واشنطن تريد اتفاقا سريعا في غزة بعد تعليق الدوحة وساطتها

واشنطن - أكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها ما زالت تأمل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، على رغم إعلان قطر تعليق وساطتها بين إسرائيل وحماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل "نواصل متابعة عدد من المبادرات لضمان الإفراج عن الرهائن. هذا العمل مستمر. لم نفقد الأمل".
وتابع "من المحوري بالنسبة إلينا أن نبرم اتفاقا في أسرع وقت ممكن، خصوصا للتمكن من إعادة الرهائن المتبقين الى عائلاتهم".
وأعلنت قطر السبت أنها علّقت وساطتها بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما أضعف الآمال المتدنية أساسا بشأن تحريك المباحثات الهادفة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في القطاع الفلسطيني.
وأتاحت الوساطة التي قادتها قطر ومصر والولايات المتحدة، تحقيق هدنة لأسبوع أواخر نوفمبر تخللها الإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع وأسرى فلسطينيين من سجون الدولة العبرية. لكن الجهود فشلت في تحقيق أي خرق على مدى الأشهر اللاحقة.
وأعلنت قطر أنها أبلغت الأطراف المعنيين "بأنها ستعلّق جهودها في الوساطة... وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية" في القطاع.
وأدت قطر التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة وتستضيف المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، دورا محوريا في الوساطة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
وفي بيان السبت، اعتبر المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن التقارير الصحافية عن نية الدوحة غلق مكتب الحركة هي "غير دقيقة".
وأوضح أن "الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفا لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولا إلى تبادل الأسرى والرهائن من النساء والأطفال في نوفمبر من العام الماضي".
وكان مصدر دبلوماسي أفاد بأن "القطريين أبلغوا الإسرائيليين وحماس أنه طالما هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه".
وكان مكتب حماس قد فتح في الدوحة بموافقة ضمنية من الولايات المتحدة وإسرائيل لتوفير طريقة للتواصل مع الحركة والسعي لإبعادها عن إيران.
وقال باتيل بشأن مكتب حماس "كنا شديدي الوضوح... مع الدول في العالم بأن الأمور مع حماس بالتأكيد لا يمكن أن تستمر كما درجت العادة".
وقد أدى وجود حماس إلى دفع قطر بشكل متزايد إلى مرمى نيران أجزاء من الحزب الجمهوري الأميركي، الذي يعود إلى السلطة مع فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات.
وينظر الفلسطينيون بكثير من القلق من تداعيات صعود ترامب بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل وعلاقته الشخصية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن ترامب تعهد بالعمل على وقف الحرب على غزة وإطلاق سراح الرهائن لكن ذلك سيكون رهين الضغوط على الدولة العبرية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43665 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.