قوى سودانية ماضية في تشكيل حكومة جديدة

الخرطوم - كشف الهادي إدريس، نائب رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تقدم عن نقاشات تجري مع قوى من خارج التنسيقية لتشكيل حكومة سودانية جديدة، بدلا عن حكومة بورتسودان الموالية للجيش.
وذكر إدريس، الذي يتولى أيضا رئاسة الجبهة الثورية، اتصالات مع حركة تحرير السودان برئاسة عبدالواحد نور والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، واصفا مواقف الحركتين بالإيجابية.
وقال إدريس إنه اجتمع أيضا مع عدد من سفراء الدول التي لا تعترف بحكومة بورتسودان وسمت مبعوثين للسودان عقب سحب سفرائها منذ بداية الحرب كدلالة على عدم الاعتراف بها.
ولفت إلى أن دولا أوروبية وإقليمية أعابت على القوى المدنية تأخرها في انتزاع الشرعية وتحمّل المسؤولية، وأشار إلى أن الأمم المتحدة لو جرت مخاطبتها في مارس من العام الماضي باسم الحكومة “لكنا ذهبنا خطوات ولكانت لجنة المعايير داخل الأمم المتحدة نظرت في أمرنا وقبلت بنا أو جمدت عضوية السودان.”
وتصدرت الجبهة الثورية في السودان الأصوات المنادية بتشكيل حكومة جديدة، وقد كان هذا الملف أحد الملفات المطروحة على طاولة مفاوضات الهيئة القيادية لتنسيقية تقدم التي عقدت في مدينة عنتيبي الأوغندية خلال الفترة الممتدة من الثالث حتى السادس من ديسمبر الجاري.
وقد أثار مطلب تشكيل الحكومة انقساما بين القوى المشاركة في اجتماعات عنتيبي، ما دفع بقيادة تقدم إلى إحالة الملف إلى لجنة معنية، لكن التطورات الجارية تشي بأن الداعمين للخطوة يرفضون رمي المنديل ويرون أن الوضع الراهن يستوجب التحرك لانتزاع الشرعية “المشوهة” من حكومة بورتسودان.
وانتقد إدريس تردد “قوى الثورة” وقال في تنوير بكمبالا إن فقدان الجرأة لدى القوى الثورية أقعدها عن الانتقال من مربع الدفاع إلى مربع الهجوم.
وأضاف أن الفرق بين قوى الثورة والإسلاميين هو الجرأة السلبية لهم لخدمة أغراضهم وأهدافهم. وذكر أن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي يملك الجرأة، لذلك كان من أكثر المستفيدين من الوضع الراهن.
وأوضح رئيس الجبهة الثورية أن نزع الشرعية من حكومة بورتسودان الذي تطرحه تنسيقية القوى المدنية (تقدم) لا بد أن يوضح من أين ينزع وأين يوضع. وقال “يمكن أن نتأخر لكن لن نتنازل عن تشكيل الحكومة.”
وحول الانتقادات بأن قيادة الدعم السريع هي من تقف خلف مقترح تشكيل حكومة لتعزيز وضعها السياسي، أشار إدريس إلى أن الدعم السريع أحد الأطراف الذين لا بد من الحديث معهم في موضوع تشكيل حكومة، كما نوه بأن القوى التي ستشكل الحكومة لا بد أن تتفق على ميثاق سياسي، لضرورة مرجعية تأسيس الحكومة، لافتا إلى أن هذا يمكن أن يطرح للدعم السريع والجيش كذلك إذا قبل.
دول أوروبية وإقليمية عابت على القوى المدنية في السودان تأخرها في انتزاع الشرعية وتحمّل المسؤولية
وقال نائب رئيس تنسيقية تقدم إن الخيار ليس تشكيل حكومة وإحداث انشقاق في التنسيقية لجهة أغلب الذين حضروا مؤتمر عنتيبي كانوا يعلمون أن الجميع متفقون على تشكيل الحكومة، مبينا أن هنالك نقاشات تمت في دول عديدة بهذا الشأن وعلى مستويات عدة.
وأردف “الاختلاف كان على أمرين وهما هل الحكومة تصبح حكومة منفى لنزع الشرعية أم تكون حكومة جديدة ليست لها علاقة بمرجعية ثورة ديسمبر والوثيقة الدستورية وتصبح حكومة لجميع السودان؟ هذا هو الخلاف أما تشكيل الحكومة فهو متفق عليه وهذه الحقيقة، بيد أن للسياسين تقديراتهم الخاصة.”
وأضاف “لا تزال الفرصة إذا ارتضينا بالأمر الواقع وسلطة الكيزان (فلول نظام الرئيس السابق عمر البشير) على البحر الأحمر فالعالم لن يصمت وهذا أمر محسوم بعامل الزمن.”
وأكد أن الحركة الإسلامية ليست لديها مشكلة مع الدعم السريع ومشكلتها في تحالفه مع السياسيين. وقال “كان لا بد من اتفاق ملزم مع الدعم السريع يمنعه من ارتكاب الانتهاكات.” وكشف إدريس عن قوى وصفها بالمعتبرة خارج تقدم تدعم تشكيل حكومة وهنالك نقاشات معها، مشيرا إلى أن “تشكيل حكومة موضوع قديم والنقاشات الآن حول التفاصيل.”
ونوه إدريس باجتماعات سويسرا وتواصل البعض مع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقال “في اجتماعات سويسرا كان البعض على تواصل مع البرهان وحكومة بورتسودان، بل وذهبوا في زيارات لبورتسودان، وفي البيان الختامي كان البعض يتصل بالبرهان لأخذ الموافقة.”