تدابير مفيدة للإقلاع عن التدخين

برلين - يعد الإقلاع عن التدخين هدفا يسعي الكثيرون لتحقيقه مع بداية العام الجديد، ليس فقط من أجل ترشيد النفقات، بل أيضا للحفاظ على الصحة؛ حيث يرفع التدخين خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال الدكتور توبياس روتر إنه يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال اتباع بعض التدابير المفيدة، على رأسها فهم سلوك التدخين الخاص بالمرء وإيجاد بدائل للسيجارة.
وأوضح اختصاصي الطب النفسي والعلاج النفسي الألماني أن التدخين يرتبط لدى الكثير من المدخنين بمواقف معينة، على سبيل المثال عند شرب القهوة أو أثناء الانتظار أو عند الشعور بالقلق والتوتر.
وهنا يمكن إيجاد بدائل للسيجارة، على سبيل المثال يمكن الاستماع إلى كتاب صوتي مُشوّق أو غناء الأغنية المفضلة بصوت عال. ويمكن أيضا تناول أعواد الخضروات والفواكه بدلا من تدخين سيجارة. كما أنه من المفيد أيضا ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء والأنشطة الحركية مثل صعود الدرج ونزوله.
وتندرج بدائل النيكوتين ضمن الوسائل التي تساعد في الإقلاع عن التدخين؛ حيث إنها تحل محل النيكوتين الموجود في السجائر، التي لم يتم تدخينها، وبالتالي فهي تخفف من أعراض الانسحاب الجسدي من دون إثقال الجسم بالمواد الضارة الكثيرة، التي تنشأ عند حرق التبغ.
خبراء ينصحون الراغب في الانقطاع عن التدخين بألا يجعل نفسه في مكان أو موقف ينتكس فيه ويعود إلى التدخين
وتتوفر هذه البدائل دون وصفة طبية في صورة لصقات أو علكة أو إسبراي للفم. وتمتاز اللصقات بأنها توفر مستوى مستمرا من النيكوتين، بينما تعمل العلكة أو الإسبراي على الحد من الرغبة في التدخين. ولتحقيق النتيجة المرجوة، ينبغي الجمع بين اللصقات والعلكة والإسبراي، مع مراعاة استخدامها لمدة شهرين؛ حيث إن هذه المدة هي مقدار الوقت، الذي تستغرقه التغيرات السلوكية حتى تصبح راسخة بالفعل.
وإذا لم تساعد هذه التدابير في الإقلاع عن التدخين، فيمكن حينئذ اللجوء إلى بعض الأدوية، التي تساعد على تحقيق هذا الهدف مثل دواء “بوبروبيون”، وهو دواء فعال للغاية، مع مراعاة تناوله قبل أسبوعين من الشروع في الإقلاع عن التدخين. ويمكن أن تكون الرغبة الملحّة في تدخين التبغ قوية بالنسبة إلى معظم الأشخاص الذين يتعاطون التبغ. ومع ذلك بإمكانهم التغلب على هذه الرغبات الملحّة.
وعندما يشعر الشخص بالرغبة في تدخين التبغ، عليه أن يضع في حسبانه أنه مهما كانت قوة تلك الرغبة، فإنها ستزول في غضون 5 أو 10 دقائق سواء دخن سيجارة أو أخذ قطعة من تبغ المضغ أم لا. وفي كل مرة يقاوم فيها الرغبة الملحّة لتعاطي التبغ، يقترب خطوة من الإقلاع عن تعاطيه نهائيًا، وهذا ما يهدف إليه في نهاية المطاف.
وتشتد الرغبة في تناول التبغ في الأماكن التي اعتاد فيها الشخص على تدخين التبغ أو مضغه أكثر من غيرها، كما هو الحال في الحفلات أو المقاهي، أو في الأوقات التي يشعر فيها بالتوتر أو أثناء احتساء القهوة. لذا عليه اكتشاف هذه المثيرات، ووضع خطة لتجنبها أو مواجهتها مع تجنب تناول التبغ.
وينصح الخبراء الراغب في الانقطاع عن التدخين بألا يجعل نفسه في مكان أو موقف ينتكس فيه ويعود إلى التدخين. فعلى سبيل المثال، إذا كان يدخن عادةً أثناء حديثه عبر الهاتف، فليحتفظ بقلم وورقة قريبين ليظل مشغولاً بالرسم بدلاً من التدخين.
وإذا كان يشعر بأنه سيستسلم للرغبة الملحّة في تدخين التبغ، فليخبر نفسه أنه يجب عليه تأجيل التدخين لمدة 10 دقائق. ثم يفعل شيئًا لتشتيت انتباهه خلال هذه المدة. فليحاول الذهاب إلى مكان عام ممنوع فيه التدخين. وقد تكون هذه الحيل البسيطة كافية للتغلب على الرغبة الملحّة في تدخين التبغ.