند بورز غلوبال الخميس فقد حققت أنشطة المصانع في الصين نموا في ديسمبر لكن بوتيرة أقل من المتوقع وسط مخاوف من رسوم جمركية قد يفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وينظر بعض المحللين إلى البيانات الصينية الضعيفة على أنها إيجابية لأسعار النفط لأنها قد تدفع بكين إلى تسريع برنامجها للتحفيز.
واتسق ذلك مع ما جاء في مسح رسمي صدر الثلاثاء أشار أيضا إلى أن نشاط التصنيع في الصين نما بالكاد في ديسمبر. وتعافى قطاعا الخدمات والإنشاءات، وتشير البيانات إلى أن تحفيز السياسيات يمتد إلى بعض القطاعات.
وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية التي صدرت اليوم الخميس متأخرة يوما عن المعتاد بسبب عطلة رأس السنة الجديدة أن مخزونات البنزين ونواتج التقطير قفزت الأسبوع الماضي.
انخفضت مخزونات الخام بأقل من المتوقع، متراجعة 1.2 مليون برميل إلى 415.6 مليون برميل الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات المحللين
وارتفعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، نحو 7.7 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 231.4 مليون برميل. وزادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 6.4 مليون برميل في الأسبوع إلى 122.9 مليون برميل. مع قيام المصافي بزيادة الإنتاج لكن الطلب على الوقود بلغ أدنى مستوى له في عامين.
وانخفضت مخزونات الخام بأقل من المتوقع، متراجعة 1.2 مليون برميل إلى 415.6 مليون برميل الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض 2.8 مليون برميل.
وقال جيم ريتربوش من شركة ريتربوش اند أسوشيتس في فلوريدا “تمثل الجزء السلبي من التقرير في تراكم مخزونات كبيرة من المنتجات” وهو ما قال إنه يرجع إلى انخفاض غير متوقع في الطلب.
وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز أن أسعار النفط من المرجح أن تظل في نطاق قريب من 70 دولارا للبرميل في 2025 لتنخفض لثالث عام بعد تراجعها 3 في المئة في 2024، إذ أثر ضعف الطلب الصيني وتزايد الإنتاج العالمي على جهود تحالف أوبك+ لتعزيز السوق.
وفي أوروبا أوقفت روسيا تصدير الغاز في خط أنابيب يمر عبر أوكرانيا في أول أيام العام الجديد بعد انتهاء أجل اتفاق العبور في 31 ديسمبر. ورتب الاتحاد الأوروبي إمدادات بديلة قبل التوقف الذي كان متوقعا على نطاق واسع بينما ستستمر المجر في تلقي الغاز الروسي عبر خط أنابيب ترك ستريم الذي يمر تحت البحر الأسود.