عقوبات إسرائيلية على صحيفة "هآرتس" بسبب انتقادها الحرب

وزير الاتصالات الإسرائيلي يقترح وقف الإعلانات الحكومية في الصحيفة، وإلغاء جميع الاشتراكات لموظفي الدولة وموظفي الشركات المملوكة للدولة بها.
الثلاثاء 2024/11/26
هآرتس تغضب حكومتها

القدس - صوّت مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على فرض عقوبات على “هآرتس” أقدم صحيفة في البلاد، بسبب تغطيتها الناقدة للحرب على غزة وتعليقات ناشر الصحيفة التي دعت إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين الحكوميين.

وقدمت “هآرتس”، التي تحظى باحترام دولي واسع، تغطية تنتقد الحرب التي شنتها إسرائيل عقب هجمات حماس في 7 أكتوبر، بما في ذلك التحقيقات في الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية مع توسع العمليات العسكرية في أنحاء غزة وإلى لبنان المجاور.

وينص الاقتراح الذي قدمه وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي على وقف الإعلانات الحكومية في الصحيفة، وإلغاء جميع الاشتراكات لموظفي الدولة وموظفي الشركات المملوكة للدولة بها.

"هآرتس" ردت على العقوبة قائلة إنها لن تتراجع ولن تتحول إلى كُتيب حكومي ينشر رسائل أقرتها الحكومة ورئيسها

ووصفت “هآرتس” هذه الخطوة بأنها محاولة “لإسكات صحيفة ناقدة ومستقلة.”

وكتب الوزير قرعي في بيان عقب التصويت “يجب ألا نسمح بواقع يدعو فيه ناشر صحيفة رسمية في دولة إسرائيل إلى فرض عقوبات عليها، ويدعم أعداء الدولة في خضم الحرب ويحصل على تمويل منها، بينما تقوض الهيئات الدولية شرعية دولة إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس وتفرض بالفعل عقوبات عليها وعلى قادتها.”

وواجه آموس شوكين ناشر الصحيفة، انتقادات شديدة بسبب حديثه عن “المقاتلين من أجل الحرية” الفلسطينيين خلال خطاب ألقاه في حدث نظمته الصحيفة في لندن في 27 أكتوبر الماضي.

وقال آموس شوكين “إن (حكومة بنيامين نتنياهو) لا تكترث بفرض نظام فصل عنصري قاس على السكان الفلسطينيين. وتتجاهل التكلفة التي يتحملها الجانبان في الدفاع عن المستوطنات أثناء محاربة المقاتلين من أجل الحرية الفلسطينيين الذين تسميهم إسرائيل إرهابيين.”

وبعد انتقادات واسعة النطاق لتعليقاته في إسرائيل، أوضح شوكين تصريحاته قائلا إنه لا يعتقد أن مسلحي حماس من المقاتلين من أجل الحرية.

وذكرت افتتاحية صحيفة “هآرتس” أن شوكين كان يشير إلى “الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال والقمع في الضفة الغربية.” ومع ذلك، قالت الصحيفة إن شوكين “أخطأ” عندما تحدث عن أيّ شخص يتعمد إيذاء المدنيين وإرهابهم باعتباره “مقاتلا من أجل الحرية،” بحجة أن المصطلح الصحيح هو “إرهابيون”.

وفي خطابه، دعا شوكين أيضا إلى فرض عقوبات دولية على القادة الإسرائيليين باعتبارها الطريقة الوحيدة لإجبار الحكومة على تغيير المسار. وقال “بشكل ما، ما يحدث الآن في الأراضي المحتلة وفي جزء من غزة هو نكبة ثانية. يجب إقامة دولة فلسطينية والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك، على ما أعتقد، هي فرض عقوبات على إسرائيل، وعلى القادة الذين يعارضونها، وعلى المستوطنين.”

وبالإضافة إلى تعليقات شوكين خلال الحدث الذي أُقيم في لندن، تحدث وزير الاتصالات الإسرائيلي عن تغطية الصحيفة للحرب في بيان الأحد. وقال إن “القرار جاء في أعقاب العديد من المقالات التي أضرت بشرعية دولة إسرائيل في العالم وحقها في الدفاع عن النفس.”

وانتقدت صحيفة “هآرتس” في بيان هذا التحرك الأحد، ووصفته بأنه “خطوة أخرى في سعي نتنياهو لتفكيك الديمقراطية الإسرائيلية.” وأضافت “مثل أصدقائه (الرئيس الروسي فلايمير) بوتين و(الرئيس التركي طيب رجب) أردوغان و(رئيس وزراء المجر فيكتور) أوربان، يحاول نتنياهو إسكات صحيفة مستقلة ناقدة.”

وأردفت “هآرتس لن تتراجع ولن تتحول إلى كُتيب حكومي ينشر رسائل أقرتها الحكومة ورئيسها.”

وتأتي هذه الخطوة بعد شهرين من مداهمة الجيش لمكتب شبكة الجزيرة وإغلاقه في رام الله، وبعد ستة أشهر من وقف الحكومة لأنشطة الشبكة داخل إسرائيل في مايو الماضي، مما أثار إدانة الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان.

وقالت لجنة حماية الصحافيين، الجمعة، إن التحقيقات الأولية أظهرت مقتل ما لا يقل عن 137 صحافيا وإعلاميا أثناء تغطية الحرب، مما يجعلها الفترة الأكثر دموية للصحافيين، منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع البيانات في عام 1992.

5