تونس تحقق رقما قياسيا بتخطى عدد السياح الوافدين 10 ملايين

قطاع السياحة حقق نموًا بنسبة 9 في المئة مقارنة بعام 2023.
الثلاثاء 2024/12/31
قطاع مربح في حاجة إلى المزيد من الاهتمام

تونس - أكد مدير ديوان السياحة التونسي حلمي حسين الاثنين أن عدد السياح الذين توافدوا على البلاد في 2024 بلغ مستوى قياسيا ليتخطى لأول مرة 10 ملايين.

وأوضح المسؤول أن قطاع السياحة، الذي يُعد من الركائز الحيوية للاقتصاد التونسي، حقق نموًا بنسبة 9 في المئة مقارنة بعام 2023.

وبحسب آخر الإحصائيات حتى 20 ديسمبر الجاري، بلغ عدد السياح 9 ملايين و860 ألفًا، فيما قال مدير ديوان السياحة حلمي حسين في تصريح لإذاعة “موزاييك” الخاصة “تجاوزنا بالتأكيد 10 ملايين سائح، وهو رقم قياسي غير مسبوق.”

وكان الرقم القياسي السابق لعدد السياح الذين زاروا تونس قد سُجل في عام 2019، عندما استقبلت البلاد أكثر من 9.4 مليون سائح، قبل أن تؤثر جائحة كورونا بشكل كبير على القطاع.

وبلغت عائدات السياحة في تونس حتى يوم 20 ديسمبر الجاري 2.3 مليار دولار أميركي، بزيادة نسبتها 7.8 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

محمد صالح الجنادي: السياحة في تونس أصبحت تقريبا على كامل أيام السنة
محمد صالح الجنادي: السياحة في تونس أصبحت تقريبا على كامل أيام السنة

وعززت عائدات القطاع مدخرات العملة الأجنبية، حيث كشفت بيانات البنك المركزي الخميس الماضي عن مدخرات من العملة بقيمة 25 مليار دينار تونسي، ما يعادل 8 مليارات دولار أميركي، أي ما يغطي كلفة الواردات مدة 115 يوما.

والأحد صرح وزير السياحة سفيان تقية، خلال إشرافه على اختتام الدورة الـ56 من المهرجان الدولي للصحراء بدوز (جنوب)، أن “تونس ضمن أفضل 25 وجهة سياحية عالمية في عام 2025.”

وأضاف الوزير أن “ولاية (محافظة) قبلي تشهد ذروة في السياحة الداخلية والصحراوية، حيث تجاوزت نسبة إشغال النزل طاقتها الاستيعابية، خصوصاً في المنطقة السياحية بقصر غيلان. كما شهدت المخيمات السياحية والمغامرات الشبابية إقبالاً كبيراً، وهو ما يعزز السياحة الداخلية والسياحة الشبابية.”

وأكد تقية أن “هناك إجراءات جديدة ستُتَّخذ لدعم السياحة الصحراوية في عام 2025، إلى جانب تقديم تحفيزات للاستثمار،” مشيراً إلى أن “تونس تعدّ وجهة سياحية دولية مميزة.” كما لفت إلى أن “عام 2025 سيكون عام الجودة الشاملة في الصناعات التقليدية وقطاع السياحة.”

وفي سياق آخر أكد وزير السياحة أنه ستتم تسوية وضعية المشاريع المعطلة في قصر غيلان ومنح التراخيص اللازمة لبدء العمل بها.

ويساهم قطاع السياحة الحيوي في تونس بنسبة 9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ويشغل قرابة 400 ألف عامل كما يعد مصدرا أساسيا لاحتياطي النقد الأجنبي.

وقال الخبير الاقتصادي محمد صالح الجنادي “يتوافد على تونس حوالي مليونين ومئة ألف سائح ليبي وأكثر من مليونين وسبعمئة ألف سائح جزائري، والبقية من الاتحاد الأوروبي الذي يساهم بنسبة 30 في المئة من مجموع عدد السياح الوافدين على البلاد.”

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “هناك وفودا سياحية من بلدان أخرى، على غرار روسيا وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا،” مشيرا إلى أن “من أهم أسباب تزايد عدد السياح الأجانب تمتع تونس بمناخ معتدل، والمشهد السياحي المتنوع بين البحر والواحة والصحراء والجبال.”

Thumbnail

ولفت الجنادي إلى أن “السياحة في تونس أصبحت تقريبا على كامل أيام السنة، على عكس النشاط الموسمي الذي كانت تتسم به في السنوات الماضية، لكون موقع تونس الإستراتيجي قريب من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يسهّل عملية تنقّل السياح.”

وواجهت السياحة التونسية انتكاسة بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، ويمثّل الروس جزءا هاما من السوق السياحية التونسية، ويبلغ عددهم أكثر من 600 ألف سائح من مجموع الذين يصلون إلى تونس، وفق أرقام رسمية.

واحتلت السوق السياحية الروسية مكانة هامة في تونس، بعد أن بلغ عدد السياح القادمين من روسيا في 2019 أكثر من 700 ألف سائح، ما جعل هذه السوق تحتل المرتبة الثانية بعد السوق الفرنسية.

ويبرز القطاع السياحي كنقطة مضيئة وسط عدة مصاعب في البلاد، أهمها تراجع أرقام الاستثمارات الأجنبية الوافدة.

ومرّ القطاع الحيوي، الذي يعد أحد روافد الاقتصاد التونسي على مدى السنوات الماضية، بأزمات عديدة ارتبطت بتداعيات أحداث إرهابية عصفت بالبلاد قبل سنوات، وأودت بحياة أمنيين وعسكريين وحتى سياح.

ويوجد في البلاد نحو 840 نزلا و220 ألف سرير و1100 وكالة سفر، إلى جانب 357 مطعما سياحيا، ويشغل القطاع السياحي 600 ألف عامل ويعيش منه ما يقارب 2.8 مليون نسمة، بحسب بيانات رسمية.

4