العراق يشكو رسميا للأمم المتحدة انتهاك إسرائيل مجاله الجوي

بغداد - تقدّم العراق رسميا بمذكرة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي "تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبته إسرائيل بـ"استخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق ما قال الناطق باسم الحكومة في بيان الاثنين، فيما صدرت في طهران تصريحات تتوعد بالرد على الهجوم.
وكانت هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية ذكرت السبت أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأميركي "لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا البعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية" نحو إيران في هجومها الذي قالت الدولة العبرية إنه استهدف بطاريات صواريخ ومصانع لإنتاج الصواريخ.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي إن العراق "تقدّم رسميا بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ الذي ارتكبه الكيان الصهيوني بخرق طائراته المعتدية أجواء العراق وسيادته، واستخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، في 26 أكتوبر.
وأشار الى أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني طلب من "وزارة الخارجية التواصل مع الجانب الأميركي، بشأن هذا الخرق".
وأكدت الحكومة العراقية "عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى، خصوصا دول الجوار التي تجمعها بالعراق علاقات احترام ومصالح مشتركة".
ويسعى العراق الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وإيران الى الإبقاء على موقف متوازن في الصراع الإقليمي القائم بين إيران التي تدعم مجموعات عدة في المنطقة، وإسرائيل المدعومة من واشنطن.
وهناك مجموعات موالية لإيران في قوات الحشد الشعبي المنخرطة في إطار القوات العراقية.
وقصف الجيش الإسرائيلي فجر السبت مواقع عسكرية مرتبطة بالصواريخ في إيران، ردّا على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية في الأول من أكتوبر على إسرائيل. وتسبّبت الضربات الإسرائيلية بمقتل أربعة جنود إيرانيين.
وتقول تل أبيب إن الغارات كانت دقيقة وأنها أخرت قدرات البرنامج الصاروخي الإيراني بعد ضرب منشآت مسؤولة عن إنتاج الوقود الصلب.
وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية قلّلت إيران من أهميتها فيما اعتبر رسالة من طهران بشأن إمكانية غلق ملف التصعيد مؤقتا.
وبينما توقع مراقبون أن تبتلع إيران العملية الإسرائيلية المحدودة، صدرت مؤشرات في اتجاه آخر من إيران.
وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل الاثنين "بعواقب مريرة" بعد استهدافها المواقع العسكرية الإيرانية.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن سلامي قوله إن إسرائيل "فشلت في تحقيق أهدافها المقيتة" من خلال ضرباتها الجوية السبت.
وقال سلامي إن الهجوم الإسرائيلي "سوء تقدير وعجز" محذرا الدولة العبرية من "عواقب مريرة لا توصف".
وقللت وسائل الاعلام الإيرانية من أهمية الضربة الإسرائيلية مستشهدة بمحللين أشاروا إلى أن الجمهورية الإسلامية تتحفظ على مزيد من التصعيد.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأحد إنه ينبغي عدم "التضخيم ولا التقليل" من الضربات الإسرائيلية التي قتل فيها أربعة جنود إيرانيين، معتبرا أيضا أنها "سوء تقدير" من جانب الدولة العبرية.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "نحن لا نسعى للحرب لكننا سندافع عن حقوق أمتنا وبلدنا" مضيفا "سنعطي ردا مناسبا لعدوان الكيان الصهيوني".
والأحد أيضا أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران تملك "حق الرد" مشددا على أن طهران "تلقت إشارات" قبل ساعات على ضربة إسرائيل.
وهاجمت إيران إسرائيل في أبريل الماضي وفي أكتوبر الأول الجاري، في تكريس لمعادلة جديدة في الشرق الأوسط، وكان من أهداف الضربة الثانية الرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.
وتجنبت إسرائيل على ما يبدو بضغط أميركي استهداف المنشآت النووية الإيرانية والمواقع النفطية.