شراكة مصرية مع الأردن لبناء شبكة لإمدادات الغاز

القاهرة - أعلنت شركة غاز مصر الأربعاء أنها وقعت اتفاقا مع شركة تطوير العقبة بالأردن لتنفيذ مشروع لتزويد مدينة القويرة الصناعية بالغاز الطبيعي.

وقالت الشركة في إفصاح للبورصة إنه “تم توقيع اتفاقية لإنشاء شبكة أنابيب الغاز الطبيعي والبنى التحتية اللازمة للتحكم والتشغيل وأنظمة سلامة عامة”.

وكانت مصر تخطط لأن تصبح مُصدّرا رئيسيا للغاز بعد أن اكتشفت شركة إيني حقل ظهر البحري العملاق في 2015، لكن إنتاج الغاز المحلي في مصر يتراجع منذ 2021 ليبلغ أدنى مستوى له في ست سنوات هذا العام.

وبلغ متوسط إنتاج حقل ظهر 1.9 مليار قدم مكعبة يوميا في النصف الأول من العام الجاري، وهو أقل كثيرا من الذروة التي بلغها في 2019، مما أثار تكهنات حول مشكلات فنية وتوقف الاستثمار في الحقل العملاق.

وقال وزير البترول كريم بدوي إن “من المقرر وصول منصة حفر إلى الحقل في ديسمبر لاستئناف أعمال الحفر، وذلك بهدف إنتاج 220 مليون قدم مكعبة يوميا من بئرين سيتم حفرهما”. وأضاف “نخطط لزيادة أعمال التنقيب عن النفط والغاز في 2025”.

وعادت أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان إلى وضع المستورد الصافي للغاز الطبيعي، إذ اشترت أكثر من 50 شحنة منذ بداية 2024 وتخلت عن خططها لتصبح مورّدا موثوقا لأوروبا.

وتشير بيانات شركة الاستشارات إنيرجي أسبكتس إلى انخفاض إنتاج الغاز المحلي إلى أدنى مستوى في ست سنوات في شهر مايو الماضي، ومن المتوقع أن يتراجع إلى 22.5 في المئة أخرى بحلول نهاية 2028.

وقال وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة إن “المشروع، الذي من المقرر الانتهاء منه خلال 11 شهرًا، سيعمل على خفض تكاليف الطاقة وجذب استثمارات أجنبية جديدة إلى المنطقة”.

وستضخ شبكة الغاز الطبيعي نحو 30 ألف متر مكعب من الغاز في الساعة في المرحلة الأولى من المشروع، لتصل إلى 90 ألف متر مكعب في الساعة في المستقبل.

وأكد الخرابشة أن هذه المبادرة تتماشى مع التزام الحكومة بتحديث الطاقة وخفض التكاليف بهدف تخفيف التكاليف التشغيلية للصناعات الأردنية وجذب استثمارات جديدة.

وأشار إلى أن توسيع شبكة الغاز إلى منطقة القويرة الصناعية من شأنه أن يعزز مناخ الاستثمار التنافسي، وخفض تكاليف الإنتاج، وترشيد استخدام الطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية، وتوليد فرص العمل، وبالتالي تعزيز الصادرات الصناعية الأردنية.

ويقلل استخدام الغاز الطبيعي بالنسبة إلى الأردن الذي يعتمد بشكل كبير على توريد الطاقة من تكاليف الوقود التشغيلي بنسبة 30 في المئة مقارنة بالوقود الثقيل، و55 في المئة مقارنة بالغاز البترولي المسال، و60 في المئة مقارنة بالديزل.

وأشاد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي بإمكانات المشروع التحويلية، مؤكدا أنه سيدفع منطقة القويرة الصناعية والمدن الصناعية في الأردن بشكل عام نحو الاستدامة والكفاءة، وتلبية أعلى معايير الصناعة.

وسلط الصفدي الضوء على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة أكثر أمانا وصديقا للبيئة، ولا يقلل التكاليف فحسب، بل يحسّن أيضًا صيانة المرافق، ويعزز بيئة الأعمال ويعزز جاذبية العقبة للمستثمرين الأجانب.

ولعبت شركة غاز مصر، بناءً على خبرتها في الأردن، دورا فعالاً في مد شبكات الغاز إلى المصانع الكبرى والمناطق الصناعية.

ونفذت مؤخرًا أنظمة مماثلة لمصانع مثل الفوسفات، وورق صحي فاخر، وجينشيج سيراميك، وطورت البنية التحتية للغاز في المناطق الصناعية القسطل والهاشمية.

كما ساهمت في مشروع خط غاز الشمال، مما أدى إلى إنشاء رابط مهم بطول 26 كيلومترا بشبكة الغاز الرئيسية في الأردن.

وتجري شركة مصر للغاز دراسات فنية واقتصادية لتقييم جدوى توصيل الغاز الطبيعي إلى القطاعات التجارية والسكنية الأخرى في جميع أنحاء الأردن، بما في ذلك عمّان والزرقاء والعقبة، لتوسيع النطاق الوطني لموارد الطاقة في الأردن.

ويستند الاتفاق الجديد إلى شراكة تعود إلى العام الماضي بين شركة توزيع العقبة وشركة فجر الأردنية المصرية لنقل وتوريد الغاز الطبيعي لتطوير مرافق خفض الضغط والقياس في القويرة، مع رؤية لإكمال المرحلة الحالية بحلول أوائل العام المقبل.