تحذير أممي من تمدد الحرب في غزة ولبنان إلى سوريا

المبعوث الأممي يؤكد أن سوريا تتأرجح على حافة عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية بسبب العنف الداخلي وإمكانية تمدد الصراع في غزة ولبنان.
الخميس 2024/10/24
بيدرسون يحذر من أن التصعيد الإقليمي قد يؤدي إلى انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار

دمشق - قال مسؤول رفيع في الأمم المتحدة الأربعاء إنّ سوريا تتأرجح على حافة "عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية"، محذرا من العنف المتصاعد داخل البلاد وتمدّد النزاعات من غزة ولبنان.

وصرّح غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، أمام مجلس الأمن الدولي أنّ "نيران النزاعات تستعر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك غزة، وأيضا في لبنان".

وتابع "يمكن تحسّس هذه الحرارة في سوريا أيضا"، محذرا من أنّ "تمدد النزاع الإقليمي إلى سوريا أمر مثير للقلق وقد يزداد سوءا".

وبينما استهدفت إسرائيل على امتداد سنوات مواقع لحزب الله في سوريا، فقد زادت من غاراتها الجوية في هذا البلد مع توسع حربها في لبنان، متهمة الحزب بنقل أسلحة إلى لبنان عبر سوريا.

وقال بيدرسن لمجلس الأمن إنّ سوريا "شهدت الشهر الماضي الحملة الجوية الأسرع وتيرة والأوسع نطاقا من الغارات الجوية الإسرائيلية في السنوات الـ13 الماضية"، مضيفا أن المناطق السكنية، "حتى في قلب دمشق"، تعرضت للقصف.

وقُتل عسكري وأُصيب 7 آخرون فجر الخميس في "عدوان جوي إسرائيلي" على العاصمة دمشق وريف حمص، وفق إعلام النظام السوري.

ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري لم تسمه قوله "فجر اليوم شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل ومن اتجاه شمال لبنان" موضحا أن الهجوم الجوي "استهدف نقطتين في حي كفرسوسة بدمشق وإحدى النقاط العسكرية في ريف حمص".

وأفاد المصدر بـ"استشهاد عسكري وإصابة سبعة عسكريين بجروح ووقوع أضرار مادية". وعادة تلتزم إسرائيل الصمت بشأن غاراتها على سوريا.

ومساء الاثنين، انفجرت سيارة إثر قصف استهدفها في دمشق، وتداولت مواقع إخبارية إسرائيلية على منصة "تلغرام" أنباء عن اغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة، وهو ما نفته الحركة.

وشن الجيش الإسرائيلي في 10 أكتوبر الجاري، غارات جوية على مصنع سيارات بريف حمص وموقع عسكري بريف حماة (وسط)، ما أسفر عن أضرار مادية، وفق "سانا".

ومنذ عام 2011 تشن إسرائيل من حين إلى آخر غارات على سوريا تقول إنها تستهدف جماعات مدعومة من إيران ونقاط عسكرية تابعة للنظام السوري.

ومؤخرا تصاعد القصف بين الميليشيات المدعومة من إيران والقوات الأميركية على الساحة السورية على وقع الحرب في غزة ولبنان.

وفي شمال غرب البلاد، يبدو أن التصعيد الإقليمي "يحفز" النزاع الداخلي في البلاد، كما قال بيدرسن، مشيرا إلى الهجوم الأخير الذي شنّته هيئة تحرير الشام على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية.

وأضاف أنّه في غضون ذلك، استؤنفت الغارات الجوية التي تشنّها روسيا، الداعمة للحكومة السورية، للمرة الأولى منذ أشهر، في حين "سرّعت القوات الموالية للحكومة بشكل كبير" من ضرباتها بالطائرات المسيّرة.

وقال "نحن نرى كلّ المكونات لعاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تندلع في سوريا المدمرة".
وخلّفت الحرب السورية التي اندلعت بسبب احتجاجات مناهضة للحكومة عام 2011، أكثر من 500 ألف قتيل وملايين النازحين. وتم إعلان وقف لإطلاق النار تفاوضت عليه روسيا وتركيا في شمال البلاد، عام 2020، على الرغم من انتهاكه بانتظام.

وحذر بيدرسون من أنّ "التصعيد الإقليمي قد يؤدي إلى انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار التي وفّرت، على الرغم من عدم اكتمالها، تجميدا ضروريا للجبهات الأمامية" على مدى السنوات الأربع الماضية.