ميني تعول على مفهوم الاستدامة لابتكار سيارات المستقبل

الاتجاه الجديد في عالم السيارات يقود نحو الوعي البيئي باللجوء إلى المواد الخام المتجددة والطبيعية والمعاد تدويرها.
الأربعاء 2024/11/13
الانسجام مع البيئة في كل التفاصيل

لندن- تعول شركة ميني على مفهوم الاستدامة في المستقبل، وتسعى لتوخي نموذج أعمال في تصنيع سياراتها الحديثة بحيث يكون محايدا للمناخ بحلول عام 2050.

ويقود الاتجاه الجديد في عالم السيارات نحو الوعي البيئي باللجوء إلى المواد الخام المتجددة والطبيعية والمعاد تدويرها، وهو وضع بات أكثر تركيزا من قبل الكثير من المصنعين.

ومع ذلك، يواجه هذا الاتجاه المتزايد نحو بيئة أنظف، بعض التحديات التي تتغلب عليها شركات إنتاج السيارات من خلال تقنيات التصنيع الحديثة وإيجاد مواد تصمد أمام الاحتياج المستمر والدائم. وأوضحت الشركة البريطانية أنها تسعى لخفض إنتاج ثاني أكسيد الكربون من خلال التركيز على عملية تصنيع المواد؛ حيث سيتم الاعتماد على المواد المحبوكة ثنائية الأبعاد بدلا من الجلود التقليدية في المقصورة الداخلية.

◄ المواد المعاد تدويرها تشكل حوالي 20 في المئة من مكونات سيارة بي.أم.دبليو إي 3 الكهربائية، على سبيل المثال، و15 بالمئة في الموديلات التقليدية

وأشارت الشركة التابعة لشركة بي.أم.دبليو الألمانية إلى أنها اعتمدت بالفعل على المواد المحبوكة ثنائية الأبعاد في سيارتها أسيمان، التي تنتمي إلى فئة متعددة الأغراض (أس.يو.في)، وذلك في تصنيع لوحة القيادة وألواح الأبواب مساحات التخزين المختلفة.

كما سيتم الاعتماد على هذه المواد في المقصورة للطرازين كونتريمان وكوبر. وتخطط ميني أيضا لامتلاك مقصورات سيارات قابلة لإعادة التدوير بالكامل بمجرد وصول السيارة إلى نهاية عمرها الافتراضي.

ودون التصنيع المستدام، لا يمكن أن يكون هناك تنقل صديق للبيئة. ولهذا السبب، تسعى بي.أم.دبيلو إلى تحقيق أقصى قدر من الاستدامة مع المواد الخام لديها وفي مصانعها.

ويبدأ التنقل المستدام من بوابة استخراج المواد الخام وأثناء الإنتاج، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمركبات الكهربائية، حيث أن إنتاج البطاريات يتطلب الكثير من الطاقة.

◄ الشركة ستعتمد على على المواد المحبوكة ثنائية الأبعاد في الطرازين كونتريمان وكوبر

ولا يمكن للاقتصاد الدائري أن ينجح إلا إذا تم التخلص من أقل قدر ممكن من النفايات، بمعنى آخر، إذ لم ينته الأمر بالنفايات في المكب أو محرقة بل أعيد استخدامها بدلاً من ذلك.

وإنتاج ما يقرب من 2.5 مليون مركبة من مجموعة بي.أم.دبليو سنويًا يولد نفايات تقدر بحوالي 780 ألف طن منها. ويشمل ذلك مواد التعبئة والتغليف للمكونات، بالإضافة إلى الفولاذ وقطع من أغطية المقاعد.

وتوجد موارد قيمة في هذه المواد المتبقية، ولهذا السبب يتم إعادة تدوير 99 في المئة من النفايات في مصانع الشركة. ومع معدل إعادة التدوير هذا، تضع ميني مع شركتها الأم الأساس للسيارات المستدامة منذ مرحلة الإنتاج.

وعدم التخلص من الكثير هو شيء واحد، وفي مصلحة الاقتصاد الدائري، يجب أن يكون الهدف استخدام أكبر نسبة ممكنة من المواد المعاد تدويرها.

كما يساعد هذا أيضًا في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تتطلب المعادن مثل الألومنيوم قدرا كبيرا من الطاقة أثناء الإنتاج، وبالتالي تكون لها بصمة كربونية كبيرة.

وتستخدم بي.أم.دبليو بالفعل ما يُعرف بـ”المواد الثانوية” في العديد من المجالات. وفي حالة المكونات البلاستيكية، على سبيل المثال، تبلغ نسبة البلاستيك المعاد تدويره 15 في المئة والهدف هو زيادة هذه النسبة إلى 25 في المئة في الأمد المتوسط. وعندما يتعلق الأمر بالمعادن، فقد ذهبت الشركة إلى أبعد من ذلك، حيث تستخدم أجزاء الألومنيوم المصبوب بالفعل 40 في المئة من المواد المعاد تدويرها.

وهناك طريقة أخرى تعمل بها بي.أم.دبليو على تقليل البصمة الكربونية للشركات في شكل 18 مركبة ثقيلة لنقل المكونات من الموردين إلى مصنع ميني في أكسفورد، عبر 15 طريقًا مختلفًا حول المملكة المتحدة.

◄ الشركة تخطط لامتلاك مقصورات سيارات قابلة لإعادة التدوير بالكامل بمجرد وصول المركبة إلى نهاية عمرها الافتراضي

وتشكل المواد المعاد تدويرها حوالي 20 في المئة من مكونات سيارة بي.أم.دبليو إي 3 الكهربائية، على سبيل المثال، و15 بالمئة في الموديلات التقليدية.

وبحسب نوع التجهيزات، فإن ما يصل إلى 80 في المئة من جميع الأسطح، التي تقع في مجال رؤية السائق، تتشكل من المواد الخام المتجددة أو المواد الخام المستدامة، منها الجلجل (القناف) أو الكينا الأوروبي أو الصوف بدلا من القطن.

وتدخل هذه الخامات في صناعة كسوة الأبواب أو أرضية التحميل أو طبقات الأرضية. وفي الجيل الحالي من أيقونتها غولف يوجد أكثر من 100 مكون من المواد الخام المتجددة.

يشار إلى أن استخدام هذه الخامات ينطوي على بعض المشكلات، مثل مشكلة الرائحة المنبعثة منها والتي يمكن التغلب عليها من خلال عمليات تصنيع مناسبة، فضلا عن أن هذه المواد لا تتوفر للإنتاج بشكل دائم.

15