نتنياهو يناقش مع ترامب أزمة الرهائن وتطورات الأوضاع في سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد أن لا مصلحة لبلاده في مواجهة سوريا وأن سياسته تجاهها ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض.
الاثنين 2024/12/16
نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بحاجة إسرئيل إلى مزيد من الانتصارات

القدس/وست بالم بيتش (فلوريدا) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو أنه تحدث مع ترامب مساء السبت عن المسألة التي ستكون واحدة من التحديات الخارجية الرئيسية التي تواجه ترامب حينما يتولى الرئاسة إذا لم تحل قبل أدائه اليمين في 20 يناير.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن مسلحين بقيادة حماس قتلوا 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 250 رهينة، منهم مواطنون يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل. وأُطلق سراح ما يزيد على 100 رهينة عبر المفاوضات أو عمليات الإنقاذ العسكرية الإسرائيلية. ويُعتقد أن نصف الرهائن الموجودين في القطاع، وعددهم 100، لا يزالون على قيد الحياة.

وتقول السلطات في القطاع الفلسطيني إن الرد الإسرائيلي أدى إلى مقتل نحو 45 ألفا أغلبهم من المدنيين ونزوح جميع السكان تقريبا وتحويل القطاع إلى أنقاض.

وحذر ستيف ويتكوف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى المنطقة من أن الوضع سيزداد تعقيدا إذا لم يتم تحرير الرهائن قبل تنصيب ترامب.

من جهته، قال ترامب في وقت سابق هذا الشهر إن الشرق الأوسط سيواجه "مشكلة خطيرة" إذا لم يُطلق سراح الرهائن قبل تنصيبه.

وأحجم متحدث باسم ترامب عن تقديم مزيد من التفاصيل عن الاتصال الهاتفي.

واكتسبت محاولة مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة تشمل أيضا صفقة لتحرير الرهائن قوة دافعة في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال نتنياهو إنه تحدث مع ترامب بشأن الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح الرهائن. وقال "ناقشنا الحاجة إلى إكمال انتصار إسرائيل وتحدثنا بإسهاب عن الجهود التي نبذلها لتحرير رهائننا".

وتعمل إدارة الرئيس جو بايدن المنتهية ولايتها بجد للتوصل إلى اتفاق. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي، يوم الخميس إنه يعتقد بأن الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن قد يكون قريبا.

وأفادت أنباء بأن آدم بويلر، مستشار ترامب لشؤون الرهائن والمفقودين، سيصل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة لعقد اجتماعات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أن زيارة بويلر ستكون "سرية"، وسيعقد فيها اجتماعات مكثفة ومشاورات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وقال نتنياهو إنه وترامب ناقشا أيضا الوضع في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ونفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية السورية في الأيام التي أعقبت الإطاحة بالأسد ونقلت قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح داخل سوريا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد إن بلاده "ليست لديها مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض".

وأضاف في بيان مصور أن سوريا هاجمت إسرائيل في الماضي وسمحت لجهات أخرى بينها حزب الله اللبناني بمهاجمتها من الأراضي السورية.

وتابع نتنياهو "لضمان عدم تكرار ما حدث في الماضي، اتخذنا سلسلة إجراءات مكثفة في الأيام الأخيرة".

وأكد أنه "خلال أيام قليلة، دمرنا القدرات التي بناها نظام الأسد على مدى عقود".

ووافقت الحكومة الإسرائيلية الأحد على خطة لمضاعفة عدد سكان الجولان السوري المحتل بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء.

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة "وافقت بالإجماع" على خطة بقيمة 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) "للتنمية الديموغرافية للجولان... في ضوء الحرب والجبهة الجديدة في سوريا والرغبة في مضاعفة عدد السكان".

واحتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان عام 1967 وأعلنت ضمها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.

وأضاف نتنياهو أن "تدعيم الجولان هو تدعيم لدولة إسرائيل وهو أمر مهم خصوصا في هذا الوقت. سنواصل ترسيخ وجودنا هناك وتطويره والاستيطان"، مشيرا إلى أن "الجميع باتوا يدركون اليوم الأهمية البالغة لوجودنا في الجولان".

ويقطن الجولان المحتل نحو 23 ألف عربي درزي، يعود وجودهم إلى ما قبل الاحتلال، ويحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، إضافة إلى نحو 30 ألف مستوطن إسرائيلي.

والأسبوع الماضي، أكد نتنياهو أن الجولان سيظل إسرائيليا "إلى الأبد".

وجاء ذلك عقب أمر أصدره للقوات بالعبور إلى منطقة عازلة تنتشر فيها الأمم المتحدة وتفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974. كما استولت القوات الإسرائيلية على مناطق خارج المنطقة العازلة، بينها جبل الشيخ (جبل حرمون) الاستراتيجي.

ووصفت إسرائيل هذه الخطوة التي قوبلت بإدانة دولية، بأنها إجراء موقت ودفاعي بعد ما وصفه مكتب رئيس الوزراء بـ"الفراغ على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة" إثر سقوط نظام الأسد.

وأكد مسؤول أممي في نيويورك لوكالة فرانس برس أن قوة حفظ السلام "لاحظت عددا من الحوادث اليومية حيث يعمل الجيش الإسرائيلي في شرق المنطقة العازلة".

وكان أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم لإطاحة الأسد، قد اتهم إسرائيل السبت "بتصعيد جديد غير مبرر في المنطقة" بدخولها المنطقة العازلة.

لكن الجولاني الذي صار يستعمل اسمه الحقيقي أحمد الشرع، أضاف أن "الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".

في عام 2019، أصبحت الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى الدولة الوحيدة التي تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

وندّدت السعودية وقطر والإمارات الأحد بالخطة الإسرائيلية لمضاعفة عدد سكان الجولان السوري المحتل بعد سقوط نظام الأسد.

والأحد أعربت السعودية عن "استنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتلة، ومواصلتها لتخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها".