موسكو ترفض مشاركة بوليساريو في منتدى الشراكة روسيا - أفريقيا

سوتشي (روسيا) - رفضت روسيا طلبا جزائريا لإشراك جبهة بوليساريو الانفصالية في اجتماعات القمة الوزارية الأفريقية - الروسية التي تنطلق في سوتشي وتستمر يومين. ووجهت روسيا الدعوة للدول الأفريقية الـ54 الأعضاء في الأمم المتحدة من بينها الجزائر التي مثلها وزير خارجيتها أحمد عطاف.

وتعيد موسكو الخطوة ذاتها في القمتين السابقتين روسيا - أفريقيا 2019 (سوتشي) و2023 (سانت بطرسبرغ)، حيث لم توجه روسيا الدعوة لبوليساريو، لتؤكد من جديد عدم اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية" وعدم منحها أي وضع سوى أنها طرف في نزاع إقليمي. ويأتي اجتماع سوتشي بعد أقل من أسبوعين على صدور قرار مجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، الذي تشارك فيه روسيا والجزائر كعضوين.

والأسبوع الماضي، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدعو إلى إيجاد حل سياسي “واقعي ومقبول” للنزاع القائم في الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، في خطوة شملت تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة لمدة عام إضافي.

ويمدّد القرار، الذي قدمته الولايات المتحدة، مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر 2025. وأكد المجلس على ضرورة إيجاد “حل سياسي واقعي وقابل للتحقيق ومستدام، ويحظى بقبول الطرفين”، لإنهاء النزاع المفتعل في المنطقة. وكانت روسيا قد رفضت تعديلات تقدمت بها الجزائر تهم إضافة مراقبة حقوق الإنسان لمهام بعثة المينورسو للقرار الأممي.

ويتزايد بذلك الرفض لمحاولات بوليساريو الدعائية، ويتجلى ذلك في طردها من اجتماعات الشراكات بين أفريقيا والصين، وأفريقيا وكوريا الجنوبية، ومنتدى بالي، إذ لم تتم دعوتها أو مشاركتها. ويهدف الاجتماع الوزاري إلى التحضير للنسخة الثالثة من قمة روسيا - أفريقيا التي تعزز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية.

وسيتم اعتماد إعلان عام وثلاثة إعلانات قطاعية بشأن موضوعات أمن المعلومات الدولي ومكافحة الإرهاب ومنع سباق التسلح في الفضاء. ويشارك في الاجتماع ممثلو الوزارات والمؤسسات الروسية والأفريقية والمؤسسات المالية وقطاع الأعمال والدوائر العامة والعلمية.

ومن المقرر عقد 19 جلسة ومناقشة التنسيق في مجالات مختلفة، مع توجيه اهتمام خاص للتفاعل بين القارة الأفريقية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وتهدف موسكو إلى مناقشة سبل التعاون مع القارة الأفريقية في ظل التوترات مع الدول الغربية بسبب النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا. وأجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الأحد بسوتشي، مباحثات ثنائية مع سيرغي لافروف، وزير الشؤون الخارجية الروسي.

وشكل هذا اللقاء، الذي عقد على هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – أفريقيا، مناسبة للتباحث بشأن القضايا الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء.