إحراز تقدم في مفاوضات غزة دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة

مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون يشيرون إلى تقلص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الثلاثاء 2024/12/24
الوجود العسكري الإسرائيلي أحد نقاط الخلاف

القدس - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام أعضاء الكنيست الاثنين عن إحراز “بعض التقدم” في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الرهائن في غزة، في تأكيد لتصريحات سابقة لمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين أشاروا فيها إلى تقلص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف نتنياهو “لا يمكننا كشف كل ما نقوم به. نتخذ إجراءات لإعادتهم (الرهائن). أود أن أقول بحذر إنه تم إحراز بعض التقدم وسنواصل العمل حتى نعيدهم جميعا.”

ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن بلاده حققت “إنجازات عظيمة” عسكريا على جبهات عدة، وإن الضغط العسكري على حماس دفع قادتها إلى تخفيف مطالبهم السابقة.

واكتسبت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب زخما هذا الشهر.

بنيامين نتنياهو: الضغط دفع قادة حماس إلى تخفيف مطالبهم السابقة
بنيامين نتنياهو: الضغط دفع قادة حماس إلى تخفيف مطالبهم السابقة

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات في وقت سابق الاثنين، إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.

وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.

ولفت شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) “يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض.” وأضاف أن الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال.

وشكلت مدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة. وتريد حماس إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولا.

وقال المسؤول الفلسطيني إن “مسألة إنهاء الحرب تماما لم يتم حلها بعد.”

وأوضحت زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش أن الهدف هو إيجاد إطار متفق عليه من شأنه حل نقاط الخلاف خلال مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار الوزير شيكلي إلى أن المرحلة الأولى ستكون مرحلة إنسانية تستمر 42 يوما وتتضمن إطلاق سراح رهائن.

مدة وقف إطلاق النار شكلت نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة

وأطلقت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم شنته حماس عليها في السابع من أكتوبر 2023 وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتقول وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 45300 فلسطيني قتلوا في الحملة الإسرائيلية منذ ذلك الحين. كما نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.

ويسعى أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيا في شمال القطاع، وهي منطقة تتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، إلى الحصول على مساعدة عاجلة بعدما أصابته النيران الإسرائيلية.

وقال حسام أبوصفية مدير مستشفى كمال عدوان “نواجه تهديدا مستمرا يوميا… القصف مستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر على المبنى والأقسام والموظفين.” وجدد أبوصفية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل. وتقول إسرائيل إن عملياتها عند المناطق السكنية الثلاث في الطرف الشمالي لغزة، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، هي لاستهداف مسلحي حماس.

 

اقرأ أيضا:

       • الحرب في غزة: مَنْ يستنزف مَنْ

       • الإخوان بين انتهاء نموذج حماس وولادة تجربة الجولاني

2