استنفار في العراق لمواجهة موجة من السيول والأمطار الغزيرة

الجهاز الأمني العراقي يحشد تشكيلاته لإغاثة المتضررين في كافة المحافظات من الأمطار التي تسبب في تعطيل الدوام بالمدارس وغرق الشوارع وانقطاع التيار الكهربائي.
الأحد 2024/11/03
مدن عراقية تعلن حالة الطوارئ

بغداد – استنفر العراق دوائره الخدمية والأمنية بطريقة غير مسبوقة لمواجهة موجة من الأمطار الغزيرة، ومن السيول المتوقعة كذلك، في عدد من محافظات البلاد، الأمر الذي تسبّب في تعطيل الدوام في عدد من المحافظات وقطع الطرق وغرق الأحياء السكنية بالمياه.

ووجّه جهاز الأمن الوطني العراقي، اليوم الأحد تشكيلاته بالتحرك الفوري لإغاثة المتضررين من السيول والأمطار.

وقال الجهاز في بيان إن "رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي وجّه جميع تشكيلات الجهاز بالتحرك الفوري لإغاثة المتضررين من السيول والأمطار في كافة المحافظات".

وأضاف أنه "وجّه أيضا بتكثيف التنسيق مع الجهات الخدمية، وحشد كل القدرات الهندسية والخدمية اللازمة، لتقديم الدعم الكامل للأهالي بأقصى سرعة ممكنة".

وتجتاح العراق موجة من الأمطار الغزيرة، تسببت بغرق مساحات شاسعة في المحافظات والمدن، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية كبيرة، وسط توقعات بتشكل سيول وفيضانات في بعض المناطق.

ووصلت الموجة مطلع الشهر الجاري، وغطت مناطق شمال ووسط وجنوب البلاد، حيث شهدت المحافظات العراقية جميعها أمطارا رعدية ورياح قوية متأثرة بالمنخفض الجوي، أدّى ذلك إلى غرق الشوارع والأزقة وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق متعدّدة، وشلّ حركة المرور مع بقاء كثيرين عالقين في أماكنهم.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تشكّل السيول داخل الأحياء السكنية وتسربها إلى داخل منازل المواطنين (غطت أثاث غرف بالكامل) في بغداد وكركوك وصلاح الدين وغيرها من المدن، وانتقد المتضررون الحكومة واتهموها بالتلكؤ في حل مشكلة تصريف المجاري المائية، فيما عزت الجهات الرسمية المسؤولة المشكلة إلى غزارة الأمطار المتساقطة وبطء تصريف المياه.

ومن جهتها حذّرت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل العراق، من احتمال حدوث السيول نتيجة استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي في مدن البلاد كافة، مع غزارة هطول الأمطار المصحوبة بالبرق والرعد في مدن وسط البلاد ومن ضمنها العاصمة بغداد .

وحسب إحصائية لهيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، عن كمية الأمطار المتساقطة في المحافظات العراقية خلال 12 ساعة سابقة، من الـ9:00 مساء من السبت حتى الساعة الـ 9:00 من صباح اليوم الأحد، شهدت الأنبار أكبر نسب التساقط في قضاء عنه عند 46 مليمتراً، تلتها بغداد (منطقة جنوب بغداد) عند 41.4 مليمتراً، فيما وصلت كمية التساقط في قضاء تكريت بصلاح الدين 33.3 مليمتراً، وفي قضاء خانقين التابع لديالى 30.6 مليمتراً، في كركوك 17.8 مليمتراً، وفي البعاج في الموصل 10.3 مليمتراً.

ووجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث" في وزارة الداخلية، بالشروع الفوري في إغاثة متضرري السيول والأمطار في محافظات شمال وغرب العراق.

 وتحدث السوداني عن ضرورة "التنسيق وحشد جهود التشكيلات العسكرية والمدنية والقدرات الهندسية، وتقديم كلّ المساعدة والعون اللازمينِ للأهالي بالسرعة المطلوبة".

كما أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن تسخير العجلات الاختصاصية لسحب مياه الأمطار من شوارع العاصمة.

وقررت غالبية المحافظات العراقية إيقاف الدوام، وتعطيل الدوام الرسمي في كافة المؤسسات التعلمية العامة والخاصة (باستثناء طلبة الامتحانات الوزارية)، استجابة لسوء الأحوال الجوية وحفاظاً على سلامة الطلبة والكادر التدريسي. وقد شمل ذلك العاصمة بغداد، وصلاح الدين، والأنبار، ونينوى، وديالى، وذي قار، وميسان، وكركوك.

 فيما واصلت محافظات إقليم كردستان العراق (أربيل، دهوك، والسليمانية) الواقعة تحت تأثير العاصفة المطرية، الداوام، لكن تم منح الوحدات الإدارية والوزارات التعليمية صلاحية إعلان العطلة في حال سوء الأوضاع.

وصرّح مدير إعلام الهيئة عامر الجابري لوكالة الأنباء العراقية (واع) بأنّ الأمطار سوف تكون شديدة الغزارة في إقليم كردستان العراق يومَي الأحد (اليوم) والاثنين (غداً)، مشيراً إلى أنّ أكثر المناطق تأثّراً سوف تكون محافظة السليمانية في الإقليم، بحسب ما تفيد تقديرات قسم التنبؤ الجوي. أضاف الجابري أنّ "تقريرنا يشير إلى احتمالية حدوث سيول في مناطق شرقي البلاد مثل ديالى وميسان وواسط كونها قريبة من إيران".

وتسيطر أجواء غائمة ماطرة وباردة، معظم المناطق العراقية، ومن المتوقع أن تستمر إلى بعد غد الثلاثاء، لتتلاشى الغيوم ويعود الطقس إلى الاستقرار خلال الأحد المقبل.