الحديث عن عودة الوساطة في مؤتمر الدوحة: قطر أنا موجودة

الدوحة- قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني السبت إن بلاده تتواصل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن غزة، في إشارة من قطر إلى أن وساطتها، التي جمّدها الإسرائيليون بعد فشلها في إطلاق سراح الرهائن، ستعود في مرحلة ترامب.
ومن الواضح أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن استغل وجود مؤتمر الدوحة، الذي تركزت فيه الأنظار على سوريا في ظل وجود أطراف مسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران)، ليقول إن قطر موجودة ولم يتم تهميشها أو تعطيل وساطتها، ما يكشف عن الألم الذي شعر به القطريون بعد أن قرر الإسرائيليون وقف وساطتهم واتهموهم بدعم حماس ورعايتها والعجز عن الضغط عليها لإطلاق الرهائن.
ورغم أن ترامب لم يباشر بعد، فإن الدوحة تضع نفسها في خدمة الإدارة القادمة من دون أن تسمع موقفها وإن كانت في حاجة إلى الوساطة مع حماس التي توعدها ترامب برد قوي في حال لم تطلق سراح الرهائن، وهو موقف لا يوحي بأن الرئيس الأميركي القادم سيتسع صدره لجولات ولقاءات ومماطلات وصد ورد ومناورة من حماس.
◄ خلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن
وقال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر بالدوحة “رأينا الكثير من التشجيع من الإدارة القادمة من أجل التوصل إلى اتفاق حتى قبل أن يتولى الرئيس منصبه وهذا جعلنا في الواقع (نحاول) إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، وكان هناك تواصل خلال الأسبوعين الماضيين“.
والحماس القطري للمرحلة القادمة ولعودة الوساطة تلقفته حماس بدورها لتقول أنا موجودة في الدوحة لغاية، ولست عبئا ولا مهددة بالطرد.
ويعتقد مراقبون أن الحركة ستسعى بدورها لاستغلال الفرصة بأن تقبل بهدنة اختيارية بدل أن تجد نفسها في مواجهة مع إدارة ترامب. كما أنها ستحرص على رد الجميل لقطر وواسطتها لتضمن البقاء في الدوحة والدعم والأضواء مع قيادة جديدة.
وأعلنت حركة حماس في بيان أن رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش التقى في الدوحة السبت وزير المخابرات التركي إبراهيم كالين، وتم بحث الحرب في قطاع غزة والجهود المتعلقة بوقف إطلاق النار.
وأضافت حماس أن درويش “استعرض ما يقوم به الاحتلال من حرب إبادة مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني والتجويع المستمر للمواطنين ومنع إمدادات المياه والطعام (…) خصوصا في شمال قطاع غزة الذي حوّله الاحتلال إلى منطقة أشباح“.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في الضفة الغربية والقدس و”ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال” بحسب البيان.
وتناول اللقاء أيضا اتفاق حركتي حماس وفتح في القاهرة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة.
◄ الحماس القطري لعودة الوساطة تلقفته حماس لتقول أنا موجودة في الدوحة لغاية، ولست عبئا ولا مهددة بالطرد
من جانب آخر، توقع مصدر قريب من حماس أن تستضيف القاهرة الأسبوع المقبل جولة جديدة من المفاوضات سعيا للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته “بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع… لبحث أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى“.
وأضاف أنّ “الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافا أخرى يبذلون جهودا مثمّنة من أجل وقف الحرب“.
وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهرا.
ونشرت كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، السبت تسجيل فيديو لأحد الرهائن المخطوفين منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 انطلاقا من قطاع غزة.
والفيديو ومدّته نحو ثلاث دقائق و30 ثانية والذي تعذّر التحقّق من تاريخه، يظهر ماتان زانغاوكر يتحدث بالعبرية ويقول إنه في الأسر منذ أكثر من 420 يوما، ويدعو إلى الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وخطف زانغاوكر عندما كان يبلغ 24 عاما من كيبوتس نير عوز برفقة شريكته إيلانا غريتزويسكي التي أُطلق سراحها خلال هدنة العام الماضي.
وكانت والدته إيناف زانغاوكر من أبرز الشخصيات في إسرائيل التي دعت الحكومة إلى التفاوض على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن من شأنه إنهاء الحرب.