رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية يربط مشكلة العدالة بـ"الإمبريالية الإعلامية والفاشية الرقمية"

إسطنبول – اعتبر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون أن الإنسانية تكافح مشكلة العدالة على المستوى العالمي، وأحد العوامل الرئيسية التي تعمق أزمة العدالة هو “الإمبريالية الإعلامية والفاشية الرقمية”، وهي لغة يكررها المسؤولون الأتراك في كل مناسبة للتعبير عن استيائهم من الإعلام العالمي.
وبالرغم من أن حديث ألطون الاثنين جاء خلال “الندوة الثانية لحقوق نشر الأخبار والذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام”، وتتعلق بتحديات تواجهها وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه استخدم لغة خشبية تظهر الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون مع الإعلام الذي لا يتناسب مع الرؤية التركية.
وفي هذا السياق سبق أن قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه كحامي حمى العالم التركي ضد “الفاشية الرقمية والإمبريالية الإلكترونية وصناعة الكذب العالمية.”
وأشار ألطون إلى أن مسألة حماية حقوق الطبع والنشر باتت أكثر أهمية وإلحاحا في العصر الرقمي لأن المحتوى الإخباري اليوم يمكن نشره بسهولة وبسرعة دون الحصول على إذن.
مسألة حماية حقوق الطبع والنشر باتت أكثر أهمية وإلحاحا في العصر الرقمي لأن المحتوى الإخباري اليوم يمكن نشره بسهولة وبسرعة دون الحصول على إذن
ولفت إلى أن هذا الوضع يتسبب في انخفاض إيرادات المؤسسات الإعلامية التي تنتج محتوى أصليا. وقال “اليوم تكافح الإنسانية مشكلة العدالة على المستوى العالمي، وأحد العوامل الرئيسية التي تعمق أزمة العدالة هذه هو الإمبريالية الإعلامية العالمية والفاشية الرقمية لشركات الإعلام الغربية التي يتعامل معها العالم أجمع.”
وذكر أن منصات التواصل الاجتماعي الغربية وشركات التكنولوجيا الكبرى تستغل المنظمات الإعلامية التي تنتج أخبارا حقيقية. وأضاف “أن التطورات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية تتطلب لوائح قانونية جديدة، وأن التحول التكنولوجي في العصر الحالي، والذي يتقدم بوتيرة مذهلة، يعيد تشكيل عالم الإعلام والاتصال.”
وتبحث تركيا عن طريقة لتوجيه تدفق الأخبار عبر الذكاء الاصطناعي بشكل مطابق لرؤيتها، بالاستفادة من تقنياته لتأمين كثافة إخبارية في الأحداث المتسارعة التي تتطلب جيشا من الموظفين.
وفي حين أن المؤسسات الإخبارية في جميع أنحاء العالم تتجادل لمعرفة ما إذا كانت ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار الخاصة بها أم لا، يسعى القائمون على الإعلام التركي لتأمين أقصى استفادة منه لتوجيه دفة الرأي العام عبر سيل من التقارير الموجهة.
وأشار ألطون إلى أن الابتكارات التي جلبها العصر الرقمي أدت إلى حدوث تغييرات جذرية في عالم الاتصال، وأن بنية وسائل الإعلام وعملها قد تحولت بشكل جذري. وشدد على ضرورة حماية حقوق الأخبار والمؤلفين ومنع الهيمنة العالمية من استغلال التقنيات الجديدة.
ويسهم الاستخدام الجيد لبرامج الذكاء الاصطناعي في تحقيق مسؤوليات المؤسسة الإعلامية للمحافظة على القيم المجتمعية ومصداقية الأخبار والموثوقية، وذلك من خلال تقديم محتوى إعلامي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات بشكل دقيق، والحد من الأخبار الزائفة.