الجزائر تستعد لإطلاق جولة تراخيص جديدة للنفط والغاز

من المتوقع أن تشارك شركات كبرى، مثل إكسون موبيل وشيفرون وإيني وسينوبك الصينية في العطاءات.
الثلاثاء 2024/10/15
تطوير قطاع الوقود الأحفوري

الجزائر- أعلنت الجزائر الاثنين أنها تستعد لإطلاق جولة عطاءات جديدة لتراخيص النفط والغاز، وذلك في سياق إستراتيجية الحكومة لتطوير قطاع الوقود الأحفوري بما يعظم إيراداتها خلال السنوات المقبلة.

وقال وزير الطاقة محمد عرقاب للصحافيين إن “الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ستعلن عن جولة من العطاءات لجذب استثمارات أجنبية وشركات تشغيل لتطوير قطاع النفط والغاز”.

جاء تصريح عرقاب بعد عقده لقاءات بمدينة وهران، مع وفود عن شركات طاقة عالمية على هامش افتتاح النسخة الـ12 لمعرض ومؤتمر أفريقيا وحوض البحر المتوسط للطاقة والهيدروجين (ناباك 2024).

ومن المتوقع أن تشارك شركات كبرى، مثل إكسون موبيل وشيفرون وإيني وسينوبك الصينية في العطاءات.

محمد عرقاب: نريد جذب المزيد من الاستثمار لتطوير الوقود الأحفوري
محمد عرقاب: نريد جذب المزيد من الاستثمار لتطوير الوقود الأحفوري

ووضعت الجزائر العضو في منظمة أوبك وتنتج قرابة مليون برميل يوميا استنادا إلى قرار خفض الإنتاج ضمن تحالف أوبك+، خطة قصيرة المدى من أجل تطوير صناعة الطاقة، والاستفادة أكثر من الأسعار المرتفعة للنفط والغاز.

ورصدت الحكومة 59 مليار دولار لتوسيع قاعدة احتياطياتها من النفط والغاز وزيادة إنتاجها من خلال تكثيف البحث والاستكشاف خلال الأعوام الأربعة المقبلة، كما وقعت اتفاقيات مع شركات عالمية عاملة في هذا المجال.

وتتطلع سوناطراك المملوكة للدولة ضمن إستراتيجيتها التوسعية، التي أعلنت عنها قبل عامين، إلى ضمان دعم حصتها في الأسواق العالمية، وخاصة أوروبا، مع تعزيز أنشطتها في مجالات أخرى من الطاقة، بما في ذلك الهيدروجين.

وتنوي الشركة إنجاز استثمارات في البلاد بقيمة 59 مليار دولار على المدى المتوسط، في إطار إستراتيجية 2030، منها 45.8 مليار دولار في الإنتاج والتصدير 8.6 مليار دولار في التكرير والبتروكيماويات، و2.3 مليار دولار في النقل بالأنابيب.

وتعمل سوناطراك على توسيع محفظة أعمالها عبر استثمار 39 مليار دولار ضمن خطتها الممتدة بين 2022 و2026 لمواكبة تنامي مستوى إنتاجها.

وتباحث عرقاب قبيل افتتاح المؤتمر مع وفد من الشركة الأميركية إكسون موبيل، يقوده نائب الرئيس للبحث والاستكشاف جون أرديل، حول فرص الشراكة والاستثمار والمشاورات الجارية مع سوناطراك، لاسيما في مجال المنبع.

كما ناقش مع وفد من هاربور إنيرجي، بقيادة نائب الرئيس لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، سامح صبري، فرص التعاون والاستثمار في مجال الطاقة وآفاق تطويرها.

وأعربت الشركة البريطانية عن رغبتها في تعزيز تواجدها في الجزائر، بالأخص في مجال التنقيب عن الوقود الأحفوري، وكذلك استغلال وتطوير حقول الغاز الطبيعي مع سوناطراك.

وأشار الطرفان إلى إمكانيات التعاون وفرص الاستثمار الكبيرة في مجال الصناعات النفط والغاز، وأيضا إطلاق مشاريع لخفض الانبعاثات، والتقاط وتخزين الكربون وتقليل البصمة الكربونية، وفقا لبيان وزارة الطاقة أوردته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وعشية انطلاق ناباك 2024، تحادث عرقاب مع وفد من إكوينور، الذي كان مرفوقا بسفيرة النرويج لدى الجزائر، تيريز لوكن غزيل، حول سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة في مجال الطاقة وكذا الشراكة القائمة بين الشركة النرويجية وسوناطراك.

الاكتشافات تعتبر واعدة بالنسبة إلى البلد، حيث لم تنم احتياطاته بشكل ملحوظ منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي

كما تباحث الوزير مع وفد عن شركة الطاقة الإسبانية سيبسا يقوده رئيسها التنفيذي مارتن فيتسلار بخصوص علاقات التعاون مع سوناطراك، لاسيما تطوير الهيدروجين الأخضر.

وخلال اللقاء الذي جمعه بوفد عن شركة الطاقة الأميركية شيفرون، بقيادة نائب الرئيس المكلف بالاستكشاف الدولي، ليز شوارتز، بحث عرقاب حالة علاقات التعاون مع سوناطراك.

وكانت الشركتان قد أبرمتا قبل أشهر مذكرة تفاهم شملت المبادئ الأساسية للعمل المستقبلي لتطوير موارد المحروقات في كل من حوضي أهنات وبركين.

كما ناقش الجانبان، أوجه أخرى للتعاون المتعلقة بنقل المعرفة والتكنولوجيات الحديثة وتبادل الخبرات، ولاسيما في مجال التنقيب عن المحروقات وتطوير آبار النفط والغاز.

وبلغ عدد الاكتشافات خلال السنوات الثلاث الماضية حوالي 21 اكتشافا، بالإضافة إلى الاحتياطات المعلنة، حيث تم اكتشاف 6 حقول العام الماضي، وسبعة في العام 2022.

وتتواجد الحقول المكتشفة في كل من ولاية (محافظة) بشار، وجنوب ولاية عين صالح، وأيضا ولايتي جانت وإيليزي، وشرق ولاية ورقلة.

وسبق أن أكد عرقاب وجود إستراتيجية لسوناطراك هي رفع الإنتاج، وبلوغ المستهدف في غضون خمسة أعوام مما يساعد في تنمية الناتج المحلي الإجمالي، الذي يبلغ 267 مليار دولار.

ووجدت السلطات نفسها في السنوات الأخيرة في مواجهة استهلاك داخلي متنام، بلغ نحو 50 مليار متر مكعب بنهاية العام الماضي، وزيادة الصادرات في أعقاب الحرب الروسية – الأوكرانية بكمية بلغت 56 مليار متر مكعب.

ويرى محللو هذه الصناعة أن الاكتشافات تعتبر واعدة بالنسبة إلى البلد، حيث لم تنم احتياطاته بشكل ملحوظ منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي.

10