نعيم قاسم يعلن الاستمرار في مصادرة قرار الحرب من الدولة

غالانت يؤكد إخراج حزب الله من جميع القرى عند الحدود.
الخميس 2024/10/31
نعيم قاسم لن يحيد عن السياسة المرسومة من قبل إيران

بيروت - لم يخرج خطاب الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم، الأربعاء، عن موقف حزب الله المعتاد بالهيمنة على القرار اللبناني بقوة السلاح، بإصراره على وضع شروط لوقف إطلاق نار مع اسرائيل يراها “مناسبة”، في الوقت الذي يئن فيه اللبنانيون تحت وطأة حرب فرضت عليهم ولا قدرة لهم على مواجهة نتائجها.

وفي كلمة مسجلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه الثلاثاء خلفا لحسن نصرالله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر. قال قاسم “إذا قرر الإسرائيلي أنه يريد إيقاف العدوان نحن نقول نقبل، لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية، لن نستجدي وقف إطلاق النار”.

وأضاف “أي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر ودعامته الأولى وقف إطلاق النار ووقف العدوان” وبعد ذلك “نبيّن رأينا بالتفاصيل”، مؤكدا أن رئيس البرلمان نبيه بري “هو محور التفاوض لإيقاف العدوان”.

وتابع أنه “إلى الآن كل الحراك السياسي” لم يفض إلى “نتيجة لأنه لم يطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويمكن أن نناقشه”.

ورغم الضربات والصواريخ التي وجهها حزب الله إلى إسرائيل طيلة الأشهر الماضية بزعم “إسناد غزة” والرفض اللبناني الشعبي لها باعتبارها تورط البلاد في حرب لا طاقة لها بها، إلا أن قاسم قال “خلال 11 شهرا قلنا إننا لا نريد حربا لكننا جاهزون إذا فرضت علينا، ونحن في لبنان لا نقاتل نيابة عن إيران أو تنفيذا لمشروعها، بل لحماية أرضنا وتحريرها”، وذلك في محاولة من قاسم نفي حقيقة أن الحزب يتحرك بأوامر إيرانية.

مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني يناقش شروط هدنة تستمر 60 يوما مع حزب الله في جنوب لبنان دون تفاؤل بالنتيجة

وتأتي تصريحات قاسم في وقت أعلن فيه وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الأربعاء أن مجلس الوزراء الأمني برئاسته يناقش شروط الهدنة مع حزب الله في جنوب لبنان حيث يقوم الجيش بهجوم بري هناك.

وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية قال كوهين “هناك مناقشات وأعتقد أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت”. ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومسؤولون إسرائيليون مساء الثلاثاء المطالب الإسرائيلية لهدنة تستمر 60 يوما.

وتشمل هذه المطالب انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان محافظة إسرائيل على حرية التحرك في حال وجود تهديدات.

وقال كوهين الذي شغل في السابق حقيبة الاستخبارات “بفضل كل عمليات الجيش في الأشهر الماضية وخصوصا الأسابيع الماضية، بإمكان إسرائيل أن تتحدث من موقع قوة بعد القضاء على قيادة حزب الله بالكامل وضرب أكثر من 2000 منشأة لحزب الله”.

ويأتي انتخاب قاسم بعد اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الذي كان يعتبر المرشح الأبرز لخلافة نصرالله.

وخسر حزب الله عددا كبيرا من قياداته العسكرية كذلك خلال الشهر الماضي في غارات إسرائيلية.

قاسم أكّد أن برنامج عمله هو استمرارية لبرنامج عمل حسن نصرالله في كل المجالات

وقال قاسم في كلمته الأربعاء “توجعنا تألمنا” جراء ضربات كبيرة، مضيفا “لكن بدأ الحزب يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة وبدأ العمل من أجل أن ينتظم كل شيء”.

وأكّد قاسم أن برنامج عمله هو “استمرارية لبرنامج عمل قائدنا السيد حسن نصرالله في كل المجالات”، مضيفا “سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن الوجهة السياسية المرسومة”.

وتابع متوجها للإسرائيليين “أخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم فإذا بقيتم ستدفعون ما لم تدفعوه طيلة حياتكم”، مضيفا “نحن قادرون على الاستمرار لأيام وأسابيع وأشهر”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك ومستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط والمبعوث الخاص آموس هوكستين سيتوجهان الأربعاء إلى المنطقة للقاء نتانياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة شروط وقف إطلاق النار مع حزب الله.

والهدف من اللقاء السعي لتنفيذ مشروع الاتفاق الذي أعده هوكستين والمستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701.

وينصّ القرار على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، وعلى حصر الوجود العسكري في المناطق الحدودية مع إسرائيل بالجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).

كذلك، ينصّ القرار على “التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف” الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990)، و”القراران 1559 (2004) و1680 (2006)، واللذان ينصان على نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان، حتى لا تكون هناك أي أسلحة أو سلطة في لبنان عدا ما يخص الدولة اللبنانية”.

قاسم يقول إن الحزب بدأ يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة وبدأ العمل من أجل أن ينتظم كل شيء

ووفقا لمعلقين إسرائيليين، أصبح من الممكن إيجاد أفق دبلوماسي لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله لأن الجيش الإسرائيلي خفض بشكل كبير قدرات حزب الله العسكرية.

وقدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء “القدرة المتبقية (لحزب الله) من حيث الصواريخ والقذائف بنحو 20 في المئة”.

وأكد غالانت “تم إخراج (حزب الله) من جميع القرى” عند الحدود.

وعلى الرغم من انخفاض قدراته العسكرية، أطلق حزب الله صاروخ أرض-أرض على إسرائيل الأربعاء، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار الجوي في عدد كبير من المناطق في شمال ووسط إسرائيل حتى في نتانيا إلى الشمال من تل أبيب.

وقال الجيش إن الصاروخ تحطم في الجو ولم يتسبب في وقوع إصابات.

وباشرت إسرائيل في 30 سبتمبر هجوما بريا في لبنان بعد عام تقريبا على بدء تبادل إطلاق النار مع حزب الله في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل والحرب المدمرة التي تلته في قطاع غزة.

ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، تسبب تواصل إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو الدولة العبرية بنزوح أكثر من 60 ألف شخص في شمال إسرائيل.

وانتقد قاسم الغرب معتبرا أن “هذه الحرب ليست إسرائيلية فقط، بل إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية فيها كل الإمكانات للقضاء على المقاومة وشعوب المنطقة تستخدم فيها كل الوحشية والإبادة والإجرام”.

 

اقرأ أيضا:

        • الحرب تنهك الجنود الإسرائيليين في ظل صعوبات في التجنيد

        • المسيحيون في شمال لبنان حائرون بين دعم نازحي الجنوب والخشية من استهداف إسرائيلي

        • ماراتون بين تطبيق القرار 1701 وانفجار "القنبلة الديمغرافية" في لبنان

        • حين انفصلت إيران عن مقاوميها

2