أول ظهور لقاآني في مراسم تشييع القيادي في الحرس الثوري بطهران

التلفزيون الإيراني يعرض لقطات لقائد فيلق القدس بعد أنباء عن خضوعه للتحقيقات بتهمة اختراق الموساد الإسرائيلي للحرس الثوري.
الثلاثاء 2024/10/15
قاآني في مراسم استقبال جثمان نيلفروشان

طهران – شارك قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني الثلاثاء في طهران في مراسم تشييع الجنرال في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان الذي قُتل الشهر الماضي في لبنان، في أول ظهور علني له بعدما اختفى عن الأنظار لأسابيع، ما غذى احتمالات مقتله، بينما تحدث أنباء عن التحقيق معه بتهمة اختراق الموساد الإسرائيلي للحرس الثوري.

وكان نيلفوروشان قُتل مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

وبدأت مراسم تشييع الجنرال الإيراني من ساحة الإمام الحسين وسط طهران صباح الثلاثاء، وفق مشاهد نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني في بث مباشر.

وأظهرت اللقطات قاآني في مراسم استقبال الجثمان، وبجانبه عدد كبير من القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية في مطار مهرآباد بطهران.

كذلك نشر أحد الصحافيين الإيرانيين صورة لقائد فيلق القدس، عبر حسابه على منصة إكس، معلقا فوقها، "في مطار مهر آباد الآن".

واختفى قاآني قبل أسابيع وتناقلت بعض وسائل الإعلام شائعات تفيد بأنه قتل في غارة إسرائيلية على لبنان. لكنه ظهر أثناء الجنازة الثلاثاء بلباس الحرس الثوري العسكري الأخضر.

وحضر الآلاف مراسم التشييع في ساحة الإمام الحسين رفع الكثير منهم رايات حزب الله الصفراء والأعلام الإيرانية والفلسطينية وسط هتافات "الموت لإسرائيل".

وكان الحرس الثوري الإيراني أكد أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أن القيادي البالغ من العمر 67 عاماً بخير ويواصل مهامه بشكل طبيعي.

والأربعاء الماضي، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن إبراهيم جباري مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني القول إن إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الذي يشرف على أنشطة الحرس الثوري في الخارج "بخير وسيستلم وساما" من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قريبا.

وقال مسؤولان أمنيان إيرانيان كبيران لرويترز في وقت سابق إن قاآني، الذي سافر إلى لبنان بعد مقتل الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية يوم 27 سبتمبر، لم ترد عنه أي أنباء منذ أن كثفت إسرائيل قصفها على جنوب لبنان الأسبوع الماضي.

وقال جباري لوكالة تسنيم "القائد قاآني بصحة جيدة وسيستلم وسام الفتح من الزعيم الأعلى خلال الأيام المقبلة".

وأتت تلك التأكيدات بعدما انتشرت العديد من التكهنات حول مصير قاآني، والتساؤلات حول اختفائه لاسيما أن آخر ظهور له كان أواخر الشهر الماضي.

وتحدثت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية الأسبوع الماضي عن وجود قاآني في طهران وإخضاعه لتحقيقات معمقة لفهم الاختراقات التي قادت إلى اغتيال كبار قادة حزب الله وعلى رأسهم حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين وعدد من القادة الميدانيين.

وذكرت أن قاآني أصيب بأزمة قلبية أثناء التحقيق ما دفع إلى نقله إلى المستشفى، كاشفة عن شكوك جدية في اختراق الإسرائيليين لفيلق القدس وقادته المكلفين بالإشراف على عمليات الحرس الثوري في الخارج والذين يديرون ساحات مختلفة في المنطقة من حزب الله إلى الميليشيات في اليمن والعراق وغزة.

وزار قاآني مكتب حزب الله في طهران عقب اغتيال نصرالله، وبعد هجوم إسرائيلي آخر استهدف قيادات الحزب ببيروت في 4 أكتوبر الجاري.

وفي الأول من أكتوبر، أطلقت إيران 200 صاروخ على إسرائيل ردّا على مقتل نيلفوروشان ونصرالله، في ثاني هجوم مباشر في تاريخها على الدولة العبرية.

وجاء الهجوم أيضا للرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم نُسب لإسرائيل في يوليو بينما كان في طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني.

وتعهّدت إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخي بينما أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الرد الإسرائيلي سيكون "فتّاكا ودقيقا ومفاجئا".

تنخرط إيران منذ أيام في محادثات دبلوماسية عالية المستوى تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة وتبحث في سبل منع اتساع رقعة النزاع في أنحاء المنطقة.

وخلال زيارة قام بها إلى بغداد، قال وزير الخارجية عباس عراقجي الأحد إن إيران "مستعدة بالكامل لحالة الحرب... لكن لا نريدها، نريد السلام".

وسبق لطهران أن اطلقت في أبريل وابلا من الصواريخ والمسيّرات باتّجاه إسرائيل ردا على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق وتم تحميل الدولية العبرية المسؤولية عنه.