تونس تعوّل على مشروع الممر التجاري البري الليبي - الأفريقي لإنعاش الصادرات

تونس - أكدت الحكومة التونسية تعويلها على مشروع الممر التجاري البري التونسي – الليبي – الأفريقي في خطوة لإنعاش صادراتها.

وتعتبر السوق الأفريقية سوقا واعدة من شأنها أن تفتح آفاقا اقتصادية وتجارية هامة لتونس خاصة بعد أن انضمّت تونس إلى منطقة التبادل التجاري الحر القارية الأفريقية (زليكاف)، سنة 2020 وكذلك توقيعها على الاتفاقية المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (كوميسا) التي انضمت إليها تونس سنة 2018.

وقال وزير التجارة التونسي سمير عبيد إن مشروع الممر التجاري البري التونسي – الليبي – الأفريقي من أهم البرامج التي تشتغل عليها الحكومة، متنبئا أن يكون له أثر كبير على تنمية الصادرات.

وجاءت تصريحات عبيد خلال إشرافه الجمعة على أشغال ملتقى “صباحيات التصدير الجهوية” بولاية صفاقس التونسية المخصّصة للأقاليم تحت شعار “الجهات تصدّر”، وفق بيان صادر عن وزارة التجارية التونسية.

واستعرض الوزير خلال الملتقى البرامج التي تعمل عليها الوزارة ومن بينها مشروع الممر التجاري البري التونسي – الليبي – الأفريقي، وتفعيل اتفاق تسهيل التجارة للمنظمة العالمية للتجارة، وإعادة هيكلة برنامج Easy Export، ومراجعة القانون المتعلق بالتجارة الخارجية، والإطار القانوني لصندوق النهوض بالصادرات وتنظيم مسالك التوزيع.

ويعد مشروع الممر التجاري أكبر معبر بري في القارة والذي سيربط تونس وليبيا بخمس من الدول الأفريقية غير الساحلية وهي تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى.

وفي أغسطس 2023، أعلنت ليبيا وتونس رسميا إحداث ممر تجاري قاري نحو دول أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك خلال اجتماع وزاري مشترك، عُقد بمقر وزارة التجارة وتنمية الصادرات التونسية بحضور محمد علي الحويج وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة”.

ويُعوّل على معبر رأس جدير الذي يعد شريانا بريا رئيسيا يربط بين تونس وليبيا، في إنعاش المبادلات التجارية، فقد شهد حجمها زيادة بنسبة 10.8 في المئة في العام 2023، مقارنة بالعام السابق له، لتصل إلى نحو 1.07 مليار دولار مقابل 972 مليون دولار، كما قفزت التبادلات بنسبة 38 في المئة سنة 2022 مقارنة بالعام 2021 الذي سجل 702 ملايين دولار.

وتتطلع تونس لتجاوز حجم المبادلات التجارية مع ليبيا 1.6 مليار دولار بحلول 2025، فيما يبحث البلدان عن تعزيز الفرص التصديرية المشتركة باتجاه الأسواق الأفريقية.

والسبت الماضي، افتتح مسؤولون في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة الممر التجاري بمنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس بمشاركة مسؤولين من تونس.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن افتتاح الممر التجاري هدفه تسهيل حركة البضائع وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، مشيرة إلى حضور وكيل وزارة الداخلية للشؤون العامة اللواء محمود سعيد مراسم الافتتاح، إلى جانب عدد من المسؤولين من الجانب التونسي.

وحضر الافتتاح وكيل وزارة المواصلات وعدد من قيادات الوزارة، فيما أكدت الوزارة على ضرورة تأمين المنافذ الحدودية وتطوير البنية التحتية «مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوطيد العلاقات الثنائية مع تونس».

وبسبب افتتاح الممر، أعلنت مديرية أمن منفذ رأس جدير البري أن السفر سيقتصر السبت على أربع حالات فقط بين الساعتين السابعة صباحًا والرابعة عصرًا، مضيفة أن حركة المرور العادية سوف تستأنف بعد الساعة الرابعة.