الصيادون في لبنان يتنفسون الصعداء مع انتهاء محنة الحرب

إمكانية تجدد الصيد على الساحل الجنوبي اللبناني تبشر بمستقبل أكثر إشراقا.
الثلاثاء 2024/12/03
الحياة تعود إلى طبيعتها

صور (لبنان) - بعث وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الأمل في عودة الحياة الطبيعية في نفوس الكثيرين في جنوب لبنان. وأبحر الصيادون بحريّة بقواربهم في مياه البحر المتوسط عند الفجر.

وفرضت إسرائيل حصارا على جنوب لبنان خلال الشهرين الأخيرين اللذين واجهت فيهما حزب الله. وأبقى ذلك المئات من الصيادين في ميناء فينيقي قديم، ما أثرا سلبا على حياتهم وصناعتهم.

وبينما يبدو حصار المرفأ أقل أهمية من الدمار والتهجير، إلا أنه عزل الكثيرين عن المكونات الرئيسية التي تشتهر بها الأطباق اللبنانية التقليدية مثل طبق “صيادية السمك” (السمك والأرز) أو السمك المقلي أوالمشوي الذي يؤكل مع الحمص والتبولة أو سلطة الفتوش.

لقد كسر شح أسماك البربوني الحمراء والوراطة صلة العديد من اللبنانيين بالماضي. وتبشر إمكانية تجدد الصيد على الساحل الجنوبي اللبناني بمستقبل أكثر إشراقا.

طائرة مسيرة قتلت قبل أسبوع صيادين شابين في المدينة أثناء إعدادهما شباكهما على الساحل

وخرجت بعض القوارب من الشاطئ يوم الجمعة، حيث كان الصيادون في الميناء يجهزون شباكا على قوارب صغيرة مطلية باللون الأبيض أو الأزرق أو الأحمر.

وقال حسين سوكماني البالغ من العمر 55 عاما إنه كان يفكر في الخروج إلى البحر. لكنه قرر أن ينتظر حتى يتبين مجرى الأمور.

ولم يجرؤ على الإبحار منذ اشتداد الحرب بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر، حيث قتلت الضربات الإسرائيلية أكثر من 490 شخصا في أعنف هجمات شهدتها البلاد منذ حرب 2006. وقال “تلك كانت أيام الخوف والرعب.. وأصعب أيام حياتنا.”

وقتلت طائرة مسيرة قبل أسبوع صيادين شابين في المدينة أثناء إعدادهما شباكهما على الساحل. وقال بعض الصيادين يوم الجمعة إن الجيش اللبناني أبلغهم بأنهم إن أرادوا الخروج أن يخرجوا على مسؤولياتهم الخاصة.

وكان وليد درويش من بين الذين أبحروا في المياه الساحلية. وعاد إلى الميناء مع صندوقين بلاستيكيين مملوءين بالبربوني. وقال “هذا اليوم هو المرة الأولى التي نبحر فيها.” وذكر أن الصيادين غابوا عن موسم الذروة في أكتوبر ونوفمبر. وأضاف “لقد فوّتناه.”

المرفأ يعدّ منطقة جذب سياحي رئيسية في الأوقات الهادئة. ويزوره عدد من اللبنانيين والأجانب الذين يستمتعون بالمناظر

ونجا الحي الذي تسكنه أغلبية مسيحية حول الميناء من الغارات الجوية التي دمرت أجزاء أخرى من مدينة صور. لكن الجيش الإسرائيلي منع إبحار أيّ قارب عبر منطقة تبعد 50 كيلومترا عن الحدود في أكتوبر. ولم يذكر ما إذا كان التحذير لا يزال ساري المفعول.

وقال سوكماني إن جل الصيادين البالغ عددهم 700 الذين يعتمدون القوارب الـ270 في الميناء لم يبحروا منذ التحذير الإسرائيلي.

ويعدّ المرفأ منطقة جذب سياحي رئيسية في الأوقات الهادئة. ويزوره عدد من اللبنانيين والأجانب الذين يستمتعون بالمناظر والمطاعم والشواطئ.

وسار محمد حمود على طول ساحل صور الرملي الأبيض حاملا صنارته. وقال “يكفي أن يتمكن شخص ما من الوقوف في هذه المنطقة الجميلة.”

ويعتبر حمود الصيد “كل شيء بالنسبة إليّ”. وصاد الأسماك عدة مرات في المنطقة الواقعة شمال مدينة صيدا التي لم تكن جزءا من الحصار.

وشاهد غيلبرت سبيريدون، من داخل متجره في سوق صور القديم، الزبائن يتهافتون لشراء الأسماك الطازجة. وكانت بضاعته قبل الحرب تنتهي في غضون ساعات، حيث كان يتوافد عليه أشخاص من جميع أنحاء لبنان.

وقال “كل ما أتمناه هو أن تنتهي الحرب وأن نعود إلى مسار الأيام الجميلة القديمة.”

2