مذكرة توقيف بحق رجل أعمال تونسي بشبهة فساد بأكبر مزارع الزيتون

تونس - أصدر القضاء التونسي الاثنين مذكرة توقيف في حق رجل أعمال ورئيس فريق رياضي بارز بشبهة ضلوعه في فساد في إدارة ضيعة زيتون مملوكة للدولة، على ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وقام الرئيس قيس سعيّد نهاية أكتوبر الفائت بزيارة ميدانية إلى "هنشير الشعّال"، أهم ضيعات انتاج الزيتون في تونس وتقع في صفاقس (وسط شرق)، وندد بممارسات فساد مالي في إدارة الضيعة.
ووصف سعيد عملية بيع 37 جرارا فلاحيا تابعة لـ"هنشير الشعال" في بتة بقيمة 167 الف دينار بتعلة أنها مسقطة بـ''غير الطبيعية''، مشيرا إلى وجود سوء تصرف في أملاك الدولة.
وقال سعيّد "لا مجال للتفريط في ملك الشعب التونسي، حرب التطهير ضد الفساد ستستمر دون هوادة".
فتح إثر ذلك القضاء تحقيقا في شبهات فساد في إدارة الضيعة.
وأوردت إذاعة "موزييك اف ام" الخاصة الاثنين أن "قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق رئيس النادي الصفاقسي ورجل الأعمال عبدالعزيز المخلوفي وذلك على ذمة القضية المتعلقة بشبهات الفساد المالي والإداري بهنشير الشعّال".
ويلاحق في القضية خمسة عشر شخصا، من بينهم وزير الزراعة الأسبق سمير بالطيب وعدة مسؤولين كبار في الوزارة، وفق ذات المصدر.
ويترأس عبدالعزيز المخلوفي النادي الرياضي الصفاقسي، أحد أهم نوادي كرة القدم في الدوري التونسي، وهو الرئيس المدير العام لشركة "سي إتش أو" التي تدير ضيعة "الشعّال" لزراعة الزيتون وانتاج الزيت وتصديره إلى الأسواق الخارجية.
وتعد غابة الشعّال حوالي 400 ألف شجرة منتجة للزيتون، وهي ثاني أكبر غابة زيتون في العالم من حيث المساحة البالغة 5.18724 هكتار، وتشغل حوالي 435 عاملا قارا، وحوالي 385 عاملا عرضيا. وهي على ملك الدولة التونسية وتحت تصرفها وإدارتها من الجني إلى المتابعة الزراعية ثم تحويل الزيتون إلى زيت.
وتحتوي ولاية (محافظة) صفاقس على حوالي 396 ألف هكتار من غابة الزيتون منها 63 في المئة غابة مطرية و37 في المئة مساحة مروية.
والتهم التي وُجهت إلى المخلوفي تتعلق بسوء الإدارة والتسبب في انخفاض الإنتاجية، بالإضافة إلى شبهات فساد مالي مثل سرقة المحروقات وتدهور التجهيزات الفلاحية.
والأحد قام سعيّد الذي يرفع لواء مقاومة الفساد، بزيارة لضيعة أخرى مملوكة للدولة في وسط البلاد وطالب كذلك بفتح تحقيق قضائي في شبهات فساد.
وتتوقع تونس زيادة تناهز 50 بالمئة في صادراتها من زيت الزيتون عام 2024، وفقا للديوان الوطني للزيت (حكومي)، وهو من أبرز موارد العملة الصعبة.