مذكرة تفاهم بين العراق والسعودية لتعزيز التعاون العسكري

الرياض - وقع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، الاثنين، مع نظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان، مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك بين البلدين، وذللك في خضم تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية الحرب في غزة ولبنان والردود العسكرية بين إسرائيل.
ويأتي توقيع مذكرة التفاهم خلال زيارة غير محددة المدة يجريها العباسي إلى السعودية، وفق بيان لوزارة الدفاع العراقية، في وقت يسعى العراق والسعودية إلى القيام بدور يُخفف حدة الصراع الذي تشهده المنطقة، والاستفادة من علاقاتهما وتأثيرهما على الفاعلين المباشرين وغير المباشرين في الحرب الدائرة في غزة ولبنان.
وذكر البيان أنه "ضمن إطار التعاون الاقليمي المشترك بين العراق ودول الجوار، وصل وزير الدفاع ثابت محمد سعيد العباسي، إلى السعودية على رأس وفد أمني رفيع المستوى".
وأضاف "التقى وزير الدفاع نظيره السعودي، بحضور سفيرة العراق لدى المملكة صفية السهيل".
ولفت البيان إلى أن الوزيرين وقعا "مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك بين العراق والسعودية"، دون الكشف عن تفاصيلها.
وبحث الطرفان "آلية للتدريب المشترك بين القوات العراقية والقوات السعودية، وجرى الاتفاق على إقامة الدورات والتمارين العسكرية المشتركة بين الجيشين".
وبعد قطيعة استمرت نحو 25 عاما إثر إغلاق السعودية سفارتها في بغداد احتجاجا على غزو العراق للكويت عام 1990، استأنف البلدان علاقتهما الدبلوماسية في 2015، ووقعا اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة عديدة، إضافة إلى زيارات متبادلة بين مسؤولي الدولتين.
وشّكل العراق والسعودية في يوليو 2021 المجلس التنسيقي بين البلدين، الذي يتولى مهمة بحث جميع الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين.
وناقش اللقاء "العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الشقيقين، فيما طُرحت عدة مواضيع أهمها، تطورات الأوضاع الأمنية الإقليمية والمستجدات في المنطقة وأهم الجهود المبذولة لخفض التصعيد"، وفق البيان.
وعلى الرغم من أن الحرب ما زالت على المستوى الجغرافي في غزة ولبنان، فإن العراق والسعودية ليسا بعيدين عن تأثيراتها، خاصة مع تهديدات ميليشيات موالية لإيران باستهداف دول خليجية، والمخاطر التي يواجهها العراق نتيجة شن فصائل ولائية هجمات على إسرائيل من أراضيه.
وتعمل السعودية بشكل كبير على مواجهة واحتواء حالة عدم الاستقرار والتصعيد المستمر بمنطقة الشرق الأوسط، حيث احتضنت الأسبوع الماضي الاجتماع الأول "للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" بمشاركة أكثر من 90 دولة بالإضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، لبحث المسارات المؤدية لقيام الدولة الفلسطينية.
وبدوره يسعى العراق إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، وتجنب إي تصعيد إسرائيلي على أراضيه، إذ ناقش رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الثلاثاء الماضي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال اتصال هاتفي "جهود إنهاء الحرب في المنطقة".
وتحاول الحكومة العراقية النأي بنفسها عن ضربات متبادلة بين الحليف الإيراني وإسرائيل، خاصة أنها غير قادرة على الفصل بين علاقتها مع الولايات المتحدة واستهداف القوات الأميركية في المنطقة من قبل الميليشيات الولائية التي تعتبر واشنطن طرفا في النزاع.
وكانت إسرائيل قد حذرت الأحد من توجيه ضربات إلى العراق إذا استمرت ميليشيات تدعمها إيران في مهاجمة إسرائيل، في ظل معلومات استخبارية إسرائيلية تفيد بأن الرد الذي تلوّح به إيران قد يأتي من العراق نظرا إلى محدودية مديات الصواريخ التي تمتلكها طهران في حال أرسلت من الأراضي الإيرانية.
وقد حذرت إسرائيل الأحد من توجيه ضربات إلى العراق إذا استمرت ميليشيات تدعمها إيران في مهاجمة إسرائيل، في ظل معلومات استخبارية إسرائيلية تفيد بأن الرد الذي تلوّح به إيران قد يأتي من العراق نظرا إلى محدودية مديات الصواريخ التي تمتلكها طهران في حال أرسلت من الأراضي الإيرانية.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين لم يتم الكشف عن هوياتهم قولهم إن الأقمار الاصطناعية راقبت عمل طهران لنقل صواريخ بالستية ومعدات ذات صلة من إيران إلى الأراضي العراقية، مع الهدف المفترض لاستخدامها في هجوم وشيك متوقع على إسرائيل.
وأضاف التقرير أن إسرائيل تراقب وتحدد الأهداف ذات الصلة بالمليشيات التي تدعمها إيران بالإضافة إلى أهداف عراقية، وطالبت بغداد بوجوب كبح جماح الميليشيات ومنعها من استخدام أراضيها لشن هجمات.
وتعد الهواجس الأمنية المشتركة إحدى أبرز محددات العلاقة بين العراق والسعودية، حيث يرتبط البلدان بحدود بريّة طويلة، وعلاقات جوار تاريخية.
ويُعدّ ملف تأمين الحدود العراقية السعودية من أهم الملفات الأمنية التي تسعى الرياض إلى التوافق بشأنها مع العراق، خاصة مع وجود فصائل مسلحة متعددة على طول الحدود.
وعقد العراق والسعودية في مايو الماضي مباحثات أمنية موسعة لأول مرة منذ 10 سنوات، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتأمين الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر.
وإلى جانب القوات العراقية النظامية، تتواجد على مقربة من الحدود الدولية العراقية السعودية، فصائل مسلحة عدة، أبرزها كتائب حزب الله، وسيد الشهداء، وجند الإمام، و"العصائب"، في نقاط مختلفة بالقرب من الحدود التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر، وتبدأ من مدينة النخيب في محافظة الأنبار غربا، وتقابلها عرعر السعودية، وتنتهي في نقطة نقرة السلمان على مقربة من حدود البصرة جنوباً، والمقابلة لحفر الباطن سعوديا.