الانقسامات والصراعات.. كابوس ينهك الرياضة التونسية

رحيل البنزرتي وكاردوزو يتصدر أزمات قوية تهدد المنتخب وكبار الأندية.
الخميس 2024/10/24
على خط النهاية

تعيش الرياضة التونسية على وقع تراجع محير وأزمات قوية تضرب عمق المؤسسات والهياكل الرياضية لتصل إلى كواليس الاتحاد التونسي لكرة القدم وهو الهيكل الكبير الذي يحتوي كل الرياضات والمسؤول الأول عن تسييرها وفق معايير نجاح عالمية. ويتواصل مسلسل الإقالات والاستقالات ليضرب كبار الأندية ومنتخب تونس الأول.

تونس - تتفاقم الأزمات وتحتدم بشكل مخيف في الفترة الأخيرة لتضرب كيان كرة القدم التونسية، فبعد المشاكل والخيبات التي ضربت جل الرياضات الفردية والجماعية، باتت الآن كرة القدم التونسية مهددة بصفة جلية فهل من منقذ؟ وماهي الحلول الكفيلة بإيقاف هذا الزلال القوي الذي يهدد أكبر رياضة يعلق عليها التونسيون آمالهم؟

سيناريوهات غريبة وأحداث مريبة تتزايد يوم بعد يوم لتضع الرياضة التونسية على مشارف الانهيار، وتهددها عواقب وخيمة سيما في ظل الفشل الأخير للرياضات الجماعية الوطنية، تراجع مقلق للمنتخب الأول على الصعيد القاري ويبقى مشهد الخروج المذل من نهائيات كان الكوت ديفوار عالقا في الأذهان، كذلك الفشل الذي رافق الأندية التونسية خاصة في منافسات كأس الكونفدرالية الأفريقية على غرار انسحاب الملعب التونسي والاتحاد المنستيري.

الجماهير التونسية تعلق آمالا كبيرة على كرة القدم باعتبارها تعد المرآة الحقيقية للرياضة التونسية والفشل المتواصل يؤكد أن رياضة تونس مريضة ولابد من مراجعات عميقة ودقيقة والسقوط الذي عرفه المنتخب وكبار الأندية في الفترة الأخيرة زاد في تأكيد الواقع الكروي في تونس والذي تحدث عنه الجميع أنه لم يعد في أفضل حالاته ولابد من دراسة الواقع حتى تعود الكرة التونسية إلى المراكز الأولى قاريا.

فبالعودة إلى أسباب الواقع الحالي فإن الجميع يتفق أن الواقع الاقتصادي الذي تمر به تونس حاليا وسابقا أثر كثيرا بسبب ضعف البنية التحتية فيما فرض غياب الدعم السابق عن صعوبات مادية لكافة الأندية ما جعلها تبتعد عن التكوين وهو ما انهي تقريبا صعود المواهب الكروية محليا. كذلك الصراعات الكبيرة والبحث عن التموقع رغم غياب الكفاءات أضر كثيرا بالكرة التونسية التي ابتعدت عن سياسة واضحة وإستراتيجية علمية فيما زاد ضعف البطولة التونسية في متاعب المنتخب الوطني الذي دفع الضريبة غاليا وأثبت بشكل كبير التخبط الذي تعيشه الرياضة التونسية.

لجنة طوارئ

إدارة نادي الترجي التونسي استقرت على تعيين مدير فني أجنبي خلال الفترة المقبلة خلفا للبرتغالي ميغيل كاردوزو

كرة قدم تونسية أنهكتها الصراعات داخل أروقة المكتب الجماعي وأروقة جل الأندية، كما تعرف الساحة الكروية المحلية وضعا ماديا وتسييريا معقدا دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم، في يوليو الماضي، إلى تعيين لجنة طوارئ وقتية لتسيير شؤون الجامعة التونسية إلى حين تنظيم الانتخابات.

