تسلا تقدم مفاهيم ثورية في مسار القيادة الآلية

يجمع خبراء أنه رغم وعود تسلا بتطوير سيارات أجرة ذكية ببصمتها الخاصة من خلال تقديم نموذجين يعكسان مفاهيمها الثورية في مجال القيادة الآلية، إلا أن الطريق يبدو طويلا قبل التمكن من نشر أسطول من هذه المركبات، والتي ستكون تحت الاختبار قبل إعطاء الضوء الأخضر لها.
نيويورك- تسعى شركة تسلا الأميركية لاستغلال نجاح سياراتها الكهربائية الرياضية والفاخرة وشاحنة سيمي المتطورة وشاحنة البيك آب الصغيرة سايبرتراك، لتقتحم دائرة مركبات الأجرة بلا سائق لتكون بهذا قد غطت عددا كبيرا من فئات السيارات.
وأعطى إيلون ماسك لنفسه باعتباره رجل أعمال يكافح باستمرار مع الوعود المكسورة، قائمة مهام كبيرة مؤخرا في حفل الكشف الذي طال انتظاره لتسلا في هوليوود بمدينة لوس أنجلس الأميركية عن سيارات الأجرة الآلية ذاتية القيادة.
وبعد عبور الشوارع المزيفة لأستوديو أفلام وارنر براذرز في نموذج أولي أنيق فضي اللون ثنائي الباب باسم “سايبر كاب”، وعد ماسك بأن تكون سيارات الشركة الشهيرة موديل 3 وموديل واي قادرة على العمل دون سائق في كاليفورنيا وتكساس بحلول 2025.
وقال ماسك إن الشركة “ستبدأ في بناء سيارة سايبر كاب ذاتية القيادة بالكامل بحلول عام 2026 بسعر أقل من 30 ألف دولار”.
وفي عام 2019 كان مؤسس تسلا واثقا للغاية من أن سيارات أجرة آلية من إنتاج الشركة ستبدأ العمل بحلول العام التالي، لكن لم تظهر أيّ علامات على ذلك.
وبعد الفشل في تحقيق الوعود، حوّل ماسك هذا العام تركيزه إلى تطوير المركبات بعد إلغاء خطط لصناعة سيارة أصغر وأرخص ينظر إليها على نطاق واسع على أنها ضرورية لمواجهة تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية.
وتواجه تسلا انتقادات متكررة بسبب حوادث تسبب بها استخدام سائقين خاصية القيادة التلقائية في مركباتها بعد الاصطدام المتكرر بالحواجز وبالسيارات الأخرى وبالمارة إلى درجة أنها باتت تتصدر “القائمة السوداء” بين المصنعين الذين يتبنون هذه التكنولوجيا.
وعرضت الشركة سيارة روبوتية قادرة على نقل 20 شخصا في جميع أنحاء المدينة، والتي قال ماسك إنها ستعيد تشكيل المدن من خلال “تحويل مواقف السيارات إلى حدائق”.
وكان الحدث الذي أقيم الأسبوع الماضي، والذي غمرته موسيقى الرقص الإلكترونية يحمل سمات مهارة ماسك في البيع.
ولكن بعض المستثمرين والخبراء في تسلا قالوا إنهم يأملون في الحصول على تفاصيل أكثر تحديدا حول كيفية تخطيط الشركة للتحول من شركة لصناعة السيارات إلى عملاق القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي بخطة عمل قوية.
وقال روس جيربر، أحد مساهمي شركة تسلا والرئيس التنفيذي لشركة جيربر كاواساكي لإدارة الثروات والاستثمار للشركة “رؤيته (ماسك) جميلة، لكن يجب على شخص ما تحقيقها”.
وأضاف “في الوقت الحالي، خلال الأشهر الـ24 المقبلة، يجب على تسلا بيع السيارات الكهربائية. لماذا لا نركز على ذلك؟”.
وبداء جيربر سعيدا برؤية منتجات مثل سايبر كاب وروبو فان، لكنه يأمل أيضا في رؤية مركبة أكثر تقليدية وأقل سعرا في السوق الشامل يمكن للشركة بيعها في المستقبل القريب.
وتعهد ماسك لسنوات ببيع سيارة من المتوقع أن تبدأ من حوالي 25 ألف دولار، وهو الوعد الذي اعتبره المستثمرون أمرًا بالغ الأهمية لكسب عملاء جدد.
