ترامب يعين مبعوثا خاصا لملف الرهائن وحماس تهدد بتصفيتهم اذا حاولت اسرائيل تحريرهم

مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب يناقش مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق بشأن الرهائن في غزة.
الأربعاء 2024/12/04
ترامب يولي أهمية خاصة لملف الرهائن

واشنطن/غزة – عين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأربعاء آدم بوهلر مبعوثه الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، بعد أن هدد الشرق الأوسط بالجحيم ما لم تفرج الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، عن الرهائن وبينهم أميركيون، في غضون 50 يوما أي قبل 20 يناير 2025 تاريخ توليه الرئاسة خلف للرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن.

ولم يحدد ترامب الرهائن الأميركيين ولا مكان احتجازهم، لكن تقارير أكدت وجود رهائن أميركيين لدى حركة حماس من ضمن عشرات الرهائن الذين احتجزتهم في هجوم السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل.

كما يمكن أن يكون لدى ايران محتجزون أميركيون وكذلك روسيا، بينما يشير تعيين ترامب لمبعوث خاص للرهائن اهتمامه بهذا الملف. وسبق لواشنطن وطهران أن تبادلا سجناء من الجانبين.

وأوضح ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال أن بوهلر كان مفاوضه الرئيسي في الفريق الذي تولى العمل على "اتفاقيات إبراهيم"، وهي سلسلة اتفاقيات للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية.

وقال "تفاوض (بوهلر) مع مجموعة من أصعب الشخصيات في العالم ومنهم طالبان، لكن آدم يعرف أنه لا أحد أقوى من الولايات المتحدة على الأقل عندما يكون الرئيس ترامب زعيمها. سيعمل آدم بلا كلل لإعادة مواطنينا الأميركيين العظماء إلى الوطن".

وبوهلر هو الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية، وهي وكالة اتحادية جديدة أسسها ترامب في 2021 خلال ولايته الأولى.

وجاء اعلان ترامب، بينما قال مصدر مطلع إن مايكل والتس مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اليوم الأربعاء.

ونقل مراسل لموقع أكسيوس الذي ذكر في وقت سابق نبأ الاجتماع، عبر منصة إكس عن مصدر مطلع على الاجتماع قوله، إنه من المتوقع أن يناقش والتس وديرمر الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق بشأن الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار والتهديد الإيراني.

ويأتي الاجتماع قبل أسابيع من تولي ترامب منصبه في 20 يناير بعدما وعد في حملته الانتخابية بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى بدون أن يكشف تفاصيل تذكر عن كيفية حدوث ذلك.

وقال ترامب يوم الاثنين إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة قبل تنصيبه، فستكون هناك "مشكلة خطيرة" في الشرق الأوسط.

وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال الخاصة به "سيتلقى المسؤولون ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل". وأشاد قادة إسرائيليون أمس الثلاثاء بتعهده، بينما كان رد الفعل في غزة أقل حماسا.

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة ردا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عليها في السابع من أكتوبر 2023.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة من بينهم مواطنون يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية.

ويُعتقد أن نحو نصف الرهائن الأجانب والإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في قطاع غزة وعددهم 101، على قيد الحياة.

وتدعو حماس إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة في إطار أي اتفاق للإفراج عمن تبقى من الرهائن.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس وضمان أنها لا تشكل تهديدا لإسرائيل. وعبَر مسؤولون إسرائيليون عن اعتقادهم بأن ترامب سيتخذ موقفا صارما ضد إيران أيضا عندما يتولى السلطة.

وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إن الرهائن الستة الذين تم استعادة جثثهم في أغسطس قُتلوا على يد مقاتلين من حركة حماس "في وقت قريب" من توقيت ضربة إسرائيلية نُفذت في فبراير الماضي في نفس المنطقة بقطاع غزة.

وتأتي هذه التطورات بينما ذكر بيان داخلي لحركة حماس الأربعاء إن الحركة قالت إن لديها معلومات تفيد باعتزام إسرائيل تنفيذ عملية لإنقاذ رهائن على غرار عملية نفذتها في مخيم النصيرات بقطاع غزة في يونيو الماضي.

وقال "من المتوقع إقدام العدو على محاولة مشابهة أو سيناريو قريب من عملية النصيرات بهدف محاولة تحرير عدد من أسراه". وهددت الحركة "بتحييد" الرهائن إذا جرى تنفيذ مثل تلك العملية.

وأضاف البيان الذي يحمل تاريخ 22 نوفمبر أن الحركة تطلب من عناصر الجماعة اللذين يحتجزون الرهائن عدم الالتفات لأية تداعيات بعد هذه التعليمات ويقول إن إسرائيل ستكون مسؤولة عن مصير الرهائن. ولم يذكر البيان أي موعد متوقع لعملية إسرائيلية محتملة.

وقال قيادي كبير في حركة حماس لرويترز إن البيان وزع على عناصر الحركة من وحدة المخابرات في كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري للحركة.

ولم يصدر بعد رد من إسرائيل على البيان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء إن الضغوط الإسرائيلية على حماس تتزايد إلى درجة قد تجعل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن مع الحركة ممكنا.

وأضاف خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل أنه بسبب الضغوط العسكرية المتزايدة "هناك فرصة حقيقية هذه المرة أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن".

وفي عملية إنقاذ رهائن نفذتها إسرائيل في التاسع من يونيو في مخيم النصيرات بقطاع غزة، حررت إسرائيل أربعة رهائن احتجزوا هناك منذ السابع من أكتوبر 2023، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن المداهمة أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص مما جعلها واحدة من أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية في الحرب.

وذكرت حماس في البيان الداخلي أن التوصيات هي "التشديد في ظروف حياة الأسرة وفق تعليمات صادرة بعد عملية النصيرات... تفعيل أوامر التحييد كرد فوري وسريع على أية مغامرة من قبل العدو".