"صفقة القرن" تبدو ماضيا مترفا أمام كوابيس عدم وقف ترامب الحرب في غزة

ترامب بعد أن كان العدو الذي سلم القدس إلى إسرائيل بات حلم الكثير من الفلسطينيين على أمل أن ينفذ وعده بوقف الحرب.
الجمعة 2024/11/08
هل ينقلب ترامب على أصدقائه

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - يبدو مشروع دونالد ترامب عن “صفقة القرن” قبل سنوات ماضيا مترفا بالنسبة إلى الفسلطينيين الذين يمنّون اليوم أنفسهم بأن ينفذ ترامب وعده بوقف الحرب في غزة خلال ساعات من فوزه أو من وصوله إلى السلطة.

وقابل الفلسطينيون صفقة القرن برفض مطلق بحجة أنها تقوم على إجبارهم على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل وأنها تمهد لشرعنة الاستيطان وتجعل إسرائيل صاحبة اليد العليا في الضفة. ويبدو كل هذا ترفا ورفاهية إزاء ما يحدث منذ “طوفان الأقصى” -الذي مر عليه أكثر من سنة- من قتل ودمار حوّلا قطاع غزة إلى “أكبر مقبرة في العالم” كما يقول المسؤولون الفلسطينيون.

وتقوم فكرة صفقة القرن على سلام إقليمي مع إسرائيل يحصل فيه الفلسطينيون، مثلما قال ترامب وقتئذ، على مليون فرصة عمل في حال قبولهم بتنفيذ الخطة، كما سيتم خفض معدل الفقر إلى النصف، مع مزايا أخرى مثل ضخ 50 مليار دولار للإنفاق على مشروعات للبنية التحتية والاستثمار على مدى 10 سنوات لكل من الدولة الفلسطينية وجيرانها الأردن ومصر ولبنان.

ومن العدو الذي سلم القدس إلى إسرائيل، بات ترامب حلم الكثير من الفلسطينيين على أمل أن ينفذ وعده بوقف الحرب بأي شكل وبأي صيغة، سواء أكانت استمرارا لصفقة القرن أم نكوصا عليها، المهم الضغط على بنيامين نتنياهو وحماس في الوقت نفسه لوقف الحرب وتجنيب سكان القطاع المزيد من القتل والدمار، وترك الوقت للمفاوضات التي قد تجلب إليهم مكاسب ليس أقلها إقرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أعداد من الأسرى.

وفي حملته الانتخابية وعد ترامب بإنهاء الحروب المستعرة في المنطقة وقال إنه يستطيع “وقف الحروب بمكالمة هاتفية”. ومنحت هذه التصريحات سكان قطاع غزة أملا.

سامي أبوزهري: فوز ترامب يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات
سامي أبوزهري: فوز ترامب يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات

ويرى مراقبون أن فوز ترامب بولاية جديدة لا شك أنه وجه رسالة إلى حماس يفيد مضمونها بأن هامش المناورة محدود، وأن الأفضل لها ولسكان غزة هو المضي قدما في مفاوضات الهدنة وتحقيق مكاسب ولو بالحد الأدنى بدلا من إطلاق يد نتنياهو لمواصلة القتل والتدمير في غزة من دون أفق، وهو الأمر ذاته الذي سيجد حزب الله نفسه أمامه.

وحملت مواقف حماس إشارات إلى الأمل في أن يأتي ترامب بالحل وأن يلتزم بدعوته إلى وقف الحرب، رغم أنها دعوة غير واضحة التفاصيل وقد يكون محورها الضغط لاستسلام حماس عبر الوسطاء أو بالقوة.

وقال القيادي في حماس سامي أبوزهري الأربعاء إن فوز ترامب “يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات”. وأضاف أن “خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم (قيادة الديمقراطيين) الإجرامية تجاه غزة”، ودعا ترامب إلى “الاستفادة من أخطاء” الرئيس جو بايدن.

وطالبت حماس في بيان لها الأربعاء ترامب بـ”وقف الانحياز الأعمى للاحتلال والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية”.

وسيجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه في وضع صعب في ظل تشدد ترامب ومقاربته للسلام، والذي يجعل وضع الفلسطينيين جزءا من ترتيبات إقليمية أوسع، ما يحد من هامش الرفض لديه. ومن شأن معارضة عباس أن تزيد من عزلته.

وكان عباس قد أبدى معارضة لصفقة القرن لأنها تهمل التعاطي السياسي مع الملف الفلسطيني ولا تعطي قيمة لدور السلطة ورئيسها، وأنها تركز على البعد الاقتصادي. وقال عباس في تصريحات سابقة إن حل القضية الفلسطينية يجب أن يبدأ بالقضية السياسية، وإن صفقة القرن التي وصفها بـ”صفقة العار” ستذهب إلى “الجحيم”.

ويرى كثيرون أن ترامب أعطى الأولوية لإسرائيل خلال ولايته، فنقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، وساعد في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية بموجب ما يُعرف باتفاقيات أبراهام. ويعتقد الإسرائيليون أن ترامب سيقدم المزيد من الدعم للدولة العبرية في حربها على حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، فضلا عن المواجهة المرتقبة مع إيران.

1