وفي أبريل الماضي، أفادت وكالة رويترز حصريا أن تسلا تخلت عن هذا المشروع. وقال المحللون إن الافتقار إلى التفاصيل حول سيارات الأجرة الآلية التي تنتجها تسلا خفف من مخاوف المنافسة.
وتهدف الشركة إلى تجاوز شركات القيادة الذاتية الحالية، بما في ذلك شركة وايمو التابعة لشركة ألفابت، من خلال اتباع مسار تكنولوجي أقل تكلفة يعتقد ماسك أنه سيسمح للشركة بتوسيع نطاق مركباتها ذاتية القيادة بشكل أسرع بكثير من المنافسين.
وهناك قناعة بين مجتمع صناعة السيارات أن إستراتيجية تسلا تبدو أبسط وأرخص بكثير من إستراتيجية منافسيها، لكنها تعاني من نقاط ضعف حرجة.
ومن أبرز هذه النقاط أن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تدعم نظام القيادة الذاتية تجعل من المستحيل تقريبًا تحديد سبب وقوع حادث أو فشل آخر، وهو أمر قد يثير قلق الجهات التنظيمية.
وقال ماثيو وانسلي، أستاذ في كلية كاردوزو للقانون في نيويورك إن “برمجيات تسلا متأخرة بسنوات على الأقل عن برمجيات وايمو. هذا هو الجزء الصعب. لن يغير أيّ تصميم مبهرج للمركبة ذلك”.
ويستخدم منافسو تسلا تقنيات مماثلة للذكاء الاصطناعي والكاميرات، لكنهم يضيفون ما يسمى بالأنظمة المكررة وأجهزة الاستشعار الأكثر تكلفة كإجراء احترازي للسلامة.
وأشار راميش بولا، الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار في شركة كرييتيف بلانينغ، التي تمتلك أسهم تسلا، إلى أنه أعجب بالعرض التقديمي للنموذجين الجديدين.
ولكنه قال إنه “من الواضح أننا كنا نبحث عن المزيد من التفاصيل حول ما ستكون عليه خططه المستقبلية بالضبط وكيف سيستثمر هذا الذكاء الاصطناعي والروبوتات الجديدة”.
وعلى وجه الخصوص، أكد بولا أنه يتوقع أن تشكل الجهات التنظيمية “عقبة رئيسية” أمام خطط ماسك للتحول إلى القيادة الذاتية غير الخاضعة للإشراف بحلول العام المقبل.
ولا يمكن تشغيل ميزة مساعدة السائق الحالية “القيادة الذاتية الكاملة” من تسلا بأمان دون وجود سائق بشري ينتبه باستمرار. وقال بولا “لقد عرض النماذج الأولية وهناك بالتأكيد بعض الإثارة حولها”.
ولكن التبني واسع النطاق لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، حيث يمكن للركاب استدعاء الرحلات من خلال تطبيق على غرار أوبر، لا يزال ربما على بعد ثلاث إلى أربع سنوات.
ويعتقد بولا أن هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا، وقال “هناك الكثير والكثير من السبل لتحقيق الدخل من هذه التكنولوجيا وقد لا تكون سيارة الأجرة ذاتية القيادة بالضرورة العام المقبل، ولكن في المستقبل، فإن الجدوى موجودة”.
ويخطط ماسك لتشغيل أسطول من سيارات الأجرة ذاتية القيادة من تسلا والتي يمكن للركاب استدعاؤها من خلال تطبيق. ولم يذكر أيّ شيء عن التطبيق في حدث الخميس الماضي.
وكانت تاشا كيني، مديرة تحليل الاستثمار في شركة أي.آر.كي أنفيستمنت مانجمنت، المستثمرة في تسلا، تأمل في الحصول على المزيد من التفاصيل حول التطبيق.
ومع ذلك، شعرت كيني بالتشجيع من الجدول الزمني الذي حدده ماسك لتقديم نسخة غير خاضعة للإشراف من نظام القيادة الذاتية الكامل في تكساس وكاليفورنيا العام المقبل.
وقالت “إذا تمكنوا من القيام بذلك، فلا أرى سببا يمنعهم من إطلاق خدمة سيارات الأجرة الآلية بعد فترة وجيزة”.