وتزامن هذا التعيين مع العديد من المشاكل على غرار ما حدث في لجنة التحكيم من انقسامات وصراعات أدت إلى استقالة كل أعضاء اللجنة التي يترأسها الحكم الدولي السابق ناجي الجويني.

وبعد أخذ ورد وتأخير وانتظار، انطلقت البطولة التونسية، في موسم جديد بدأ بجر تبعات مشاكل سنوات مضت وأزمات خانقة تهوي بالرياضة الشعبية الأولى في تونس يوما بعد آخر نحو القاع، في ظل أزمات مالية للنوادي وبنية تحتية كارثية للملاعب وأزمة تسيير وتهم فساد تلاحق المشرفين على كرة القدم التونسية وعلى رأسهم رئيس المكتب الجامعي المنحل وديع الجريء، المودع بالسجن منذ سنة تقريبا بتهم تعلقت أساسا بسوء التصرف في المال العام والفساد.

منع من الانتداب، منع من المشاركات القارية، شكايات من الفيفا وملفات لدى المحاكم الرياضية، كانت هذه أبرز عناوين الأخبار المتعلقة بالنوادي التونسية خلال الفترة الفائتة، أزمات مادية متراكمة منذ سنوات جعلت هذه النوادي تنافس من أجل البقاء لا حصد الألقاب، فلم يعد حديث الشارع الرياضي أو المحللين في أغلب الأوقات يدور حول الإمكانيات الفنية للاعب ما أو خطة تكتيكية، بل ينحصر في الحديث عن تمكن جماهير هذا الفريق أو ذاك من جمع مبالغ مالية لدعم الخزينة بهدف خلاص الخطايا التي قد تهدد وجود فريقهم أو بقائه في المنافسة.

وأصبح عمل وسائل الإعلام والنقاد مركزا على الخطايا والشكايات والمشاكل والحديث في أمور خارجة عن الرياضة، ويتطلع أخبار الرياضة التونسية أن يغير المكتب التسييري الحالي للجامعة الوضع الحالي نحو الأفضل.

الأزمة المالية التي مست تقريبا كل القطاعات كانت سببا في تدهور الوضعية المالية للنوادي، إلا أن دور المكاتب الجامعية السابقة على امتداد 10 سنوات كان لها تأثير واضح من خلال عدم تطبيق القوانين خاصة في علاقة بالمراقبة المالية لوضعية النوادي والعقود الرياضية والاستشهارية والتغاضي عن شكايات اللاعبين التي تتحول فيما بعد إلى خطايا وقضايا تلاحق النوادي.

المدرسة الأجنبية

Thumbnail

هل يعتبر الرهان على المدرسة التدريبية الأجنبية الحل الأمثل سواء للأندية أو المنتخب الذي دخل في رحلة البحث عن مدرب بعد الطلاق بالتراضي مع فوزي البنزرتي.

استقرت إدارة نادي الترجي الرياضي التونسي على تعيين مديرا فنيا أجنبيا خلال الفترة المقبلة خلفا للبرتغالي ميغيل كاردوزو. وأعلن الترجي في وقت سابق فسخ عقد كاردوزو بالتراضي وتواجد إسكندر القفصي كمدرب مؤقت.

وقال وليد قرفالة المتحدث الرسمي لنادي الترجي في تصريحات صحافية أن هناك مفاوضات في الوقت الحالي مع عدد من الأسماء لاختيار المدير الفني الجديد.

وأضاف أن فسخ عقد كاردوزو لم يكلف خزينة الترجي مبلغا ضخما كما تردد حيث تقاضي المدرب وجهازه المعاون راتبا تراوح بين 3 إلى 5 أشهر.

وتطرق قرفالة في تصريحاته لأداء التحكيم مشيرا إلى أن حكم مباراة الفريق الأخيرة أمام ترجي جرجيس أثر على نتيجة المباراة، لأن هدف الفريق الجرجيسي غير صحيح. وأكمل أن الترجي سيكون له موقف مع إدارة التحكيم مؤكدا أن إدارة النادي تعلم جيدا ما يدور في الكواليس.

17