مسيّرة إسرائيلية تستهدف مركزا للجيش اللبناني في خرق للهدنة

بيروت - أعلن الجيش اللبناني الإثنين أن مسيّرة اسرائيلية استهدفت أحد مراكزه في شرق البلاد، ما أسفر عن إصابة جندي بجروح، فيما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بمقتل أحد الأشخاص بإطلاق مسيّرة إسرائيلية النار على دراجة بقضاء مرجعيون جنوبا، وذلك رغم سريان وقف لإطلاق النار منذ الأربعاء بين حزب الله وإسرائيل، أعقب أكثر من عام من التصعيد.
وأورد الجيش في بيان "استهدفت مسيّرة للعدو الإسرائيلي جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي في الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة".
ووفق الوكالة الوطنية لإعلام اللبنانية، يقع المركز على طريق الحوش- الشواغير شمال منطقة الهرمل في محافظة بلعبك الهرمل.
وفي وقت سابق الاثنين، ذكرت الوكالة أن بيانا لمديرية التوجيه بقيادة الجيش ذكر أنه "بتاريخ 1 /12 /2024، عُثِر على جثمان أحد ضباط الجيش في منطقة الناقورة- الجنوب، داخل سيارته بعد استشهاده نتيجة استهدافه من العدو الإسرائيلي".
وأوضح البيان أن الاتصال بالضابط "فُقِد اعتبارا من 26 نوفمبر" الماضي، دون ذكر هوية الضابط.
وذكر أن "قيادة الجيش تُجري التحقيق اللازم لكشف ظروف الحادثة".
وصباح الاثنين، أطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته على منازل ببلدة الناقورة، وجدد تحذيره للنازحين اللبنانيين من العودة إلى 62 بلدة جنوبية، في خروق مستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، أفادت الوكالة اليوم الإثنين بأنَّ مسيرة معادية إسرائيلية أغارت على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون، مشيرة الى مقتل شخص.
ويسري منذ فجر الأربعاء وقف لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، تم التوصل اليه بوساطة أميركية، وضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من أكتوبر 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية، إثر فتح حزب الله ما سماها "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان.
ومنذ سريان الهدنة، تفيد الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن "انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار" من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصا الحدودية، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة. وأصيب ثلاثة أشخاص بينهم طفل السبت بجروح جراء غارة إسرائيلية طالت سيارة في بلدة مجدل زون.
كما تعرضت عدة بلدات حدودية، لا سيما قرية الخيام، خلال الأيام الماضية للقصف الإسرائيلي. وأكد الجيش اللبناني في بيان سابق أن الخروقات تضمنت "استهدافا للأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة، فضلا عن خروقات جوية".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد إنه "تحرك في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بهدف "القضاء على تهديدات" تشكل "انتهاكا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار".
وأوضح أن قواته الموجودة في جنوب لبنان "حددت" وأطلقت النار على "العديد من الإرهابيين المسلحين في جوار كنيسة وقضت عليهم". كذلك، لفت إلى العثور على نفق "يحوي أسلحة".
قبل دخول وقف النار حيز التنفيذ، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده تحتفظ "بحرية كاملة للتحرك العسكري" في لبنان "إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول التسلح مجددا".
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه شن غارات جوية عدة على مواقع لحزب الله في لبنان.
وخلال لقائه مجندين جددا الأحد، أكد نتنياهو أن إسرائيل "تحترم اتفاق وقف إطلاق النار في شكل دقيق"، مضيفا أن "أي انتهاك سيقابل فورا برد شديد".
واستقبل قائد الجيش اللبناني جوزيف عون السبت الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، وتناول البحث "آلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل جيفرز، وفق ما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية للشرق الأوسط "سنتكوم" الأسبوع الماضي، هذا الأسبوع الى بيروت، حيث "سيشارك في رئاسة آلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال القتالية".
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوماً من الجنوب اللبناني، على أن يسحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له جنوباً.
فيما بدأ الجيش اللبناني بتعزيز انتشار وحداته وآلياته في جنوب البلاد منذ الأربعاء، بينما تعهد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم يوم الجمعة الماضي التعاون معه.
لكن رغم الهدنة، لا يزال القلق والخوف يعم الشارع اللبناني من أن تشعل الخروقات الإسرائيلية الحرب مجدداً.