تركيا تحرك الفصائل السورية للملمة الجيب الكردي بعد الأسد

أنقرة تحاول إعادة الوضع إلى ما كان عليه، على الأقل من خلال استبدال قوات الأسد بقوات الفصائل الموالية لها.
الاثنين 2024/12/09
عين تركيا على "قسد"

منبج (سوريا) – سارعت تركيا إلى تحريك الفصائل السورية المسلحة الموالية لها لمنع استفادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من الفراغ الذي تركته قوات الرئيس السوري (السابق) بشار الأسد، من خلال شن هجوم على مدينة منبج لإرباك قسد ومنعها من السيطرة على مناطق قرب الحدود التركية.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية (أكراد) على مناطق كانت تحت سيطرة النظام بعد انسحاب الجيش السوري من القامشلي والحسكة ودير الزور وهو ما يقوي وضع الأكراد ويستفز تركيا التي تريد منعهم من التمكن شمال سوريا وتحاول إعادة الوضع إلى ما كان عليه، على الأقل من خلال استبدال قوات الأسد بقوات المعارضة الموالية لها.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تحركت مبكرا لمجاراة التطورات الميدانية حيث أعلنت في 3 ديسمبر إطلاق “معركة  العودة” ضد النظام السوري والميليشيات الإيرانية وتمكنت من السيطرة على سبع قرى في مدينة دير الزور.

كما تحركت في مناطق محاذية للحدود التركية مثل الطبقة وأرياف الرقة وخط الرصافة، وذلك في محاولة للسيطرة على هذه المناطق التي تقول إنها تخشى سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عليها.

وأكدت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وقوف تركيا وراء ما يحدث في شمال سوريا. وقال فيدان الأحد إنّ أنقرة على اتصال بفصائل المعارضة السورية للتأكد من عدم “استفادة” تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني من الوضع بعدما أعلنت هذه الفصائل دخولها دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد.

وأضاف فيدان في منتدى الدوحة بقطر “يتعين علينا أن نكون يقظين خلال هذه الفترة الانتقالية. لدينا اتصالات مع الفصائل للتأكد من أن المنظمات الإرهابية، وخصوصا داعش وحزب العمال الكردستاني، لا تستفيد من الوضع.”

وتضاربت الأنباء الأحد بشأن سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على مدينة منبج لكن قسد نفت ما راج من أخبار بشأن فقدان السيطرة على المدينة ولفتت إلى أنها مازالت تقاتل للدفاع عن مواقعها.

كما تحدثت وسائل إعلام تركية عن دخول قوات من المعارضة السورية إلى مدينة دير الزور وهو ما لم يتأكد بعد.

وقال مصدر أمني تركي إن مقاتلين سوريين مدعومين من أنقرة دخلوا مدينة منبج بشمال سوريا بعدما انتزعوا السيطرة على معظم المنطقة المحيطة بها من القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وقال المصدر في إشارة إلى المسلحين الأكراد الذين سيطروا على منبج لفترة طويلة “القتال ضد وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني يقترب جدا من تحقيق النصر. وهناك تدخلات جوية وبرية تتواصل لانتزاع منبج من أيدي وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني.”

وذكر المصدر في وقت لاحق أن مقاتلي المعارضة موجودون داخل مدينة منبج نفسها. لكن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قالت مساء الأحد إنها لا تزال تقاتل قوات من المعارضة مدعومة من تركيا في المدينة.

وقالت قسد السبت إن الفصائل الموالية لتركيا، مثل “أحرار الشام والعمشات والحمزات والسلطان مراد وفصائل أخرى تمولها تركيا”، بدأت مهاجمة المجالس العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة منبج، شمال سوريا.

وحذرت قسد من أن أغلب هذه الفصائل تضم قياديين مصنفين على لائحة الإرهاب وتصل أعدادهم إلى عشرات الآلاف من المقاتلين.

وفي وقت سابق قال مقاتلون من المعارضة السورية إنهم بدأوا هجوما على منبج، وذلك وفقا لبيان نشرته جهة وصفت نفسها بأنها “وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة” على منصة إكس الأحد ولكنه بتاريخ السبت السابع من ديسمبر.

حح

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية عنصرا رئيسيا في القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة ضمن التحالف المناهض لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب هي جماعة إرهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتون الدولة التركية منذ 40 عاما.

لكن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قال  للصحافيين الجمعة في مدينة الحسكة (شمال شرق)  “نريد أن ينخفض التصعيد مع هيئة تحرير الشام والأطراف الأخرى، وأن نحل مشاكلنا عن طريق الحوار،” بما في ذلك الحوار مع تركيا.

واعتبر أن “أسس الحل السياسي تتشكّل أكثر من السابق، ولأننا لم نكن متواجدين في المفاوضات السابقة من أجل الحل في سوريا لم تتكلل بالنجاح،” مضيفا أن “هناك الآن تواصلا من قبل الأمم المتحدة لأجل أن نكون موجودين في الحل السياسي.”

وفي عام 2015 تأسست قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، وضمنها فصائل عربية وسريانية مسيحية، وباتت تعد اليوم بمثابة الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية.

اقرأ أيضا:

1