44 فيلما تؤرخ لأهم محطات السينما الجزائرية منذ بدايتها إلى اليوم

كتاب "السينما الجزائرية في 44 درسا" يتناول كل تاريخ السينما الجزائرية وما قدمته من أفلام.
الثلاثاء 2024/11/19
نماذج بارزة من السينما الجزائرية

الجزائر - يتناولُ الباحثُ الجزائري محمد بجاوي، في كتابه الصادر باللغة الفرنسية تحت عنوان “السينما الجزائرية في 44 درسا”، موضوع السينما الجزائرية، ويقدمها إلى القارئ، منذ ظهورها إلى غاية اليوم، عبر تحليل أبرز الأعمال السينمائية التي أنتجتها الجزائر.

وأكد أحمد بجاوي، لدى تقديم هذا الكتاب على هامش فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، على أن هذا الإصدار سيكون متوافرا قريبا في طبعة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أن عنوان الكتاب “السينما الجزائرية في 44 درسا”، معناه “تقديم قراءة نقدية جديدة للسينما الجزائرية، منذ نشأتها إلى اليوم.”

وأضاف بجاوي، وهو من أهم المختصين في تاريخ السينما في الجزائر، “تناولت موضوع السينما الجزائرية منذ فترة الاستعمار، واخترتُ 44 فيلما نماذج حقيقية بارزة للسينما الجزائرية، أذكر منها مثلا فيلم ‘وقائع سنوات الجمر’ (1975)، للمخرج محمد الأخضر حمينة، إضافة إلى كل الأفلام التي أُنتجت في فترة ظهور هذا الفيلم، وبنفس المضمون، كما قدمتُ الفترة من 1953 حتى 1954، وتناولتُ كيفية تطور المجتمع الجزائري، وقد قمتُ بذلك في هذا الكتاب، ليس من مُنطلق تسجيلي توثيقي بل من خلال مُنطلق تحليلي.”

ف

من جهة أخرى كشف الباحث أن الكتاب لا يتناول فقط مرحلة الثورة، بل يمتد إلى تناول كل تاريخ السينما الجزائرية وما قدمته من أفلام؛ بداية من أول فيلم إلى آخر فيلم أُنتج عام 2024، بعنوان “196 متر/ الجزائر” للمخرج شكيب طالب بن دياب، وقد فاز هذا الفيلم الأخير بالجائزة الكبرى في مهرجان رود آيلاند السينمائي الدولي الثامن والعشرين، وهو يتنافس على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم دولي في الدورة السابعة والتسعين لجوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما.

واعتبر مؤلف الكتاب أن هذا الإصدار يُمثل تثمينًا لبعض الأعمال السينمائية الجزائرية، ومحاولة للوقوف عندها، وهو ما فعله مثلا مع فيلمي “نوة” (1972) للمخرج عبدالعزيز طلبي، و”أولاد نوفمبر” (1975) للمخرج موسى حداد، وذلك من أجل تحقيق نوع من التوازن، لأن بعض الأفلام، بحسب ما يؤكده أحمد بجاوي، نالت أكثر مما تستحق من الشهرة، في حين أن أفلاما أخرى أكثر احترافًا وأهمية من الناحية الفنية كانت قليلة الحظ من حيث الحضور والاهتمام.

وقد تضمن الكتاب صور العديد من ملصقات الأفلام، إضافة إلى بعض المشاهد وصور الأبطال ونجوم السينما الذين صنعوا أمجاد الفن السابع في الجزائر وأوصلوه إلى العالمية، وهو ما يُمكن المهتمين بمجال السينما، وحتى القُراء العاديين، من الاحتفاظ بهذا الكتاب كمرجع، خاصة إذا تعلق الأمرُ بأولئك الشباب الذين لم يسبق لهم أن شاهدوا تلك الأفلام التي أنجزت في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

يُشار إلى أن الدكتور أحمد بجاوي، مؤلف هذا الكتاب، من مواليد 1943، وهو خريج معهد الدراسات العليا في السينما بباريس (فرنسا)، وحاصلٌ أيضا على درجة الدكتوراه في الآداب والسينما الأميركية، وهو منتجٌ وناقدٌ سينمائي، وفاعلٌ رئيسٌ، منذ إنشاء مكتبة السينما الجزائرية في 1966، ولا يزال إلى اليوم يقوم بتدريس مادة السينما ويُشارك في تطويرها.

وقد سبق له أن أصدر العديد من الكتب في مجال السينما، أبرزُها “السينما وحرب التحرير” (2014)، و”الأدب والسينما العربية” (2016)، و”صور ووجوه في قلب معركة تلمسان” (2016).

13