ترامب يحذر من مغبة عدم الإفراج عن الرهائن قبل تنصيبه

الرئيس الأميركي المنتخب يقول إن المسؤولين عن احتجاز الرهائن سيلحق بهم ضرر أكبر من أي ضرر لحق بأي شخص آخر في تاريخ الولايات المتحدة.
الثلاثاء 2024/12/03
ترحيب إسرائيلي بدعوة ترامب بشأن الرهائن

واشنطن - حذّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الإثنين من أن "ثمنا باهظا ستدفعه" الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إذا لم يطلق سراح الرهائن المحتجزين لديها قبل تولّيه منصبه في 20 يناير.

وجاء تهديد ترامب بعد جهود دبلوماسية شاقة بذلتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن وفشلت حتى الآن في تأمين اتفاق من شأنه إنهاء حرب إسرائيل في غزة وتحرير الرهائن الذين احتُجزوا قبل 14 شهرا.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشل"، "إذا لم يطلق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولّى فيه بفخر منصب رئيس الولايات المتحدة، فإن الثمن الذي سيدفع في الشرق الأوسط سيكون باهظا، وكذلك بالنسبة إلى المسؤولين الذين ارتكبوا تلك الفظائع ضد الإنسانية".

وأكد أنّ "هؤلاء المسؤولين عن هذا الحادث سيلحق بهم ضرر أكبر من أي ضرر لحق بأي شخص آخر في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل. أطلقوا سراح الرهائن الآن!".

ولم يتضح على الفور ما إذا كان ترامب يهدد بإشراك الجيش الأميركي بشكل مباشر في الحملة الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في غزة. وقال حلفاء ترامب إنه يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قبل عودته إلى منصبه في أوائل العام المقبل.

وكان ترامب تعهّد تقديم دعم قوي لإسرائيل، لكنّه أعرب أيضا عن رغبته في تأمين صفقات على المسرح العالمي.

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على الأمر. لكن رئيس البلاد إسحاق هرتسوغ رحب بتصريح ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب على منصة "شكرا لك وباركك الله يا السيد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، نصلي جميعًا من أجل اللحظة التي نرى فيها أخواتنا وإخواننا في الوطن!".

وثمنت قيادات إسرائيلية من الحكومة والمعارضة تصريح ترامب على غرار رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت وزعيم معسكر الدولة بيني غانتس.

وفي السابع من أكتوبر 2023، شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر حتى اليوم عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخطِف أثناء الهجوم 251 شخصا من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.

جاء تهديد ترامب بعد ساعات من تأكيد الحكومة الإسرائيلية وفاة عمر نيوترا، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي مزدوج، ويعتقد أن جثته لا تزال محتجزة لدى حماس في غزة، بحسب الحكومة الإسرائيلية.

وقبل أيام، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه الرهينة عيدان ألكسندر، الذي كان يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما اقتادته حماس إلى غزة. وقد تم تصويره تحت ضغط واضح، حيث دعا ألكسندر ترامب إلى العمل على التفاوض من أجل إطلاق سراحه وأسر بقية رهائن حماس.

وتبذل إدارة الرئيس جو بايدن جهودًا أخيرة لمحاولة استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس الآن بعد أن توسطت في وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. لكن الإدارة قالت إن حماس لم تُبدِ بعد استعدادها لإعادة الانخراط في المفاوضات وأن الجماعة ليست قلقة على حياتها أو حياة المدنيين في غزة.

وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 44466 شخصا في غزة غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية، كما دمرت الحرب مساحات شاسعة من القطاع الساحلي وشردت 90 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في كثير من الأحيان عدة مرات.