صناديق التحوط تعزز أدوات إدارة مخاطر تقلب صناعة الأدوية

لندن - كشفت مصادر لرويترز أن بعض أكبر صناديق التحوط في العالم تستعين بأطباء وعلماء ومحللين لمنحها رؤى خبراء حول آفاق أسهم شركات الأدوية بعد تقلبات كبيرة في أسهم القطاع.
وشهد هذا العام تحركات حادة في الأسهم مع إعلان الشركات عن نتائجها المالية وتحديث المستثمرين بشأن دراسات الأدوية في المراحل المبكرة والمتوسطة.
وافتتحت أسهم آبفي منخفضة 11 في المئة في الحادي عشر من نوفمبر الماضي بعد إعلان الشركة فشل تجاربها على عقار الفصام في مرحلته المتوسطة. وفي اليوم ذاته، ارتفعت أسهم شركة بريستول مايرز سكويب المنافسة بنحو 13 في المئة خلال تداولات ما قبل السوق.
كما ارتفعت أسهم نوفو نورديسك، إحدى أكبر الشركات المدرجة في أوروبا، بأكثر من 7 في المئة في يوم واحد بعد توجيهات الربع الثالث في نوفمبر، بما في ذلك مبيعات أفضل من المتوقع لعقار ويجوفي الشهير لفقدان الوزن.
وتولي صناديق التحوط، المعروفة ببذل الأموال الطائلة لتحقيق ميزة تكنولوجية أو بحثية في اتجاهات السوق، اهتماما كبيرا.
وذكر شخصان مطلعان على تفويض الشركات للتوظيف الذي بدأ في الأشهر الستة الماضية أن بعض أكبر صناديق التحوط متعددة الإستراتيجيات تتطلع الآن إلى توظيف الأطباء والعلماء في المجال الطبي على مستوى العالم وفي أوروبا.
وأشارا إلى أن هذه الصناديق تشمل بالياسني، ودي إي شو، وبوينت 72، وشونفيلد، وكيوب، وسكويربوينت، وتشرف معا على أكثر من 200 مليار دولار من الأصول. ورفضت جميع الصناديق التعليق.
وقال مسؤول توظيف آخر ومستثمران إن صناديق التحوط “توظف مثل هؤلاء الخبراء في أقسام الأبحاث لتقديم رؤى حول آفاق نمو الشركة، بما في ذلك أيّ تجارب دوائية في مرحلة مبكرة تحصل في النهاية على موافقة تنظيمية.”
وتسعى صناديق التحوط متعددة الإستراتيجيات، والتي تعد من بين الأكبر في الصناعة، إلى اتّباع نهج استثماري متنوع تحت سقف واحد.
ويستخدم البعض فرقًا مستقلة تسمى “الكبسولات”، حيث يعمل الباحثون كجزء من فريق يقوده مدير محفظة. وتتمتع صناديق أخرى متعددة الإستراتيجيات بهياكل أكثر تعاونية، حيث توظف محللين ذوي خلفيات علمية وطبية كخبراء مقيمين.
وقال مصدران مطلعان على كيفية عمل الصناديق إن “صناديق التحوط كانت في الماضي تستأجر علماء يتمتعون بمعرفة متخصصة مثل الجيولوجيا أو الهندسة لإعلام تجارة السلع الأساسية.”
ويتم توظيف مهندسي الطقس والأرصاد الجوية بانتظام من قبل أكبر الصناديق لمراقبة التقلبات في الطقس لإعلام التداول في سوق الطاقة.
ومن المتوقع أن يتوسع البحث والتطوير في صناعة الأدوية مع بدء انخفاض تكاليف الاقتراض في الاقتصاد الأوسع.
صناديق التحوط متعددة الإستراتيجيات تسعى إلى اتّباع نهج استثماري متنوع تحت سقف واحد
وقال فريدي ستايسي، المؤسس المشارك لشركة التوظيف شيريدان إكزيكيتيف لرويترز “لقد أدى احتمال انخفاض الأسعار إلى زيادة صناديق التحوط متعددة الإستراتيجيات في توظيفها في مجال الرعاية الصحية.”
وأضاف “لقد كانت في الماضي مساحة ضخمة في الولايات المتحدة، ولكن لأول مرة نرى اهتمامًا جديدًا بموظفي الرعاية الصحية الأوروبيين.”
وأوضح أن توظيف صناديق التحوط لمهنيي الرعاية الصحية والعلماء ارتفع بشكل خاص في الولايات المتحدة بعد عملية الموافقة على لقاح كوفيد – 19.
وأكد ستايسي أن هذا الاتجاه انتقل إلى أوروبا خلال الأشهر الستة الماضية واشتدت حدته جنبًا إلى جنب مع التقدم في قدرة الذكاء الاصطناعي على إجراء اتصالات واكتشافات في مجال الأدوية.
ولم يستطع الخوض في المزيد من التفاصيل حول عدد المهنيين الطبيين والعلماء الذين وضعهم في صناديق التحوط، حيث أن التعيينات خاصة.
وأظهر تحليل حديث لرويترز أن الشركات الأوروبية شهدت تقلبات شبه قياسية في أيام الأرباح هذا العام، بزيادة بنحو الخمس عن ثماني سنوات مضت. وأشار الخبراء إلى صناديق التحوط متعددة الإستراتيجيات باعتبارها أحد محركات هذه الظاهرة.
وحققت الصناديق عائدا بنسبة 8.5 في المئة خلال عام 2024 حتى نهاية أكتوبر، متجاوزة الصناعة الأوسع التي حققت عائدًا بنسبة 7.6 في المئة خلال الفترة نفسها، وفقا لشركة أبحاث صناديق التحوط بيفوتال باث.
ومن الناحية الثقافية، قد يتوافق الأطباء مع صناديق التحوط. ويرى ستايسي أن الأطباء السابقين جذابون لأنه إذا كان بإمكانك التعامل مع نوع الصدمة الشديدة التي تشهدها مهنة الطب يوميًا، “فيمكنك بالتأكيد التعامل” مع الانخفاضات في أرضية التداول.
ولفت إلى أن صناديق التحوط تريد أشخاصًا يتمتعون بالشجاعة والتصميم وحتى القليل من التواضع.