إيران تستنجد بوكالة الطاقة الذرية خوفا من ضربة إسرائيلية لمواقعها النووية

الجمهورية الإسلامية تتقدم بشكوى إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتؤكد أن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المواقع النووية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة.
الاثنين 2024/10/21
تحركات إيرانية تعكس خوفا كبيرا

طهران - ذكر إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين في مؤتمر صحافي أسبوعي أن طهران تقدمت بشكوى إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهديدات الإسرائيلية لمواقعها النووية، وذلك في محاولة لاستنجاد الجهورية الإسلامية التي تعيش أوقات عصيبة للغاية، بالوكالة بعدما منعت أكثر من مرة دخول مفتشيها إلى موقعين سابقين مشتبه بهما. 

وتتوعد إسرائيل بمهاجمة إيران ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته عليها في الأول من أكتوبر والذي أثار تكهنات واسعة النطاق بأن المواقع النووية الإيرانية قد تكون من بين الأهداف الإسرائيلية.

وقال بقائي في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون "التهديدات بمهاجمة المواقع النووية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة... وهي مدانة... وأرسلنا رسالة بشأنها إلى... الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي أن إسرائيل ستأخذ في الاعتبار المسائل التي تثيرها الإدارة الأميركية فيما يتعلق بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني لكنها ستتخذ قرارها وفقا لمصالحها الوطنية.

وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس جو بايدن أن إسرائيل ستضرب أهدافا عسكرية إيرانية، وليس مواقع نووية أو نفطية.

وقال بقائي ردا على سؤال حول إمكانية تغيير إيران لعقيدتها النووية الرسمية "أسلحة الدمار الشامل ليس لها مكان في سياساتنا"، وستقرر طهران كيفية وموعد الرد على أي هجوم إسرائيلي.

ونفت إيران مرارا اتهامات غربية بسعيها سرا إلى تطوير قنابل نووية، وهو ما يعد انتهاكا لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

ومؤخرا رفع المتشددون في طهران أصواتهم مطالبين بحيازة قنبلة نووية من أجل التصدي لتهديدات إسرائيل، ما يظهر شعورا رسميا بفشل إستراتيجية الردع بالصواريخ والميليشيات التي تبنتها إيران منذ عقود.

ودعا أكثر من ثلاثين نائبا في البرلمان الإيراني إلى إعادة النظر في العقيدة النووية، وذلك في رسالة بعثوها إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، وطالبوا المرشد الأعلى علي خامنئي بإعادة النظر في فتواه التي تحظر "استخدام" الأسلحة النووية.

وتعكس هذه الدعوة اقتناع التيار المتشدد، الذي يسيطر على إيران، بأن الرهان على تصنيع الصواريخ والمسيرات محدود التأثير، ولا يمكنه أن يحدث توازن الردع مع إسرائيل التي تصنّع أسلحة متطورة وتحصل من الولايات المتحدة على دعم عسكري واستخباري نوعي لا تقدر على مواجهته صواريخ إيران ومسيراتها بالرغم من البروباغندا الرسمية عن نجاح خيار الاعتماد على الذات.

وقال بقائي أيضا إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيتوجه إلى البحرين والكويت اليوم الاثنين في إطار جهود طهران للتخفيف من حدة التوتر في المنطقة.

وأطلقت إيران عشرات الصواريخ على إسرائيل ردا على هجمات إسرائيلية على جماعة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، وهو الهجوم الصاروخي الإيراني الثاني على إسرائيل خلال العام الجاري.

وردت إسرائيل على الهجوم الأول في أبريل بغارة جوية على موقع للدفاع الجوي في وسط إيران.

وأطلقت طهران، اليوم الاثنين، تحذيرا جديدا، إذ أكد مصدر عسكري إيراني أن "أي هجوم إسرائيلي على مواقع نووية سيقابل بالرد مع الأخذ بالاعتبار السياسات النووية".

وأضاف أن الرد "سيفوق التقديرات إذا هاجمت إسرائيل مواقع عسكرية أيضاً"، حسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية.

إلى ذلك، أوضح أن إيران لم تقدم أي التزام حول نوعية ونطاق ردها على إسرائيل إذا ضربت المنشآت والبنى التحتية.

وختم مكررا أن بلاده لن تتلكأ ولن تتسرع، إلا أنها سترد قطعا بمزيد من المفاجآت.

وكان العديد من المسؤولين الإيرانيين أعلنوا مرارا خلال الأيام والأسابيع الماضية أن طهران لا تريد توسيع الصراع إقليميا، لكنها مستعدة له، محذرين من رد أقوى هذه المرة عن الهجوم السابق في حال نفذت إسرائيل أي اعتداء.

وانتهى اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" فجر الاثنين دون اتخاذ قرار بشأن الضربة العسكرية المرتقبة لإيران، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها إن "جلسة الكابينت لم تتضمن تفويضا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع (يوآف غالانت) بشأن (تحديد توقيت وطبيعة) الهجوم على إيران".