إسرائيل تعتزم التسريع في بناء سياج يفصلها عن الأردن

يسرائيل كاتس يدعو الجيش الإسرائيلي إلى تصعيد هجماته على إيران بسبب دعمها أنشطة ضد الدولة العبرية في الضفة الغربية.
الثلاثاء 2024/11/26
بناء الجدار الفاصل ضمن خطة لتكثيف الدفاعات الحدودية لإسرائيل ​

القدس - قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، إنه سيعمل "بشكل مكثف وسريع" على عمل سياج فاصل على الحدود مع الأردن، مشيرا إلى أن طهران تسعى إلى دعم أنشطة ضد الدولة العبرية في الضفة الغربية، مشدّدا على أنه يتوجّب على الجيش الإسرائيلي، تصعيد "هجماته" فيها.

وجاء ذلك خلال زيارة أجراها كاتس لمقرّ القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة، وفق القناة السابعة العبرية.

وتصاعد الحديث عن بناء جدار لإسرائيل مع الأردن، عقب عملية معبر "اللنبي" في 8 سبتمبر الماضي، التي قتل فيها 3 إسرائيليين ومنفذ العملية الأردني ماهر الجازي، وحادثة البحر الميت في 18 أكتوبر الماضي التي أصيب فيها إسرائيليان وقتل المنفذان الأردنيان حسام أبو غزالة وعامر قواس.

وبعد حادثة البحر الميت بيوم قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين "مع دخول المتسللين وتهريب الأسلحة غير المشروعة والعمليات المعادية، سأعمل في الحكومة على تسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن، على غرار السياج الذي أقيم على الحدود مع مصر"، متابعا: "إنه ليس خيارًا إنه أمر لا بد منه".

ومطلع سبتمبر الماضي، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه بناء سياج على الحدود مع الأردن على غرار السياج المبني على الحدود مع مصر، لتشير صحيفة "يسرائيل اليوم" بعدها بأسبوعين إلى أن الجيش "بدأ بحفر خندق على الحدود مع الأردن".

ونقلت القناة السابعة عن كاتس قوله إن "الحكومة ستعمل بشكل مكثف على بناء سياج فاصل على الحدود الشرقية لإسرائيل مع الأردن".

وأشار إلى أن "العمل سيبدأ بسرعة كبيرة في هذا الجدار"، موضحا أن "بناء الجدار يأتي ضمن خطة لتكثيف الدفاعات الحدودية لإسرائيل".

كما تحدث عن كاتس عن أن "إيران تسعى لدعم أنشطة معادية ضد إسرائيل في الضفة الغربية"، داعيا الجيش الإسرائيلي إلى "تكثيف هجماته في هذه المنطقة".

وقال "نرى جُهدا إيرانيا متواصلا، ومؤسّساتيا ومنظّما، لتشكيل جبهة شرقيّة ضدّ دولة إسرائيل".مضيفا "يتحرّكون داخل يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، مع التركيز على مخيمات اللاجئين، ويجنّدون أيّ شخص يسهل عليهم تجنيده، ويفعلون ذلك بالتمويل، وبالتسليح والدعم، وكل الأساليب المعتادة التي يعملون بها".

وتابع كاتس "في مواجهة هذا التحدي، نحتاج إلى التركيز، وبذل المزيد من الجُهد" سواء في الهجوم أو الدفاع".

ويبلغ طول الحدود الأردنية مع إسرائيل والضفة الغربية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترا مع إسرائيل.

ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين، "اللنبي" ووادي عربة "إسحاق رابين".

والمعابر الثلاثة تعمل بشكل منتظم ويرتبط إغلاقها بالظروف الأمنية داخل إسرائيل، وهو ما يحدث بصورة محدودة، وقد جرى ذلك خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.

وقال كاتس "أما في ما يتعلق بالهجوم، فلا يمكننا أن نخسر في هذه المعركة ضد إنشاء الجبهة الشرقية، وسيتوجّب علينا معالجة الجذر في بعض الأماكن، لمنع تحوُّل يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) ومخيّمات اللاجئين إلى نموذج لغزة".

وأضاف "يقول الزعيم الإيراني صراحة: لقد نجحنا في تسليح غزة وسنسلّح يهودا والسامرة، هذه أشياء واضحة جدًا علينا أن نقاتل ضدها معًا، وننتصر عليها، ونقلب الطاولة".

وذكر كاتس أنه "إذا كانت (إيران) رأس الأخطبوط، فقد قطعنا بالفعل بعض أذرعها بالكامل، ووجّهنا ضربات قاسية لأذرع أخرى، وسنواصل ذلك... مهمتكم هي منع تشكيل هذه الجبهة، وسنقدِّم لكم المساعدة، وسنعمل معًا".

وتمكنت إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة الماضية من تنفيذ سلسلة اغتيالات دقيقة وعمليات عسكرية مكثفة، استهدفت قيادات من الصف الأول والثاني في حماس وحزب الله، أبرزها حسن نصرالله الأمين العام السابق للحزب اللبناني، وإسماعيل هنية ويحي السنوار رئيسا المكتب السياسي للحركة الفلسطينية.

وكانت حركة حماس، قد شنت هجمات غير مسبوقة على إسرائيل قبل نحو عام، أدت إلى مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب أرقام رسمية.

في المقابل، ردت إسرائيل بقصف مكثف وعمليات عسكرية برية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة لصحة في قطاع غزة.

وفي لبنان، بدأت جماعة حزب الله، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، بفتح ما سمته بـ"جبهة إسناد" لحماس، اعتبارا من الثامن من أكتوبر 2023، واستمرت عمليات القصف المتبادل مع إسرائيل لنحو عام، قبل حدوث تصعيد خطير بالمواجهة في 23 سبتمبر الماضي.

وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة 3768 شخصا في لبنان وأجبرت أكثر من مليون على النزوح. ولا تُفرق البيانات بين المدنيين والمسلحين.

وتسببت هجمات جماعة حزب الله في مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقُتل ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وفي المواجهات في جنوب لبنان، وفقا للسلطات الإسرائيلية.