حزب الله يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية مع زيارة كاتس للحدود الشمالية

بيروت - رفعت الحرب بين حزب الله وإسرائيل مستوى التصعيد العسكري والسياسي، إلى حدوده القصوى، الأربعاء على وقع مسيّرات كثيفة أطلقت باتجاه العمق الإسرائيلي، وعشرات الغارات الجوية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت أوقعت ثمانية قتلى، ومقتل ستة جنود إسرائيليين في مواجهات في جنوب لبنان.
وبينما تبنى حزب الله سلسلة هجمات بالمسيّرات والصواريخ على قاعدتين إسرائيليتين إحداهما تضمّ مقرّ وزارة الدفاع وهيئة الأركان، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس بعدم تخفيف الوتيرة في الحرب على الحزب المدعوم من إيران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ستة جنود في جنوب لبنان، ما يرفع إلى 47 حصيلة العسكريين الذين سقطوا في المعارك الدائرة مع حزب الله منذ بدء الهجوم البرّي على الأراضي اللبنانية في 30 سبتمبر. وهي أعلى حصيلة قتلى يتكبّدها الجيش الإسرائيلي في مواجهة واحدة منذ بدء العمليات البرية في جنوب لبنان.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ملابسات الجنود الستة قائلة "تحركت القوة في المنطقة الليلة الماضية، ضمن عملية قامت بها الفرقة 36 (مدرعات) لتمشيط الأراضي اللبنانية قرب الحدود".
وأوضحت "يكشف تحقيق أولي أن القوة دخلت مبنى قرب الساعة العاشرة صباحا (+3 ت.غ) لم تكن القوات الإسرائيلية قد عملت فيه بعد". وأضافت "قام المخربون (مقاتلو حزب الله) الذين نصبوا الكمين في المكان بإطلاق النار على القوة الإسرائيلية من مسافة قصيرة جدا".
وتابعت "يحقق الجيش الإسرائيلي في الاشتباه بأن المخربين خرجوا من فتحة تحت الأرض، وبالتالي لم يصابوا في الهجمات التي سبقت دخول القوة الإسرائيلية".
وفيما يتعلق بالاشتباك، قالت "يديعوت أحرونوت" "نشبت معركة شرسة من مسافة قصيرة داخل المبنى، وقُتل واحد على الأقل من المخربين. واستمر القتال في المنطقة لعدة ساعات أخرى حتى تمت السيطرة على الساحة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد الأربعاء خلال أول زيارة له منذ تسلّمه منصبه الأسبوع الماضي، إلى قاعدة قيادة الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل، "لن نقوم بأي وقف لإطلاق النار ولن نخفّض الوتيرة ولن نسمح بأي اتفاق لا يتضمّن تحقيق أهداف الحرب، لا سيّما منها حقّ إسرائيل في التصّرف منفردة ضدّ أيّ نشاط إرهابي".
ويرفض لبنان منح إسرائيل حرية الحركة في لبنان بعد وقف إطلاق النار، وهو موقف أكده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأربعاء بالقول "نرفض أي شروط تشكل تجاوزاً للقرار 1701"، فيما أكد النائب عن حزب الله، حسن فضل الله، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لن يأخذ بالسياسة ما يعجز عنه بالحرب، وبلدنا لن يخضع لشروط العدو، وهو لن يتمكَّن بالقتل والتدمير أن ينتزع منَّا أرضنا أو نسمح له بالمس بسيادتنا الوطنية من خلال شروطه وضغوطه لفرض واقع جديد على لبنان وجنوبه بالتحديد".
وتابع في تصريح له في مجلس النواب "واهم هذا العدو أو من يعتقد أنَّ هذه الوحشية الإسرائيلية يمكن أن تدفعنا للقبول بشروط العدو بل اليوم نحن أكثر من أي وقت مضى تمسكاً بمقاومتنا وبحقنا المشروع في الدفاع عن بلدنا لمنع احتلاله أو إخضاعه لشروط العدو".
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "المواقف تصبح أكثر تشدّدا" في الجانب الإسرائيلي، مضيفا "اليوم، نسمع في إسرائيل أصواتا ترتفع لتقول إن الأهم هو أن تحتفظ إسرائيل في كل وقت بالقدرة على ضرب لبنان".
ومساء، قال الجيش الإسرائيلي إن "قرابة ستين مقذوفا" أطلقت الأربعاء من لبنان في اتجاه إسرائيل.
وأعلن حزب الله استهدافه للمرة الأولى قاعدة الكرياه في مدينة تل أبيب حيث يقع مقرّ وزارة الدفاع الإسرائيلية، بطائرات مسيّرة. ثم أفاد في وقت لاحق عن استهداف المنطقة ذاتها بصواريخ بالستية.
وردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، قال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "لن يرد على مزاعم حزب الله".
كما أعلن حزب الله استهداف شركة صناعات عسكرية، وقاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب.
كما أعلن الحزب إطلاق رشقة صاروخية ليل الأربعاء استهدفت "تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة سعسع" في شمال إسرائيل.
وبعد عام على فتح حزب الله اللبناني جبهة عبر الحدود إسنادا لحليفته حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، كثّفت الدولة العبرية في 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3360 شخصا في لبنان غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وقتل معظمهم منذ سبتمبر الماضي، غير أنّ حزب الله توقّف عن نعي مقاتليه الذين يقضون في القتال منذ 27 من سبتمبر بشكل خاص، عندما اغتيل أمينه العام حسن نصرالله بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعرّضت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الأربعاء الخميس لغارات إسرائيلية بعد توجيه الجيش الاسرائيلي إنذارات بإخلاء مبان فيها، في أعقاب سلسلة من ثلاث ضربات جوية استهدفت معقل حزب الله خلال 24 ساعة.
وأظهر لقطات الدخان يتصاعد من منطقة شملتها الانذارات التي وجهها الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي قبل ساعة.
والضاحية التي كان يسكنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقا للتقديرات، غادرها معظم سكانها منذ بدء إسرائيل بشنّ غارات مكثّفة عليها في نهاية سبتمر. لكن العديد منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم.
وطالت الغارات الأربعاء مباني خصوصا في منطقتي الغبيري وحارة حريك، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء هاتين المنطقتين.
من ناحية أخرى، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت مبكر الأربعاء عن غارة اسرائيلية استهدفت شقة سكنية في منطقة عرمون التي لا تشكّل جزءا من المناطق المحسوبة على حزب الله تقليديا.
وقالت وزارة الصحة في حصيلة محدّثة مساء الأربعاء إنّ الغارة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص "من بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء"، مشيرة الى إصابة 17 شخصا بجروح.
وشوهد في موقع الغارة مسعفين يعملون على رفع أنقاض مبنى مؤلف من أربعة طوابق، انهارت ثلاثة منها.
ودان مجلس الأمن الدولي الأربعاء الهجمات التي تعرّضت لها في الأسابيع الأخيرة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، داعيا "كل الأطراف" إلى ضمان سلامة عناصرها.