التنمر داخل الوسط المدرسي.. التزام راسخ للمغرب بمكافحة الظاهرة

دراسة رسمية حول العنف في الوسط المدرسي كشفت عن وجود ظاهرة مقلقة لا تزال تسود بعض المؤسسات التعليمية بالمغرب.
الثلاثاء 2024/11/12
مساع حثيثة للتصدي للتنمر

الرباط ـ تكافح المملكة المغربية كل أشكال العنف والتنمر بالوسط المدرسي، بما في ذلك التنمر الإلكتروني، على اعتبار أن العنف بالمدرسة بكافة أشكاله يشكل مساسا بحقوق الطفل والمراهق وبصحتهما وتعليمهما.

ويتوخى المغرب التوعية بأهمية مكافحة التنمر المدرسي من أجل مؤسسات تعليمية آمنة ودامجة، ويبذل جهودا دؤوبة قصد التصدي لهذه الظاهرة الآخذة في التنامي.

وتلتزم المملكة بشكل فعال بحماية الأطفال من الآثار المدمرة للتنمر المدرسي والإلكتروني من خلال تبني إستراتيجيات ومبادرات متعددة وتنظيم حملات تهدف إلى توعية الطلاب والكوادر التربوية وأولياء الأمور بمختلف أشكال التنمر وتداعياته على الصحة النفسية والجسدية للأطفال.

وكان المرصد الوطني لحقوق الطفل، تحت الرئاسة الفعلية للأميرة للا مريم، رئيسة المرصد، قد أطلق يوم التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، حملة توعوية تحت شعار “لنعمل معا”، والرامية إلى مكافحة التنمر داخل الوسط المدرسي والوقاية منه.

ويتضمن برنامج هذه الحملة، التي تجسد عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع، على الخصوص، عرض كبسولة توعوية، أعدها أخصائيون في الطب النفسي للأطفال، داخل 3770 مؤسسة تعليمية ثانوية وإعدادية مجهزة بقاعات وحقائب متعددة الوسائط، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

المملكة تلتزم بشكل فعال بحماية الأطفال من الآثار المدمرة للتنمر المدرسي والإلكتروني من خلال تبني إستراتيجيات ومبادرات متعددة

وتأتي أهمية هذه الحملة بالنظر إلى خطورة التنمر في الوسط المدرسي، وتداعياته على الصحة النفسية للطفل، والتي لا تؤدي فقط إلى الانقطاع عن الدراسة، بل قد تتجاوزه في مرحلة ثانية إلى العزلة الاجتماعية والانسحاب النفسي. وفي حال لم يتم التعرف على الطالب كضحية، قد يصاب هذا الأخير بقلق مدرسي أو اكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى قد تؤدي به إلى الانتحار.

وتهدف هذه الكبسولة، التي لا تتجاوز مدتها دقيقتين، والتي تم إعدادها باللغة العربية مرفوقة بترجمة إلى الفرنسية، على أن يتم إعدادها لاحقا باللغة الأمازيغية، إلى التعريف بالتنمر في الوسط المدرسي والتمكن من رصده بكل أشكاله، إلى جانب توعية التلاميذ بمخاطره وتأثيره على صحتهم النفسية، وتعزيز قيم التضامن واللطف داخل جميع المدارس.

وأكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في دورية لها، حرصها على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل تنظيم ورشات داخل الأقسام المدرسية بعد عرض الكبسولة، تشرف عليها الكوادر التربوية، مشيرة إلى أن هذه الكبسولة ستكون متاحة على الإنترنت.

وكشفت دراسة رسمية حول العنف في الوسط المدرسي عن وجود ظاهرة مقلقة لا تزال تسود بعض المؤسسات التعليمية بالمغرب. وأوضح بحث ميداني أعده المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن العنف متفش في المدارس، سواء من طرف الأساتذة ضد التلاميذ أو فيما بين التلاميذ عن طريق السخرية والتنمر وأشكال مختلفة من العنف اللفظي والجسدي.

وأظهر البحث أن 75 في المئة من تلاميذ الابتدائي يتعرضون للعنف داخل الفضاء المدرسي، بينما أفاد 55.9 في المئة من تلامذة المرحلة الثانوية، وخاصة الذكور، بتعرضهم للسخرية والشتائم بدرجات متفاوتة.

وشمل البحث الميداني عينة كبيرة من التلاميذ والتلميذات، حيث أكد 25.2 في المئة من تلاميذ المرحلة الابتدائية أنهم كانوا ضحايا للضرب، في حين صرح 28.5 في المئة بتعرضهم للدفع بشكل عنيف.

وعلق المجلس على هذه النتائج بقلق بالغ، مشيرا إلى أن هذه الممارسات السلبية تؤثر بشكل كبير على البيئة التعليمية، وتهدد بتدني مستوى التحصيل الدراسي وترفع من نسب الغياب المدرسي.

15