السعودية تطمح لتحويل منصة "إس.أو.دي" الإنجليزية إلى مرجع إعلامي

الرياض - تعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية على تعزيز حضورها الإعلامي العالمي من خلال منصتها الجديدة “إس.أو.دي” وتطمح أن تصبح مرجعًا إعلاميًا موثوقًا لنقل الأحداث والفعاليات باللغة الإنجليزية، بما يجسد الصورة الحقيقية للمملكة عالميًا.
وتعتبر منصة “إس.أو.دي” نافذة إعلامية عالمية تسعى الهيئة من خلالها إلى الوصول إلى جمهور واسع، من خلال بث مباشر وتغطيات شاملة عبر منصات متعددة مثل يوتيوب ومنصة إكس، وتهدف إلى تقديم محتوى متميز يعكس الثقافة السعودية ويسلط الضوء على التطورات المهمة في المملكة.
وجاءت العمل على المنصة بعد حديث متزايد في السعودية عن إطلاق مجموعة إعلامية سعودية مدعومة من الدولة منها قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية يمكن أن تنافس قناة الجزيرة الإنجليزية، حيث تهدف المملكة إلى توسيع نفوذها الإعلامي العالمي.
وقال أحد الأشخاص إن تمويل المبادرة السعودية من المرجح أن يكون دون حدود، بالنظر إلى رغبة الدولة في إنشاء قناة من شأنها أن تساعد على “نشر كلمة السعودية في جميع أنحاء العالم” لكنّ شخصا آخر قريبا من الخطط قال إنها لن تستمر إلا إذا تبين أنها قابلة للتطبيق تجاريًا.
ويشير الاهتمام السعودي بمنصة “إس.أو.دي” الموجهة للناطقين باللغة الإنجليزية حول العالم إلى أن الهدف منها تسليط الضوء على أبرز الفعاليات والأحداث المحلية والدولية، وإبراز إنجازات المملكة ضمن إطار رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانة المملكة كوجهة إعلامية رائدة، من خلال تقديم محتوى متنوع وعالي الجودة.
ويبدو أن المنصة تأتي كبديل عصري للقناة التي كان من المفترض إطلاقها والتي كان يراد منها أن تكون صوتا سعوديا مؤثرا، وهي تشبه إلى حد ما منصة “+AJ” التي أطلقتها شبكة الجزيرة القطرية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تمثل نموذجًا من النماذج الإعلامية التي تمتلكها قطر وتحرص على الإنفاق عليها بسخاء، وإظهارها بوجه يبدو في ظاهره ليبراليًا وتقدميًا ومنفتحًا، لجذب فئات واسعة ومتنوعة من الجمهور، خاصة جيل الألفية، وتوجيه هذه الفئات بشكل غير مباشر نحو أفكار تتلاقى مع أجندة الدوحة الخاصة.
◙ المنصة السعودية حققت نسب مشاهدات مرتفعة خلال تغطيتها للقمم والمؤتمرات وأبرز الفعاليات في المملكة مؤخرا
وسبق أن طالب سعوديون المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام بابتكار نموذج شبيه بمنصة “+AJ” لأنه النموذج الناجح. وحققت المنصة السعودية نسب مشاهدات مرتفعة خلال تغطيتها للقمم الدولية، المؤتمرات العلمية، وأبرز الفعاليات التي استضافتها المملكة في الفترة الأخيرة. ومن بين إنجازاتها البارزة، قدمت المنصة تغطية استثنائية لموسم الحج، حيث بثت جميع الشعائر على مدار الساعة باللغة الإنجليزية، مما لاقى صدى واسعًا لدى الجمهور الدولي.
وتحتوي أيضًا على تقارير متنوعة تلقي الضوء على الأحداث المتسارعة في قطاعات المملكة المختلفة، بما في ذلك المشاريع الاقتصادية والإنجازات التنموية، بهدف إبراز دور المملكة كمركز إقليمي ودولي مؤثر. وتركز المنصة على مد جسور التواصل الثقافي مع الشعوب الأخرى، وتعزيز الوعي بالمجتمع السعودي، كما تسلط الضوء على المشاريع الاقتصادية الكبرى وتشجع السياحة في المملكة، مما يسهم في تحسين صورة المملكة على الساحة العالمية.
وتبدي السعودية اهتماما متزايدا بالترفيه الموجه للأجانب سواء في المملكة أو خارجها، إذ أعلنت مجموعة “إم.بي .سي” العام الماضي عن إطلاق راديو “إم.بي.سي.لود.إف.إم”، أول محطة إف.إم ترفيهية ناطقة بالإنجليزية في السعودية. وقالت المجموعة الإعلامية إن المحطة تتوجه بمحتواها النوعي إلى المستمعين الناطقين بالإنجليزية، إلى جانب متابعي الموسيقى والأغنيات العالمية، مشيرة إلى أنها ستقدم نموذجاً إذاعياً معاصراً يحمل قالب الـ”هيت” وهو ما يُعرف عالمياً بـ(سي إتش آر) أو “محطة الإذاعة العصرية.”
وأوضحت “إم.بي .سي” أنه في هذا السياق، تبث المحطة الإذاعية الجديدة أحدث الأغنيات العالمية الضاربة وفق أشهر 40 تصنيفا عالميا متجدّدا للأغنيات الأكثر رواجاً بين المستمعين حول العالم، إلى جانب الأغنيات الأكثر شهرةً وانتشاراً خلال السنوات الخمس الماضية، في موازاة مجموعة متنوعة من البرامج المحلية والعالمية والمشتركة، من جانبٍ آخر.
