أيرباص تدافع عن التجارة الحرة وسط تنامي التوترات العالمية

تشوهاى (الصين) - دافعت شركة صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص عن التجارة الحرة حول العالم، حيث تواجه هذه الصناعة مجموعة متزايدة من التوترات الاقتصادية. وقال جورج شو الرئيس التنفيذي لعمليات الشركة في الصين إن أيرباص "مؤيدة بشدة للتجارة الحرة" وأن وجودها هناك كان بمثابة عرض للتعاون الجيد بين بكين وأوروبا.
وشاب العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين نزاع بشأن المركبات الكهربائية، بينما تواجه أيرباص أيضا صدعا جديدا محتملًا عبر الأطلسي بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية بتعهد بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق.
وردا على سؤال عما إذا كانت أيرباص قلقة بشأن احتمال فرض رسوم جمركية نتيجة لتصاعد التوترات التجارية بين الصين وأوروبا، أكد شو أن المجموعة الأوروبية “ترى أن التجارة الحرة حيوية للازدهار العالمي.”
وقال في إشارة إلى المحادثات الجارية بين بكين وبروكسل بشأن تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين “نتطلع إلى معرفة ما إذا كان هناك بعض التقدم في هذه المناقشات.” وأضاف “لسنا خائفين من المنافسة ونريد أن نركز مواردنا على تطوير السوق الصينية وتطوير الشراكات مع الشركاء الصينيين.”
وتفوقت أيرباص على منافستها الأميركية بوينغ كمورد لشركات الطيران الصينية خلال الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين الذي بدأ خلال ولاية دونالد ترامب الأولى.
وانخرطت شركتا الطائرات العملاقتان في حرب تجارية استمرت 18 شهرا بشأن الإعانات بين التكتل والولايات المتحدة، والتي تضمنت تعريفات متبادلة امتدت إلى قطاعات أخرى مثل المواد الغذائية والسلع الفاخرة قبل إعلان هدنة لمدة خمس سنوات في 2021.
وقال شو، متحدثًا للصحافيين في أكبر معرض جوي في الصين في مدينة تشوهاى إن “أيرباص تعمل على تعميق سلسلتها الصناعية في الصين”، مشيرًا إلى أنها مهمة للبصمة العالمية لشركة إيرباص.
والمكونات التي تنتجها الشركات الصينية موجودة في جميع طائرات أيرباص التجارية قيد الإنتاج. وأوضح شو أن الشركة تأمل في أن ترى سلسلتها الصناعية الصينية تزود العملاء العالميين بالإضافة إلى الزبائن المحليين.
وأنشأت أيرباص لأول مرة وجودا رسميا لها في الصين في 1994 ودشنت أول خط تجميع لها خارج الدول الأوروبية الأربع المؤسسة لها في تيانجين في عام 2008. وهي الآن تجمع عائلة طائرات الركاب ذات الممر الواحد أي 320 نيو في مدينة الميناء الشمالية.
ويشير شو في حديثه إلى أن ربع عمليات التسليم من تيانجين في عام 2024 كانت لشركات طيران غير صينية بما في ذلك إيزي جيت وويزير. ومع ذلك، أشار إلى تأخير محتمل لعدة أشهر في افتتاح خط تجميع ثانٍ لشركة إيرباص في تيانجين، قائلاً إنه “سيبدأ العمليات في بداية عام 2026.”
ووافقت أيرباص على بناء الخط الجديد خلال زيارة دولة للصين قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شهر أبريل 2023، في خطوة لتعزيز الوصول إلى ثاني أكبر سوق للطيران في العالم. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أيرباص جيوم فوري للصحافيين في ذلك الوقت إن “الخط الإضافي سيُفتتح في النصف الثاني من عام 2025.”
وأكد شو أن شهادة الصين لطائرتها النفاثة أي 330 نيو تسير بسلاسة وأن أول تسليم للطراز عريض البدن في البلاد قد يأتي في العام المقبل. كما توقع أن يشهد برنامج تحويل طائرة الركاب إلى طائرة شحن أي 330 تطوراً سريعاً في البلاد.