طهران لا ترى أرضية مناسبة لإجراء محادثات غير مباشرة مع واشنطن

وزير الخارجية الإيراني يقول إن المسار متوقف بسبب التوتر في المنطقة، مشيرا إلى أن بلاده ستقرر بعد تجاوز الأزمة الراهنة ما إذا ستواصل العمل أم لا.
الاثنين 2024/10/14
حسابات إيران متوقفة على الرد الإسرائيلي

مسقط  - كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من مسقط، الإثنين، أن المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي كانت تجري بوساطة عُمانية، متوقفة حاليا بسبب غياب "الأرضية" المناسبة لها في ظل تصاعد التوتر الإقليم، وتوعد إسرائيل بشن ضربات على طهران ردا على هجومها الصاروخي.

وقال عراقجي للصحافيين إن "هذا المسار متوقف الآن بسبب الظروف المحددة في المنطقة. حاليا لا نرى أي أرضية لهذه المباحثات، إلى حين نتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة. عندها سنقرر ما إذا كنا سنواصل العمل وكيف".

ولعبت سلطنة عمان لفترة طويلة دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة بعدما قطعت الدولتان العلاقات في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979.

ونجحت المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية بوساطة عمانية في توقيع الاتفاق النووي عام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة الأميركية عام 2018 في ظل البحث عن اتفاق أو معاهدة جديدة.

وسبق أن أورد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في يونيو الماضي أن سلطنة عمان تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران في ملفات تتعلق بسجناء أميركيين في طهران، وكبح البرنامج النووي الإيراني، والإفراج عن مليارات الدولارات الإيرانية المحتجزة في الخارج.

وقبل ذلك، أكد ممثل إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في مايو الماضي عقد محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في عمان، مضيفا أن "هذه المفاوضات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة".

وأفاد موقع أكسيوس حينها نقلا عن مصدرين مطلعين على الأمر بأن المحادثات "ركزت على توضيح عواقب تصرفات إيران ووكلائها في المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة المخاوف الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني".

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد قال في وقت سابق إنه من الممكن لطهران أن تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا أثبتت واشنطن فعليا أنها ليست معادية لإيران.

وقال بزشكيان "لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا" مضيفا "نحن إخوة للأميركيين أيضا".

وفي الأول من أكتوبر، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في إطار ما قالت إنه ردّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصرالله وضابط في الحرب الثوري الإيراني.

وعقب الهجوم الإيراني الانتقامي، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيل العسكريون والسياسيون بـ"شن هجوم قوي وكبير" على طهران دون تحديد موعد لذلك، فيما طالب بعضهم بمهاجمة المنشآت النووية والنفطية الايرانية.

وتعدّ الولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل والمزوّد الأكبر للمساعدات العسكرية للدولة العبرية، في حين تدعم إيران حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني اللذين يقاتلان إسرائيل.

وقالت إيران إن هجومها الانتقامي على إسرائيل استند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي "تنص على حق الدول الأعضاء في استخدام القوة للدفاع عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح ضدها"، في إشارة إلى اغتيال هنية على أراضيها.

وتوعدت بأنها سترد بضرب "بُنية إسرائيل التحتية بشكل واسع وشامل" إذا ردت الأخيرة على هجومها الانتقامي.

وتتحرك إيران كذلك على أكثر من جبهة في المنطقة ضمن استعداداتها لأي هجوم إسرائيلي، فبعد زيارة عراقجي للخليج لبحث التصعيد المرتقب وتحذير أي دولة خليجية من فتح المجال الجوي لإسرائيل لضرب إيران، وصل اليوم الاثنين إلى العاصمة العمانية مسقط حيث التقى محمد عبدالسلام، ممثل المتمردين الحوثيين بشأن النزاع اليمني، كما التقى أيضا نظيره العُماني بدر البوسعيدي وبحثا التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.