وأضافت حرصت “إم.بي.سي.لود.إف.إم” على ضم مواهب وطاقات سعودية واعدة ضمن قائمة مذيعيها ومذيعاتها ممن يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ليشكّلوا جزءاً أساسياً من المروحة البرامجية الغنية للمحطة.
وقال رئيس مجلس إدارة “إم.بي .سي” وليد بن إبراهيم آل إبراهيم “تمثل (إم.بي.سي.لود.إف.إم) علامة إذاعية فارقة لناحية التزامها بالعمل على تحقيق رؤية السعودية 2030 في هذا القطاع الترفيهي الحيوي، وبالتالي توفير منصة إذاعية راقية لا تقتصر فقط على الترفيه، بل تقدم لمستمعينا داخل السعودية من المواطنين والمقيمين مزيجاً من المعلومات القيمة والمحتوى المُلهم، بغض النظر عن لغتهم الأم، فالإنجليزية هي لغة التفاهم العالمية الجامعة للثقافات والحضارات من كل مكان حول العالم.”
وختم آل إبراهيم “هدفنا هو الوصول إلى أكبر شريحة جماهيرية متنوعة ثقافياً وحضارياً، وبالتالي الإسهام في تحقيق أهداف المملكة للمرحلة القادمة ودفع عجلة التطور والنمو اللذيْن تشهدهما البلاد في مختلف المجالات.”
وتبذل هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية جهودها في تطوير وتحسين خدماتها للجمهور، فأطلقت أيضا منصة خدمات قطاع الأعمال ” بي.تو.بي ” في يوليو الماضي بهدف تعزيز تجربة المستخدمين وتوفير محتوى وخدمات أكثر تنوعاً وموثوقية، وتتضمن هذه الجهود تحسينات مستمرة في مجموعة واسعة من الخدمات المتخصصة، وإضافة ميزات جديدة تلبي احتياجات الشركات والمؤسسات التجارية في المجال الإعلامي، تأكيدًا لالتزامها بتقديم تجربة إعلامية متميزة لقطاع الأعمال بشكل شامل ومتكامل.
◙ المنصة توفر خدمات استشارية متكاملة من الاستشارات الإعلامية لتشمل إنشاء قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية
وتقدم المنصة خدمة التغطيات الإعلامية، وتوفر الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع، وتعد هذه الخدمة خيارًا مثاليًا للشركات التي ترغب في الوصول إلى جمهور واسع ونشر رسائلها بفعالية، وتقدم أيضًا خدمة الإعلانات، حيث تتيح الفرصة للوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة مؤثرة وفعالة، إلى جانب خدمات دعائية غير مباشرة مثل المداخلات الهاتفية واستضافة المسؤولين، في الأستوديوهات أو عبر وسائل التواصل المرئي.
وتوفر المنصة خدمات استشارية وفنية متكاملة، بدءًا من الاستشارات الإعلامية والكوادر المتخصصة في مختلف المجالات الإعلامية مثل التصوير والإنتاج والتصميم والإخراج، والاستفادة من خبرات وقدرات المتخصصين في إنتاج وتطوير وصناعة المحتوى المرئي والمسموع من برامج وأفلام وثائقية وسينمائية ودراما وإعلانات، وتمتد هذه الخدمات لتشمل إنشاء قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية.
وتتيح أيضًا خدمات رصد وأبحاث للجمهور من خلال رصد ردود فعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي والأخبار في الصحف الإلكترونية عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتقديم تقارير إعلامية مفصلة تشمل تحليلات إحصائية وإعلامية، بالإضافة إلى خدمة تشغيل المراكز الإعلامية، حيث توفر كوادر بشرية متخصصة في مجالات الإعلام من مترجمين ومذيعين ومصورين.
يذكر أن تقارير إعلامية أشارت العام الماضي إلى تخطيط مجموعة إعلامية سعودية مدعومة من الدولة السعودية في مسألة إطلاق قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية، حيث تهدف المملكة إلى توسيع نفوذها الإعلامي العالمي.
وقال العديد من الأشخاص المطلعين على المشروع إن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قد اتصلت باستشارات إعلامية لدراسة جدوى المشروع ونطاقه. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز، نقلا عن مصادر، أن الاستعدادات في مرحلة مبكرة، لكن هذه المصادر قالت “إن القناة ستكون ثانية كبرى المؤسسات التي تبث باللغة الإنجليزية في العالم العربي، بعد قناة الجزيرة الإنجليزية.”
وقال أحد الأشخاص إن تمويل المبادرة السعودية من المرجح أن يكون دون حدود، بالنظر إلى رغبة الدولة في إنشاء قناة من شأنها أن تساعد على “نشر كلمة السعودية في جميع أنحاء العالم،” لكنّ شخصا آخر قريبا من الخطط قال إنها لن تستمر إلا إذا تبين أنها قابلة للتطبيق تجاريًا.
وأثار الحديث عن الخطط جدلا إعلاميا واسعا في السعودية حول جدوى إطلاق القناة، خاصة أن الجزيرة الإنجليزية لا تمتلك تأثيرا يضاهي تأثير قناة الجزيرة العربية. وطالب البعض باستبدال خطط إطلاق القناة بإطلاق منصة إعلامية متكاملة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.