رسالة إسرائيل إلى إيران عبر هجوم تدمر: سنلاحقكم على كامل الجغرافيا السورية

إسرائيل تعدل بنك أهدافها في سوريا بعد انكشاف خطط إيران والجماعات التابعة لها في إعادة انتشار قواتها في سوريا لتجنب المزيد من الخسائر.
الخميس 2024/11/21
تصعيد إسرائيلي في سوريا

دمشق- وسعت إسرائيل من نطاق استهدافها للمجموعات التابعة لإيران في سوريا، في رسالة موجهة إلى طهران من أنها مستعدة لملاحقة قواتها وأذرعها على كامل الجغرافيا السورية.

وركزت إسرائيل في السابق أهدافها على مواقع تمركز القوات التابعة للحرس الثوري الإيراني ومجموعات موالية له على غرار حزب الله اللبناني، في العاصمة دمشق وأريافها، وفي الجنوب السوري، وبالقرب من الجولان والحدود اللبنانية، ومنطقة الساحل.

◄ الضربات الإسرائيلية الأخيرة كانت على مقربة من مدينة تدمر الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام

ونادرا ما كان الجيش الإسرائيلي يشن غارات على وسط سوريا أو شرقها، ويبدو أن إسرائيل عدلت بنك أهدافها، لتطال المنطقتين، وهذا يعود وفق متابعين إلى انكشاف خطط إيران والجماعات التابعة لها في إعادة انتشار قواتها في سوريا لتجنب المزيد من الخسائر.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية، الأربعاء عن مقتل 36 شخصاً وإصابة أكثر من خمسين بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.

وقال مصدر عسكري في وزارة الدفاع “شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه منطقة التنف مستهدفا عددا من الأبنية في مدينة تدمر بالبادية السورية ما أدى إلى ارتقاء 36 شهيدا وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالأبنية المستهدفة والمنطقة المحيطة.”

من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في المملكة المتحدة، بأن الحصيلة ارتفعت إلى 41 قتيلاً “هم سبعة سوريين موالين لإيران و22 من غير السوريين، غالبيتهم من العراقيين من كتائب النجباء، إضافة إلى عنصر من حزب الله، فيما جنسيات الباقين غير معلومة حتى اللحظة.”

وتزايدت الضربات منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. وكثفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هذه الضربات داخل الأراضي السورية، فيما يلتزم النظام السوري الصمت، وسط مؤشرات على أن هذا الموقف بات مثار غضب إيران، وأذرعها.

◄ إسقاط نعيم قاسم اسم سوريا من جبهة إسناد غزة يؤكد أن العلاقة مع دمشق في أسوأ فتراتها
◄ إسقاط نعيم قاسم اسم سوريا من جبهة إسناد غزة يؤكد أن العلاقة مع دمشق في أسوأ فتراتها

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، تجاهل الأربعاء، ذكر سوريا في حديثه عن الأطراف التي دعمت “الحق”.

وقال قاسم، في كلمة مصورة “يشرفنا أن نكون من القلة الذين دعموا الحق” (للإشارة إلى جبهة إسناد غزة) مع العراق واليمن وإيران، بينما العالم كله يتفرج.”

ويرى متابعون أن إسقاط اسم سوريا من جبهة إسناد غزة، لا يمكن اعتباره عفويا، وهو يؤكد أن العلاقة مع دمشق في أسوأ فتراتها.

وحرصت دمشق منذ اندلاع الحرب في سوريا على اتخاذ موقف متمايز، حيث كانت نادرا ما تدلي بمواقف، كما منعت المظاهرات الداعمة لمحور المقاومة.

وأتت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مقربة من مدينة تدمر الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي للبشرية نظرا لآثارها القيمة.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

2