"مذكرات السفر" عوالم فريدة لأربع شخصيات رئيسية في المشهد الفني المعاصر

دعوة لاكتشاف مناهج أربعة فنانين عالميين من نيويورك ومسار سفرهم حول العالم مستلهمين من ثقافات متنوعة ومختلفة.
الجمعة 2024/10/18
لوحات متأثرة برحلات أصحابها

الرباط - في إطار معرض “مذكرات السفر” الذي يؤثث أروقة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر إلى غاية 31 أكتوبر الجاري عرض الأربعاء فيلم “عند بوابة الخلود” للرسام والمخرج الأميركي جوليان شنابل، الصادر سنة 2018، ويعد سيرة ذاتية درامية أميركية – بريطانية – فرنسية، تغوص في عمق السنوات الأخيرة من الحياة المضطربة لفنسنت فان غوخ.

و”مذكرات السفر” معرض يستكشف العوالم الفريدة لأربع شخصيات رئيسية في المشهد الفني المعاصر بنيويورك، افتتح في أبريل الماضي ويجمع أربعة رسامين معاصرين مشهورين عالميا من نيويورك، هم هيلين ماردن وبريس ماردن وفرانشيسكو كليمنتي وجوليان شنابل، وهو بمثابة دعوة لاكتشاف مناهج هؤلاء الفنانين ومسار سفرهم حول العالم مستلهمين من ثقافات متنوعة ومختلفة.

ويتناول فيلم “عند بوابة الخلود” إقامة فان غوخ المثيرة في باريس سنة 1888، والتي احتك فيها بفنانين آخرين وانغمس في روح المدينة النابض بالحياة، ثم فترة استقراره بمدينة آرل الساحرة والمعزولة، وحلمه بإنشاء “جماعة من الفنانين”.

كما يستعرض العمل، الذي يحيل عنوانه إلى أحد الأعمال الشهيرة لفان غوخ، النظرية المثيرة للجدل التي طرحها كاتبا السيرة الذاتية، ستيفن نايفي وغريغوري وايت سميث، والتي ترجح، حسبهما، وفاة الفنان بسبب قتل غير متعمد وليس انتحارا، وبالتالي التشكيك في التصور الشائع لنهايته المأساوية.

ويدعو شنابل المشاهدين، من خلال المحسنات البصرية المثيرة والأداء المتقن، إلى الشعور بشغف فان غوخ الشديد بفنه، وكذلك الوحدة العميقة التي رافقته.

وقد حظي هذا الفيلم الطويل، الذي لقي إشادة من النقاد، بترشيحات لجوائز مرموقة من قبيل الأوسكار والأسد الذهبي، بالإضافة إلى ثلاث جوائز في مهرجان البندقية السينمائي، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج لشنابل، وكأس فولبي لأفضل ممثل لويليم دافو.

Thumbnail

وتسلط الأعمال الفنية المعروضة ضمن “مذكرات السفر”، من تنسيق فيتو شنابل، الضوء على تأثير الوجهات المختلفة التي تم اكتشافها من خلال رحلاتهم، بحثا عن آفاق أيقونية واستطرادية جديدة.

ويستضيف المتحف المغربي هذا المعرض الاستثنائي لأول مرة في المغرب، وفق ما أكده رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، الذي رأى أن هؤلاء الفنانين لديهم خلفية غنية، لأنهم عاصروا بوب ديلان وأورنيت كولمان وأندي وارهول وألين جينسبيرغ وغيرهم من الفنانين، ما خلق ذلك التنوع في التأثيرات، و”هو ما نراه في إبداعاتهم المشبعة برؤية فريدة وحساسية عميقة، بحيث استكشفوا مسارات جديدة، ودفعوا حدود التعبير، كما ساعدوا في إعادة تعريف المشهد الفني الأميركي المعاصر”.

وذكر أن الأعمال المعروضة، التي اختارها فيتو شنابل، تكشف عن الإلهام المختلف المستمد من رحلاتهم، وهم يحتفلون معا بالفن باعتباره استكشافا لا نهاية له للإبداع، من خلال اتصال مشترك يعزز حوارا ثريا.

من جهته قال القيم على المعرض فيتو شنابل “لي عظيم الشرف أن أتمكن من تقديم معرض هنا بالرباط لأربعة فنانين ارتبطت بهم بشكل لا يمحى طوال حياتي”، مبرزا أن أعمال هذا المعرض اختيرت بعناية لاستكشاف تأثير الوجهات المتعددة التي اكتشفها الفنانون الأربعة أثناء رحلاتهم بحثا عن آفاق أيقونية وسرديات جديدة، ولافتا إلى أن معرض “مذكرات السفر” يغوص في العوالم الفريدة لهؤلاء الشخصيات، ويكشف عن خارطة بصرية لمصادر إلهامهم.

وينقسم مسار معرض “مذكرات السفر” إلى أربعة أقسام مترابطة فيما بينها تعرض لوحات للفنانين الأربعة.

15