مصر تراجع خطط توريد الغاز بعد انخفاض الطلب

انخفاض الطلب على الغاز الطبيعي المسال من مصر يحرر المزيد من الشحنات إلى أوروبا، حيث أدى الطقس البارد إلى زيادة الطلب والأسعار.
الاثنين 2024/11/25
من أجل تحقيق مزيج الطاقة الأمثل والأكثر كفاءة

القاهرة- تراجع مصر التي حولت مؤخرًا عددًا من شحنات الغاز الطبيعي المسال الواردة، احتياجاتها من استيراد الطاقة وسط انخفاض الطلب المحلي على الطاقة والسعي إلى تقليص الإنفاق.

وقالت وزارة الطاقة في بيان السبت إن قرار الدولة بعدم استلام الشحنات جاء وسط جهود “تحديث نماذج الإنتاج والاستهلاك وفقًا للأرقام الفعلية” بهدف “تحقيق مزيج الطاقة الأمثل والأكثر كفاءة.”

كما أشارت إلى الحاجة إلى خفض “فاتورة الاستيراد قدر الإمكان،” في حين أكدت أن مرونة العقود تسمح “بتعديل تواريخ استلام الشحنات المتفق عليها مسبقًا.”

◄ قرار الدولة بعدم استلام الشحنات جاء وسط جهود "تحديث نماذج الإنتاج والاستهلاك وفقًا للأرقام الفعلية" بهدف "تحقيق مزيج الطاقة الأمثل والأكثر كفاءة"

وتستورد البلاد نحو 1.2 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا عبر خط غاز الأردن، ما بين شحنات غاز مسال يتمّ استقبالها على مركب تغييز العقبة، وكميات واردة من حقول في إسرائيل.

وفاجأت القاهرة المنتجة لهذا المورد الأسواق هذا العام بعطاءات ضخمة للغاز الطبيعي المسال مع ارتفاع استهلاك الكهرباء وانخفاض الإنتاج المحلي بسبب الصيف الحار.

واستمرت عمليات شراء الوقود في الأشهر الأكثر برودة، حيث انخفض إنتاج الغاز بنسبة 19 في المئة على أساس سنوي خلال شهر سبتمبر الماضي، وفقًا لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة.

ولكنّ هناك تحولا حديثا في النهج، حيث أعادت السلطات جدولة تسليم العديد من شحنات الغاز الطبيعي المسال من الربع الحالي إلى الربع التالي، وفقا لما قاله مصدر مطلع على الأمر الأسبوع الماضي. وقال إن “الطقس البارد يقلل من الطلب المحلي على الطاقة.”

وشحنات الغاز الطبيعي المسال مكلفة بالنسبة إلى دولة شهدت انخفاضا في الإيرادات من قناة السويس حيث تتجنب السفن التجارية الممر المائي الرئيسي في أعقاب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ويحرر انخفاض الطلب على الغاز الطبيعي المسال من مصر المزيد من الشحنات إلى أوروبا، حيث أدى الطقس البارد إلى زيادة الطلب والأسعار.

وليس من الواضح ما إذا كان التأجيل سيؤثر على خطط مصر للحصول على المزيد من الوقود من السوق للربع الأول.

كما نفت الوزارة تقارير على “بعض المواقع الإلكترونية” حول مشاكل في محطة الغاز الطبيعي المسال العائمة في العين السخنة التي استأجرتها مصر هذا العام لمعالجة النقص الحاد في الطاقة.

وقالت إن و”حدة إعادة التغويز تعمل دون أي مشاكل من شأنها أن تعيق تلبية احتياجات السوق من الغاز الطبيعي.”

1.2

مليار قدم مكعب تستوردها البلاد عبر خط غاز الأردن وكميات أخرى من حقول في إسرائيل

وبدأت مصر منذ أبريل الماضي شراء شحنات الغاز الطبيعي في خطوة استثنائية لتجنب الانقطاعات في الكهرباء.

واشترت شركة إيجاس الحكومية عشرات الشحنات من الغاز الطبيعي المسال للتسليم الفوري إلى محطة العقبة للتغويز في الأردن، قبل نقلها بأنابيب إلى مصر.

وبعد وصول مصر إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغاز الطبيعي لمدة خمس سنوات، وبدء تصدير الفائض، حدث تراجع مفاجئ في معدلات الإنتاج، مما أدى إلى عجز في توفير الوقود لمحطات الكهرباء، وأعاد مصر إلى تخفيف الأحمال وقطع التيار الكهربائي لساعات.

وفي وقت سابق هذا الشهر، كشف مصدر مسؤول لبلومبيرغ الشرق أن القاهرة خفضت وارداتها من الغاز المسال عبر مركب التغويز في ميناء العين السخنة بمقدار الثلث إلى 500 مليون قدم مكعب يوميا، بسبب تراجع استهلاك محطات الكهرباء من الغاز الطبيعي.

وتستهلك محطات الكهرباء المصرية حاليا نحو 3.5 مليار قدم مكعب غاز يوميا، مقارنةً بحوالي 4.2 مليار قدم مكعب يوميا خلال أشهر الصيف الماضي. كما تستهلك ما يصل إلى ألف طن مازوت يوميا بدلا من 30 ألف طن يومياً خلال الأشهر الماضية.

وباشرت الحكومة منتصف العام الحالي سداد مستحقات شركات النفط والغاز الأجنبية المتأخرة وفقا لجدولة تم الاتفاق عليها، إلى جانب آليات تحفيز من ضمنها السداد الدوري لقيمة حصة الشركاء من الإنتاج حتى لا تتراكم المديونيات مرة أخرى.

10