جنرال أميركي في لبنان لبدء آلية مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار

بيروت - أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، السبت، وصول الجنرال جاسبر جيفرز إلى لبنان، لتولي مهمة الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار.
وأوضحت سنتكوم في بيان نشرته، على منصة إكس أن جيفرز وصل العاصمة بيروت، الأربعاء الماضي، وأنه سيشغل منصب الرئيس المشارك للآلية برفقة المبعوث الأميركي آموس هوكستين.
وأشار أن الولايات المتحدة "ستترأس آلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار، التي ستضم أيضا الجيش اللبناني، والجيش الإسرائيلي، وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل)، وفرنسا".
ومن المقرر أن يشغل المبعوث الأميركي هوكستين، منصب الرئيس المدني المشارك بشكل مؤقت لغاية تعيين مسؤول آخر دائم.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية، قالت إن جيفرز بحث مع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتطورات في جنوب لبنان وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية.
ودخل اتفاق وقف النار الذي تمّ التوصّل إليه برعاية أميركية فرنسية، حيّز التنفيذ الأربعاء. وتقضي بنوده التي لم تُنشر رسميا، بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني (30 كلم عن الحدود مع إسرائيل)، وتعزيز الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوب النهر على أن يتسلّم أيضا المواقع التي يسيطر عليها حاليا الجيش الإسرائيلي والحزب.
ومن شأن الاتفاق على وقف إطلاق النار، السماح لسكان لبنان وإسرائيل بالبدء في العودة إلى منازلهم في المناطق الحدودية التي دمرها القتال على مدى 14 شهرا.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه ممنوع على السكان اللبنانيين الانتقال إلى عدة قرى في الجنوب، وطالبهم بعدم العودة إلى نحو 62 قرية في المنطقة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش الإسرائيلي فرض حظراً على حركة المدنيين جنوب لبنان.
وكتب أدرعي على صفحته على منصة إكس "يحظر على المدنيين التحرك جنوب الخط الذي يربط 10 بلدات لبنانية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وكل من سيتحرك جنوب هذا الخط سيعرض نفسه للخطر". إضافة إلى ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي قائمة تضم أكثر من 60 بلدة لبنانية، تم منع سكانها من العودة إلى منازلهم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتبادل فيه إسرائيل وجماعة حزب الله اتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النارلإنهاء الصراع الذي اندلع بالتوازي مع الحرب في غزة. ومن المقرر أن تستمر الهدنة 60 يوما على أمل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية.
وفي آخر التطورات، أفاد تقرير لبناني اليوم السبت بسقوط إصابات جراء غارة على سيارة في جنوبي لبنان.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام "أغار الطيران المسير على سيارة قرب بلدة مجدل زون في قضاء صور، ما أدى إلى إصابات طفيفة".
وأشارت الوكالة إلى أن "العدو أطلق قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة".
وأفاد مواطنون بسماع غارة عند ساعات الفجر على أطراف بلدة شقرا جهة حولا.
ومساء الجمعة، توغّلت 4 دبابات وجرافتان إسرائيليتان في أحد الأحياء الغربية في بلدة الخيام الجنوبية، تزامناً مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف بلدتي مركبا وطلوسة؛ واستمرت قواته بعمليات التمشيط بالأسلحة الرشاشة في مارون الرأس.
ووفق المعلومات، فإن لجنة الإشراف الخماسية على تطبيق قرار وقف النار (تضم: الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والأمم المتحدة)، ستتولى في أول اجتماع تعقده في مقر وحدة الأمم المتحدة (اليونيفيل) في الناقورة، بدءاً من يوم غد الأحد، بحث الانتهاكات التي أعلن الطرفان عن حصولها حتى الساعة.
وبعد يومين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل حيز التنفيذ، تعهّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، مساء الجمعة، بالتنسيق مع الجيش اللبناني والعمل معه لتعزيز "القدرات الدفاعية" للبلاد.
وبدأ النزاع الأخير بعدما أعلن حزب الله فتح ما سماها بجبهة "إسناد" لقطاع غزة وحليفته حماس في أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية. وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية ضد الحزب وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان اعتبارا من سبتمبر.
وتلقى الحزب ضربات موجعة منذ سبتمبر شملت استهداف آلاف من عناصره بتفجير أجهزة اتصال يحملونها، واغتيال العديد من قادته العسكريين، وعلى رأسهم أمينه العام السابق حسن نصرالله. وبالتزامن، واصل عناصر الحزب القتال الميداني في جنوب لبنان، وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو أهداف داخل إسرائيل.
وتسبّب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في مقتل 3961 شخصا على الأقل منذ أكتوبر 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة من الحرب، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وأدّت الحرب إلى دمار كبير في أنحاء مختلفة خصوصا المناطق التي تعد بمثابة معاقل للحزب، ونزوح مئات الآلاف من منازلهم في أنحاء مختلفة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أدت الأعمال الحربية إلى مقتل 82 عسكريا و47 مدنيا على الأقل، بحسب السلطات. وشددت إسرائيل على أن من بين أهداف الحرب، إبعاد عناصر الحزب عن حدودها والسماح بعودة عشرات الآلاف من سكان مناطقها الشمالية الذين نزحوا بسبب التصعيد.