الحرس الثوري يسعى لامتصاص صدمة خسارته الساحة السورية

قائد الحرس الثوري الإيراني يدعو الحكومة الإيرانية للتكيف مع الواقع بعد سقوط نظام الأسد.
الخميس 2024/12/12
قائد الحرس الثوري يدعو لتغيير الاستراتيجيات الحالية

أنقرة - قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إن بلاده عليها "التكيف مع الوقائع" الجديدة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، حسبما أوردت وسائل إعلام رسمية الخميس، فيما يعتقد أن التصريح محاولة لامتصاص صدمة خسارة حليفه السوري الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأكد سلامي أن إيران "كانت تحاول حقا ليل نهار تقديم المساعدة بكل ما في وسعها، وعلينا أن نتكيف مع الوقائع في سوريا، ونحن نتابعها ونتصرف على أساسها"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا).
وأضاف أن "الاستراتيجيات يجب أن تتغير وفقا للظروف، ولا يمكننا حل العديد من القضايا العالمية والإقليمية بالجمود واستخدام التكتيكات نفسها".
ويأتي هذا الموقف بعد تصريحات الخارجية الإيرانية بأن طهران ستعمل على التواصل مع الفصائل السورية المناهضة للأسد وأن على السوريين تحديد مصيرهم ومستقبل أبنائهم داعية لاستقرار البلاد ومنع تقسيمها او احتلال أراضيها.
وكانت إيران حليفا قويا لعائلة الأسد التي انتهى حكمها الذي استمر عقودا في سوريا الأسبوع الماضي إثر هجوم خاطف لفصائل المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
واضطلعت سوريا منذ فترة طويلة بدور استراتيجي في "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل، خاصة في تسهيل إمداد حزب الله حليف طهران في لبنان المجاور بالأسلحة.
ويضم محور المقاومة حزب الله وحماس في غزة والحوثيين في اليمن وبعض الفصائل المسلحة الشيعية الأصغر حجما في العراق.
وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قال إن بلاده حذرت الحكومة السورية منذ سبتمبر الماضي من مخطط أميركي إسرائيلي للإطاحة باالأسد، لكنها تجاهلت تلك التحذيرات، مؤكدا أن دولة مجاورة لعبت دورا واضحا في اسقاط النظام السوري، في إشارة لتركيا التي تدعم فصائل مسلحة نجحت في السيطرة على دمشق.
واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء أحداث سوريا، قائلا "المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أميركا والكيان الصهيوني. لدينا دلائل على ذلك وهذه الدلائل لا تترك مجالا للشك لدى الإنسان".
والخميس أيضا، دان الحرس الثوري الإسلامي بشدة "استغلال أميركا والكيان الصهيوني للظروف الحالية في سوريا واحتلالهما الأراضي السورية" وذلك بعد توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة والتقدم نحو قرى وبلدات سورية.
وقال الحرس الثوري في بيان إن "جبهة المقاومة الإسلامية، تحت لواء مدرسة المقاومة، ستواجه بحزم وذكاء أي خطط تستهدف زعزعة المقاومة أو إضعاف قوة واقتدار دول المنطقة".
وتنشر تركيا قوات في شمال سوريا، بينما توغل الجيش الإسرائيلي في الجنوب بالمنطقة العازلة التي تحرسها الأمم المتحدة على الحدود المشتركة بين البلدين، شرق مرتفعات الجولان التي تحتلها الدولة العبرية.
ولدى الولايات المتحدة أيضا قوات متمركزة في سوريا، حيث تتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وبلغت العلاقات بين طهران ودمشق ذروتها خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011، عندما أرسل الحرس الثوري ما أسماه "مستشارين عسكريين" لمساعدة الأسد.