سكان غزة يائسون: أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت لن يوقفا إسرائيل

غزة – لم يشهد سكان غزة الجمعة ما يدعوهم إلى الأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال اللذان أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، فيما قال مسعفون إن 21 شخصا على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية جديدة.
وذكر مسعفون أن ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة استهدفت منزلا في حي الشجاعية بمدينة غزة في شمال القطاع. كما قُتل ثلاثة آخرون في غارة بالقرب من مخبز، وقُتل صياد أثناء توجهه إلى البحر. وقُتل تسعة أشخاص في ثلاث غارات جوية شنتها إسرائيل في وسط وجنوب القطاع.
وفي الوقت نفسه، توغلت القوات الإسرائيلية أكثر في الشمال وكثفت القصف في هجوم رئيسي تشنه منذ أوائل الشهر الماضي.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى منع مقاتلي حركة حماس من شن هجمات وإعادة تنظيم صفوفهم. ويعبّر سكان عن مخاوفهم من أن يكون الهدف هو إخلاء جزء من القطاع بشكل دائم ليكون منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وتحدث سكان في البلدات الثلاث المحاصرة في الشمال، وهي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، عن تعمد القوات الإسرائيلية تفجير العشرات من المنازل.
واعتبر سكان في غزة قرار المحكمة الجنائية الدولية بالسعي إلى اعتقال اثنين من الزعماء الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب بمثابة اعتراف دولي بمحنة القطاع. لكن الواقفين في طابور للحصول على خبز من أحد المخابز في مدينة خان يونس بجنوب القطاع يشكّون في أن يكون لهذا القرار أي تأثير.
وقال صابر أبوغالي، وهو ينتظر دوره بين الناس، “القرار لا ولن ينفذ لأن إسرائيل تحميها أميركا ولها حق الفيتو في كل حاجة، أما إسرائيل فلا ولن تحاسب.”
وأشار سعيد أبويوسف (75 عاما) إلى أنه حتى لو تحققت العدالة فسيكون ذلك بعد تأخير عقود “المحكمة الجنائية الدولية تأخرت كتير، إلنا فوق الستة وسبعين عام بنسمع قرارات اللجنة هذه ولا تنفذ ولا تطبق ولا تعمل إلنا أي شيء.”
وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023 والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 44 ألف فلسطيني تقريبا قُتلوا في غزة منذ ذلك الحين، وتحول جزء كبير من القطاع إلى ركام.
وذكر ممثلو الادعاء في المحكمة أن هناك أسبابا كافية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت مسؤولان جنائيا عن ممارسات تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع سلاحا في الحرب في إطار “هجوم واسع وممنهج ضد السكان المدنيين في غزة.”
كما أصدرت المحكمة أمر اعتقال لمحمد الضيف قائد كتائب عزالدين القسام الذراع العسكرية لحماس، الذي تقول إسرائيل إنها قتلته في غارة جوية في يوليو، إلا أن حماس لم تؤكد أو تنف مقتله.
وندد سياسيون إسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية بأمري الاعتقال واعتبروا أنهما صدرا بناء على تحيز واستنادا إلى أدلة كاذبة. وتقول إسرائيل إن المحكمة ليست مختصة بنظر قضايا الحرب. وأشادت حماس بأمري الاعتقال باعتبارهما خطوة مبدئية صوب تحقيق العدالة.
وتعثرت جهود الوسيطين، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتريد حماس التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، في حين تعهد نتنياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على الحركة.