الاقتصاد المغربي يستعد لجني مكاسب مونديال 2030

الرباط - أطلق المغرب العديد من المشاريع استعدادا لتنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025، ومونديال 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، ما يشكل فرصة لرفع المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية عبر الترويج لصورة البلاد في الخارج.
وثمة إجماع بين الخبراء على أنه من السابق لأوانه تحديد قيمة الإيرادات المتأتية من المونديال، لكن المشاريع التي ستسبقه ستضع لبنة قوية للأعمال والاستثمارات والبنية التحتية وسوق العمل والتجارة وغيرها.
والأربعاء الماضي، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خلال مؤتمر افتراضي استثنائي، منح المغرب وإسبانيا والبرتغال، شرف استضافة هذه البطولة، وهي المرة الثانية التي ينظم فيها بلد عربي هذا الحدث الرياضي الضخم بعد قطر.
ومن المنتظر أن تستضيف 7 مدن مغربية مونديال 2030 وهي الرباط والدار البيضاء وبنسليمان غرب البلاد، وأيضا طنجة وفاس ومراكش شمالا وأغادير في الوسط.
واعتبر الباحث المغربي في قطاع الرياضة إدريس عبيس، إن البلاد ستستفيد رياضيا وتجاريا وصناعيا من استضافة المونديال. وأوضح أن التكاليف المالية لن تكون كبيرة جدا بالنظر إلى كون المونديال سينظم بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وقال لوكالة الأناضول “رغم الديون التي يمكن أن اللجوء إليها، إلا أن البلاد ستستفيد من ناحية البنية التحتية وتوفير فرص عمل بمختلف القطاعات، مثل الترجمة واللغات والسياحة والرياضة والإعلام.”
وأكد عبيس أن المنافع ستكون على المستوى الاقتصادي والاستثماري والسياحي، وعلى صعيد قطاع الصحة والأمن، بالإضافة إلى وسائل النقل والإيواء، واستفادة أجيال مقبلة من هذه البنى التحتية.
وتابع “المغرب مقبل على إضافة سكة جديدة للقطار فائق السرعة، تربط بين الدار البيضاء ومراكش، ما سيوفر وسائل نقل سريعة ورحلات جديدة بين المدن.”
وأشار الباحث المغربي إلى أن مثل هذه التظاهرات تحتاج إلى مدن كبيرة، على غرار الدار البيضاء والرباط وطنجة، إلا أن ذلك لا يمنع استفادة بعض المدن الصغيرة، خاصة على مستوى السياحي، مثل الشاون وتاونات.
ومطلع هذا الشهر، قال الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، إن كأس العالم لكرة القدم 2030 “لن يكون مجرد منافسة رياضية فحسب، بل فرصة لتقوية دينامية نمو الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة وتوفير المزيد من فرص العمل.”
وأكد لقجع، الذي يشغل أيضا منصب رئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، خلال اجتماع للمجلس الوزاري بالرباط، إن “كأس العالم 2030 فرصة أيضا لتعزيز الجاذبية السياحية والترويج لقيم السلام والوحدة والتنمية المستدامة.”
وأوضح أنه سيجري خلال الفترة المقبلة “رفع مستوى التعبئة لتأهيل الملاعب، وتوسعة وتجديد المطارات بالمدن المستضيفة لفعاليات المونديال وتكثيف شبكات الطرق داخلها.”
ولفت إلى أنه سيتم “إطلاق برنامج للتأهيل يمتد خارج المدن المستضيفة لمباريات كأس العالم وتطوير البنية التحتية الفندقية والتجارية، وتقوية وتحديث الخدمات الصحية، وتطوير وتحديث شبكات الاتصال، وإطلاق برنامج موسع للتدريب كفاءات شبابية.”
وستعزز التظاهرات الرياضية، توجهات المغرب السياحية الهادفة إلى جذب 26 مليون سائح بحلول 2030، وجعل البلاد ضمن الوجهات السياحية الـ15 الأولى في العالم.
وكشفت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور في يوليو الماضي، عن اعتزام الحكومة تعزيز وتطوير أنواع متعددة من السياحة، ضمن جهودها لاستقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026.
وأعربت عمور، في كلمة بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، عن تفاؤل بلادها بالمستقبل، خاصة وأنها على أبواب تنظيم كأس أفريقيا لكرة القدم عام 2025 وكأس العالم 2030.
وأوضحت أن هذه التظاهرات تشجع على الاستمرار في جهود تنفيذ خارطة الطريق، والتنسيق مع جميع الشركاء لتنظيم تلك التظاهرات في أحسن الظروف.
وأطلقت السلطات في يونيو الماضي برنامجا لتحديث القطاع الفندقي، استعدادا لكأس أمم أفريقيا 2025 ومونديال 2030، يقوم على تقديم قروض للفنادق تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار، وتتحمل الدولة جميع فوائدها.
♣ 15
هو المركز الذي تتطلع الدولة إلى تحقيقه ضمن أفضل الوجهات السياحية الأولى في العالم
وتأتي هذه الخطوة “استعدادا للتظاهرات الرياضية الدولية الكبرى التي سيستضيفها المغرب، في إطار تنفيذ خارطة طريق السياحة 2023 – 2026،” وفق بيان لوزارة السياحة.
كما قررت الحكومة وضع برنامج خاص لتحسين جودة الإيواء السياحي، من خلال اتفاقيات موقعة بين وزارة السياحة، ووزارة الميزانية، إضافة إلى صندوق محمد السادس للاستثمار والشركة المغربية للهندسة السياحية، حيث يقدم آلية دعم وتمويل جديدة.
ويهدف البرنامج إلى تسريع تحديث مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، بهدف تجديد 25 ألف غرفة باستثمار متوقع يفوق 4 مليارات درهم (400 مليون دولار).
ويقدم البرنامج خلال الفترة من 2024 إلى 2025 قروضا تتحمل الدولة كامل فوائدها لصالح الفنادق المصنفة، التي تمتلك مشاريع لتحديث منشآتها.
وقال لقجع، على هامش اجتماع في يوليو الماضي بالدار البيضاء لتقييم استعدادات المغرب لاستضافة المونديال، إن بلاده ستشيد أكبر ملعب في العالم، استعدادا لمونديال 2030.
وأوضح أن الملعب الكبير الذي سيتم بناؤه في بنسليمان بطاقة استيعابية تبلغ 115 ألف متفرج، سيكون استثنائيا بكل المقاييس. وأكد أن الملعب سيكون “أكبر وأفضل معلم كروي على الصعيد العالمي، وسيضيف إشعاعا آخر للإشعاع الحضاري الذي تزخر به المملكة.”
وقررت الحكومة في أكتوبر العام الماضي، تأهيل 6 ملاعب وبناء ملعب جديد، استعدادا لتنظيم مونديال 2030 لكرة القدم، ونهائيات كأس أفريقيا 2025، بميزانية تفوق 14 مليار درهم (1.4 مليار دولار).